المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوعد من خيبر إلى القدس ( 5 )


الحارث
26 / 09 / 2001, 33 : 11 PM
(4) قتال اليهود يدعم قدرات الأمة العسكرية :

لأن اليهود جبلوا على حب إشعـال الفتن والحروب كما قال الله عنهم " كلـما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسـاداً والله لا يحب المفسدين [1]"،فإنهم لذلك الأمر يتميزون بمهــارتهم في صنع السلاح وتطويره وابتكار أنوع جديدة منه،كمـا أنهم لجبنـهم لا يقاتلون إلا في حصون مملوءة بالسلاح والعتاد..دون أن يغني ذلك عنهم شيئاً ..!!

وفي أحداث خيبر دليل واضح على أن قتال اليهود يفتح آفاقاً واسعة لتطوير القدرات العسكرية للمسلمين وإمدادهم بأسلحة متطورة لم تكن لديهم، وهي كفيلة بتحسين أساليبهم الهجومية وإمكاناتهم القتالية..

فخلال حصار النبي – صلى الله عليه وسلم – لحصن النطاة "جعلت نبل اليهود تخالط عسكر المسلمين وتجاوزه، وجعل المسلمون يلقطون نبلهم ثم يردونها عليهم "،وهذه العبارة التي أوردهـا كتاب السير تدل على أن النبال التي كان يستخدمها اليهود متميزة عن غيرها.. وأن المسلمين كانوا يقاتلون اليهود بسلاحهم ..!!

وفي حادثة أخرى كان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - يطوف بأصحابه حول العسكر، فأُتي برجل من اليهود في جوف الليل، فأمر به عمر أن يضرب عنقه، فقال اليهودي : اذهب بي إلى نبيكم حتى أكلمه، فأمسكه عمر وانتهى به إلى باب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فوجده يصلي، فسمع رسول الله –صلى الله عليه وسلم – كلام عمر فسلَّم (لأهمية ذلك الأمر) وأدخله عليه، ودخل عمر باليهودي، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لليهودي:" ما وراءك ومن أنت ؟

فقال اليهودي : خرجت من حصن النطاة من عند قوم ليس لهم نظام، تركتهم يتسللون من الحصن هذه الليلة .

فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :" فأين يذهبون "؟

قال : إلى أذل مما كانوا فيه، إلى الشق، وقد رعبوا منك حتى إن أفئدتهم لتخفق، وهذا حصن اليهود فيه السلاح والطعام والودك، وفيه آلة حصونهم التي كانوا يقاتلون بها بعضهم بعضا، قد غيبوا ذلك في بيت من حصونهم تحت الأرض .

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :" وما هو ؟"

قال : منجنيق مفككة وسلاح وسيوف وبعض آلة للحرب، فإذا دخلت الحصن غداً وأنت تدخله…

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :" إن شاء الله " .

قال اليهودي : إن شاء الله أوقفك عليه، فإنه لا يعرفه أحد من اليهود غيري، وأخرى !!

قال :" ماهي ؟" .

قال : تستخرجه، ثم تنصب المنجنيق على حصن الشق وتدخل الرجال تحت الدبابتين فيحفرون الحصن فتفتحه من يومك وكذلك تفعل بحصن الكتيبة.

فقال عمر – رضي الله عنه - : يا رسول الله، إني أحسبه قد صدق .

قال اليهودي : يا أبا القاسم، احقن دمي .

قال :" أنت آمن " .

قال : ولي زوجة في حصن النّزار فهبها لي .

قال – صلى الله عليه وسلم – : " هي لك " .

ودعاه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – للإسلام فقال : أنظرني أياماً …

فلما أصبح رسول الله – صلى الله عليه وسلم – غدا بالمسلمين إلى النطاة ففتح الله الحصن واستخرج ما كان قال اليهودي فيه، فأمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بالمنجنيق أن تصلح وتنصب على حصن النّزار، فلما استعصى على قوات المسلمين قذفوه بقذائف المنجنيق فأوقعوا الخلل في جدران الحصن واقتحموه .. وتكرر الأمر مع حصون الكتيبة، غير أنه عندما همَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – بنصب المنجنيق عليهم أيقنوا بالهلكة فسألوه الصلح .

ويتضح لنا من قراءة السيرة النبوية أن استخدام المسلمين للمنجنيق (وقد يكون حتى مجرد معرفته ) لم يحدث إلا خلال غزوة خيبر والغزوات التي تلتها .. ففي غزوة الطائف (شوال – 8هـ ) فرض النبي – صلى الله عليه وسلم – الحصار على حصن الطائف، ولما طالت مدة الحصار أمر بنصب المنجنيق، وقذفت به القذائف حتى وقعت شدخة في جدار الحصن فدخل نفر من المسلمين تحت دبابة[2]ودخلوا بها إلى الجدار ليحرقوه …

ولعل ما حصل في خيبر هو نفسه الذي يتكرر هذه الأيام مع المجاهدين في فلسطين، إذ أن الجنود اليهود يلجؤون إلى بيع أسلحتهم للمجاهدين طمعاً في الحصول على المال فيستخدمها المجاهدون ضدهم في حربهم وقتالهم لهم، كما أنهم يحصلون عليها أيضاً من قتلهم لليهود والاستيلاء على أسلحتهم و أسلحة المختطفين منهم .

وإذا كان اليهود اليوم يكدسون كل أنواع السلاح ويحصلون على مساعدات عسكرية وتقنية سنوية هائلة من الولايات المتحدة الأمريكية، فما على المسلمين إلا أن يقتفوا أثر نبيهم – صلى الله عليه وسلم – في قتاله لليهود ليحصلوا على هذه الأسلحة المتطورة ويكونوا بذلك سادة الدنيا .








--------------------------------------------------------------------------------

[1]- سورة المائدة : الآية 64

[2]- لم تكن كدبابتنا اليوم، وإنما كانت تصنع من الخشب، وكان الناس يدخلون في جوفها ثم يدفعونها في أصل الحصن لينقبوه وهم في جوفها، أو ليدخلوا من النقبات .

Mahsoon
27 / 09 / 2001, 10 : 04 PM
شكراً أخي قثم على هذه القصة المنتقاه والتي فيها الوسله بإذن الله لهزيمة أعداء الله ودينه




تحياتي