المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حرب على الارهاب أم هروب من الحقائق؟


الحارث
22 / 09 / 2001, 35 : 07 AM
حرب على الارهاب أم هروب من الحقائق؟

(تستعد أمريكا لحرب واسعة على ماتسميه بالإرهاب، هذه الحرب تأخذ في ثناياها أشياء أخرى تهم الإدارة الأمريكية، الكاتب زكريا عبد الجواد قام بهذا التحليل متسائلا هل الحملة الأمريكية ضد الإرهاب بالفعل؟ أم هروب من الحقائق؟ التقرير ننشره نقلا عن جريدة البيان الإمارتية)
ثمة تساؤلات تطرح نفسها فى الوقت الذى هيأت فيه الولايات المتحدة شعبها وحلفاءها للسير طويلا فى طريق شديد الوعورة قد لايكون الخروج منه يسيرا مثلما الدخول، تلك الاسئلة تتعلق بالأسس التى سيتم وفقا لها بناء تحالف دولى ـ وفقا لما اسماه وزير الخارجية الامريكية كولن باول ـ فى الوقت الذى لم يتم حتى الان تحديد تعريف دقيق وحاسم بشأن الارهاب، ولعل فى عدم التعريف هذا مايجعلنا نحن العرب مهما بلغت درجة تعاطفنا مع ضحايا تلك العمليات الهجومية، والتي سقط خلالها ضحايا ماكان يجب ان يتم استهدافهم تحت أية ذريعة، لعل فى عدم ايجاد تعريف دقيق للارهاب، مايدفع المزيد من الهواجس والمخاوف بكثرة لدينا، خاصة واننا أصحاب قضية مركزية يخشى عليها وهى تمر حاليا فى أصعب مراحلها، بعد ان ظللنا نعانى فى ظلها ولأزمنة طويلة ظلم القوى الكبرى وانحيازها واصرارها على مناصرة المعتدى فى كل الأحوال، مايحدث هذه الأيام، وما سوف يحدث وفقا لكافة التوقعات التى باتت تؤكد على ان الضربة العسكرية الامريكية الوشيكة بعد اتخاذ القرار السياسى سوف تستمر لسنوات عدة تحت شعار شديد المراوغة، يطال ما أسماه صناع القرار فى البيت الأبيض بالدول الداعمة والراعية للارهاب، فتحت هذين الوصفين يمكن للادارة الامريكية ان تضع أية دولة لاتتفق معها فى أى شأن، وهى بالفعل الأن لديها دولا عربية جاهزة مثل السودان وليبيا وسوريا فى الوقت الذى تظل فيه ايران أيضا ضمن هذا التصنيف، الى جانب عدد من المنظمات الفلسطينية واللبنانية التى جاهدت ولازالت تقاوم الاحتلال الصهيونى للاراضى العربية المحتلة.
ان ما يدور حاليا، يدفعنا للتساؤل عن الهدف الامريكى الحقيقى وغير المعلن من هذه العمليات التى وصفها الرئيس الامريكي جورج بوش بانها ساحقة ماحقة، وفى هذا الاطار فان ثمة نقاط ينبغى أخذها بعين الاعتبار عند النظر الى تلك العمليات الامريكية الوشيكة: ان هذه العمليات تأتى فى وقت أصبح واضحا فيه ان هناك انزعاجا أمريكيا وأوروبيا عالى النبرة من المشروع النووى الباكستانى، وهو المشروع الذى أثار غضبا غربيا وصل الى حد الهوس فى المطالبة بتدميره مهما كانت النتائج، ويمكننا بالعودة الى التصريحات الغربية التى أعقبت اعلان نواز شريف رئيس الحكومة الباكستانية السابق عن نجاح التجربة النووية الباكستانية قبل سنتين، اكتشاف مدى الحنق الغربى على امتلاك باكستان لقنبلة نووية فى ترديد ممل لما كان يقول به ويحذر منه الوزير الأسبق للخارجية الامريكى ومستشار أمنها القومى الأسبق هنرى كيسنجر عن القنبلة النووية الاسلامية، وضرورة وأدها فى مهدها، هذه العمليات التى شهدتها نيويورك وواشنطن يوم الثلاثاء الحادى عشر من سبتمبر، مثلت فرصة ذهبية لصانع القرار الأمريكى، الذى أصبح بامكانه تجيير الغضب الغربى من كثرة عدد الضحايا ومن نوع وحجم العمليات الهجومية على مراكز صناعة القرارات العسكرية والتجارية والسياسية، الى امكانية الوثوب الى تلك المنطقة فى وسط آسيا، التى تعانى فراغا عسكريا امريكيا فى مثل تلك المنطقة الشديدة الأهمية للسياسة الاستراتيجية الامريكية، خصوصا وان السنوات القليلة المقبلة سوف تشهد اعتمادا هائلا على نفط بحر قزوين الذى يعد اكبر مخزون احتياطى نفطى فى العالم، ليصبح عندئذ الوجود العسكرى الامريكى المتوقع فى باكستان قادرا على ضرب عدة عصافير بحجر واحد: لجم المشروع النووى الباكستانى ووضعه فى اطار لايتعداه، تمهيدا للقيام بتفكيكه، والقضاء عليه نهائيا فى المدى الأطول.و تحجيم التعاون الباكستانى الصينى ومنع تنامى تلك العلاقات التى تراها الولايات المتحجة أكبر الأخطار على نفوذها فى تلك المنطقة المهمة والحيوية.
وايجاد بؤرة قلق جديدة لروسيا الاتحادية ففى خاصرتها الجنوبية بعد ان بدأت تستعيد انفاسها قليلا، بعد سنوات من المعاناة. والامساك بزمام ادارة الصراع الكشميري، خاصة وان الولايات المتحدة تبدى تعاطفا واضحا مع الهند فى موقفها من هذه القضية، وهى تعتبر فى الوقت نفسه ان هناك خطرا متزايدا من الاصولية المتغلغلة وسط الثوار الكشميريين، وبالتالى فان لديها مخاوف قوية من تعاون بين تنظيم القاعدة التابعة لأسامة بن لادن وبين الحركات الاسلامية الكشميرية. والبقاء على بعد أميال من ايران بعد سنوات طويلة من فشل مغامرة الطائرة التي سعى عن طريقها الرئيس الأسبق جيمى كارتر الاعتماد عليها فى اطلاق سراح الرهائن الذين كان الطلاب الايرانيون قد احتجزوهم فى مبنى السفارة الامريكية، وبوثوب الولايات المتحدة وبقائها فى تلك المنطقة فانها تكون قد احاطت ايران غربا عن طريق التواجد الامريكى فى منطقة الخليج وشرقا فى باكستان وأفغانستان.
اضافة الى كل ذلك، تأتى طالبان التى كانت تحظى قبل عدة سنوات بالرعاية الامريكية شبه الكاملة، منذ ان قام طلاب الدراسات الشرعية الافغان فى بيشاور بتنظيم صفوفهم فى ظل مساندة ودعم باكستانى كبير وضوء أخضر أميركى، بالدخول الى حلبة المسرح القتالى الأفغانى والاطاحة بالقادة المتصارعين الذين حكموا افغانستان عقب انهيار الحكم الشيوعى، وطرد القوات العسكرية الروسية ، بينما تظل قصة اسامة بن لادن وتضخيم دوره فى عملية هجوم الثلاثاء الأمريكي ستارا يخفى من ورائه أهدافا أخرى، والمرجح فى هذه الحالة، ان عملية القاء القبض على اسامة بن لادن قد تطول كثيرا، وتتحول بذلك الى مايشبه قصة القضاء على صدام حسين الذى مر أكثر من 11 عاما على حرب الخليج دون ان يتم التخلص منه، رغم التواجد الامريكى القريب منه، وعندما سيظل البحث جاريا عن اسامة بن لادن وعن س جحره س وفقا لتعبير الرئيس الامريكى جورج بوش وهو أمر من المؤكد انه سيطول لسنوات طويلة، فان ذلك سيصبح فرصة مناسبة للقوات الامريكية للبقاء فى المنطقة حتى تنتهى من المهام الأخرى الأكثر أهمية والتى يقع على رأسها البرنامج النووى الباكستانى وتحجيم القوى المعادية للمصالح الأميركية فى ايران وروسيا.
فى نفس الوقت فانه لايمكن تجاهل ان لاسرائيل مصلحة ملحة فى التواجد الامريكى فى تلك المنطقة فقد سبق واعتبر شارون عندما كان رئيسا لأركان الجيش الصهيونى ان المنطقة الممتدة حتى باكستان تشكل مجالا حيويا للأمن الاسرائيلى، ولعل ماكشف عنه الحاكم العسكرى الباكستانى برويز مشرف عندما التقى قادة الأحزاب الباكستانية فى محاولة لاقناعهم بقبول تعهد بلاده بتقديم كافة التسهيلات للقوات الامريكية للانطلاق من اراضى باكستان لضرب القوات التابعة لحركة طالبان وقواعد بن لادن في الاراضى الافغانية، لعل ماكشف عنه من انه تلقى تهديدا من اسرائيل يوم الخميس 13 سبتمبر أى عقب أحداث التفجيرات فى الولايات المتحدة، بقصف المنشآت النووية الباكستانية، دليل جديد يضاف ليؤكد مدى الانزعاج الشديد الذى تشعر به تل أبيب من استمرار بقاء المشروع النووى الباكستانى، ومايؤكده ايضا من تهديد الولايات المتحدة الذى أبلغه الرئيس جورج بوش الابن لبرويز مشرف الحاكم العسكرى الباكستانى من انه فى حال رفض بلاده التعاون مع التحالف المعادى للارهاب، فان الولايات المتحدة سوف تتعاون مع اسرائيل والهند لقصف المنشآت النووية الباكستانية.
فى ظل هذه الاسئلة التى تدور ثمة سؤال آخر يتردد أيضا، عن السبب الذى يجعل بقاع كثيرة فى العالم، وليس العالمين العربى والاسلامى فقط تكن كل هذه الكراهية للسياسة الأميركية، وهو الأمر الذى بدا واضحا فى ردود الفعل الأولية على الأقل عند تلقى خبر الهجمات على مركز التجارة العالمى ومبنى البنتاجون، واذا كانت الأسباب غير خافية على اى متابع لمسار السياسة الأمريكية على الأقل فى الفترة الأخيرة، بعد ان اختارت الصدام مع عدد كبير من دول العالم بما فيها حلفاءها التقليديين فى أوروبا وبعض دول آسيا، وهو صدام اتخذ أشكالا تجارية وسياسية وصراع على مناطق نفوذ الى انحياز مطلق الى جانب بعض الأنظمة الديكتاتورية والعنصرية، كما يحدث فى سياستها المنحازة بشكل تام الى جانب العنصرية الصهيونية، والتى اعتقد فى البداية على المستوى العربى والاسلامى ان صعود ادارة بوش الابن سوف يعنى اتخاذ مواقف اقل انحيازا لا مواقف عادلة، وفى ظل هذه الكراهية الشديدة التى تجتاح العالمين العربى والاسلامى، وفى التردد الاوروبى عن تقديم مساعدات عسكرية مباشرة والمشاركة فى اى عمل عسكرى امريكى، فان المؤكد ان الهجوم الامريكى أو الحرب الطويلة كما أرادها صناع القرار الأمريكى، والتى سيتم استخدام وسيلة الاغتيالات ايضا فيها كما صرح كولن باول، سوف تعنى المساهمة فى خلق أرضية جديدة لعمليات ارهابية جديدة، قد تصبح اشد عنفا من سابقتها، فلم يحدث ان كانت اية محاولات سابقة لاستصال الارهاب قد استطاعت وأدها، مادامت الظروف الخالقة له متوافرة وأهمها على الاطلاق، الشعور بالغبن والسعى الى الانتقام، و لعل قراءة مايحدث فى الشارع الباكستانى الذى يشهد غليانا غير مسبوق هذه الايام، وماقد يستتبعه من امتداد ذلك الى الشارع الاسلامى، الأمر الذى قد يجر منطقة الشرق الأوسط كلها الى الانفجار، وهو احتمال يجب ان يؤخذ فى الحسبان، خصوصا وان العمليات القادمة ضد افغانستان أو أية دولة من التى يتم تصنيفها أميركيا ضمن الدول الراعية للارهاب سوف تشارك فيها قوات اسرائيل أو على الأقل ستقدم دعما كبيرا لها، وهو الأمر الكفيل باثارة الغضب العارم فى الشارع العربى المستفز اصلا من سياسة الحكومة الاسرائيلية الحالية وممارساتها اليومية ضد الشعب الفلسطينى فى الاراضى المحتلة.http://www.islamtoday.net/content.cfm?id=1164&menu=1164

Mahsoon
22 / 09 / 2001, 49 : 12 PM
صباح الخير أخوي قثم

والله الكلام اللي ذكره الكاتب هو محور المواضيع التي تدور رحاها هذه الأيام.

ملحوظه :- سمعت أن شارون غاضب من إستثناء الولايات المتحده له من المشاركة ضمن التحالف ضد الإرهاب ؟!



تحياتي