المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحذيرات سرية من هجمات إرهابية خلال مؤتمر الدوحة


Mahsoon
02 / 11 / 2001, 03 : 08 AM
تسلم اعضاء الكونغرس الذين كانوا يخططون لحضور مؤتمر منظمة التجارة العالمية الذي يعقد في قطر خلال الاسبوع المقبل تقارير سرية تحذرهم من احتمالات وجود خلايا ارهابية ناشطة هناك، طبقا لمصادر مطلعة على تلك التقارير. وفي ما يعكس القلق من المخاطر الأمنية التي قد يواجهها المشاركون من الأميركيين في المؤتمر افادت تلك المصادر ان اعضاء الوفد الأميركي ابلغوا في تلك التقارير انهم سيتسلمون حال وصولهم الى الدوحة معدات للطوارئ تتضمن اقنعة واقية من الغازات السامة وادوية وعلاجات الى جانب اجهزة اتصال تعمل بالراديو في حال ترحيل المشاركين في سفينة. واشرفت على تنسيق تلك التقارير ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش، رغم رفض مكتب الممثلين التجاريين الاميركيين الافصاح عمن وفرها. واثارت المعلومات التي تضمنتها التقارير انزعاج بعض العازمين على الحضور وبينهم احد العاملين في الكونغرس الذي قال «انها تستثير التساؤل عما اذا كان المشرفون على عقد المؤتمر في قطر قد اطلعوا على هذه التقارير الاستخباراتية».
وحسب مصادر الكونغرس فان تلك التقارير، التي ارسلت ايضا الى المسؤولين في الادارة وعدد محدود من كبار رجال الاعمال المشاركين في اللجان الاستشارية الرسمية، حملت العديد من اعضاء الكونغرس على العدول عن المشاركة في المؤتمر. ولا تزال حفنة من بين هؤلاء مصممة على الذهاب وبينها بيل توماس رئيس لجنة الطرق والوسائل وساندر ليفين عضو اللجنة الفرعية للتجارة. ولا يوجد اعضاء في مجلس الشيوخ راغبون في المشاركة في المؤتمر، كما ان العديد ممن لهم ارتباط وثيق بالمسائل التجارية، وبينهم ماكس بوكس وتشارلز هاجل، تراجعوا عن حضور المؤتمر رغم اشارة مكاتبهم الى اسباب اخرى غير التي وردت في التقارير. ويتوقع ان يحضر المؤتمر 3 من اعضاء الحكومة الأميركية وهم روبرت زوليك الممثل التجاري ودونالد ايفانز وزير التجارة وآن فينمان وزيرة الزراعة.


ويهدف المؤتمر الذي تبدأ جلساته في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) وتنتهي في 13 من الشهر نفسه الى تدشين جولة مفاوضات عالمية لالغاء مزيد من العوائق التجارية، وهو الهدف الذي تملص منه وزراء التجارة لدول منظمة التجارة العالمية الـ142 خلال لقائهم في سياتل قبل عامين، حينما تسببت احتجاجات المتظاهرين ضد العولمة بإثارة البلبلة خلال ذلك اللقاء. وكان زوليك وسواه من مسؤولي الادارة الأميركية اعتبروا ان عقد مؤتمر ناجح هذه المرة هو اولويتهم الاولى، وذلك لاستعراض التزام المجتمع الدولي بالتعاون والانفتاح. وكان من بين اسباب اختيار قطر، كامارة نفطية مستقرة جدا وبعيدة، انها بدت مكانا يستبعد اندلاع الفوضى فيه.
وبعد هجوم 11 سبتمبر (أيلول) على نيويورك وواشنطن والبدء بقصف أفغانستان، ناقش مسؤولو التجارة الأميركيون ونظراؤهم في عدد من الدول الاخرى علنا احتمال نقل مكان المؤتمر الى سنغافورة او سويسرا. ولكن مكان المؤتمر ظل في الدوحة بعد اعتراض المسؤولين في قطر، العضو المهم في التحالف ضد الارهاب، على نقله الى مكان آخر. وانخفض عدد المشاركين في الوفد الاميركي الذي كان من المخطط ان يضم اكثر من 150 شخصا الى حوالي الثلثين، كما عدل عشرات من كبار رجال الاعمال عن حضور المؤتمر.


وتحتوي بعض التقارير على الاقل لقطات مصورة تظهر ارهابيا مشتبها فيه يتمتع بخبرة في تفجير الشاحنات يعتقد انه عبر الى قطر في الاشهر الاخيرة، طبقا للمصادر. كما اشار المسؤولون الذين اعدوا التقارير الى ادلة تشير الى اختراق بعض الاصوليين المعادين لأميركا صفوف بعض الاجهزة القطرية، رغم ان قيادة قطر نفسها صديقة للولايات المتحدة.
وكان من بين المحاذير التي تضمنتها التقارير احتمالات الهجوم او الانقضاض بطائرة على مركز المؤتمر. ولذلك تباحثت واشنطن مع السلطات القطرية ازاء ضرورة توفر مدافع مضادة للطائرات قرب موقع انعقاد المؤتمر. وتوجد سفن البحرية الأميركية بقرب ميناء الدوحة، حسب مصادر مطلعة على التقارير.


واثارت الاخبار عن تلك التقارير الغضب بين عدد من كبار رجال الاعمال وممثلي المنظمات غير الحكومية الذين خططوا لحضور المؤتمر. وكان العديد من بين هؤلاء قد تلقوا تقارير غير سرية من معاوني زوليك حذرت من مخاطر ولكن بصورة عامة جدا، اما الصحافيين الأميركيين الذين اسندت اليهم مهمات تغطية المؤتمر فلم يتسلموا اي تقارير بالمرة.