المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كنـــــــــــــت أجري ؟؟؟؟؟؟؟


رحايــــــــــــل
15 / 05 / 2001, 55 : 10 PM
كنت أجري و أصرخ و الحرارة اللاهبة التي لا توصف تحيط بي "أصرخ و أصرخ من شدة
الحرارة فلا ترد علي الا أصوات صراخ مرعبة "واصلت الجري في ذاك المكان الذي يتطاير
فيه اللهب من كل مكان "ذاك المكان الذي أتخذ من الجمر الأحمر الوهاج مفرشا له على
مد النظر .

حاولت أن أجد في ذاك الوضع المرعب أي شيء أقتل به نفسي حتى أرتاح من هذا الجحيم
ولذا واصلت الجري "أجري و الجلد الذائب يتساقط من جسمي من شدة الحرارة أما دمي فقد
بدأ يتقاطر و لونه قد تحول الى اسود .

و بينما أنا أجري بتلك القدم السوداء المتفحمة إذ رأيت سيخا مركون على الجمر فذهبت
إليه مسرعا وكأني أركض الى حلم حياتي "فلما وصلت ذاك السيخ حملته بيدي التي أصبح
العظم فيها مختلطا مع ما تبقى من جلد و دم أسود منها "كانت حرارة السيخ لافحة الى
حد لا يحتمل ولكني مع ذلك صبرت حتى أغرسه في بطني الذي قد ظهرت أحشاءه و بدأت تذوب
مع شدة الحرارة "حملت السيخ الذي تحول لونه الى الأحمر مع شدة الحرارة وغرسته في
بطني "فدخل السيخ بسهولة في جسمي الذائب و كأني أدخل أصبعي في كأس ماء .

بعدها أستلقيت على ذاك الجمر الأحمر و السيخ الأحمر مغروس في بطني لا يكاد يثبت
بإنتظار الموت و لكني لم أمت !! "أنتظرت و أنتظرت فلم افارق الحياة "بعدها صرخت
بأعلى صوتي .. لا أحتمل "و الله لا أحتمل "متى أموت ؟؟

فرد علي صوت أجش مرعب غريب وقال لي : ومتى تريد أن تموت

فقلت له : الأن

فقال : لا بل عليك الإنتظار أكثر

فقلت له : والله لا أحتمل ان أجلس في هذا المكان دقيقة

فقال : بل عليك أن تجلس فيها أكثر من دقيقة

فقلت له : و الله لا أحتمل الجلوس ساعة

فقال : بل ستجلس أكثر من ساعة

فقلت : و الله ما أحتمل المكوث يوم

فقال : بل ستجلس أكثر من يوم

فقلت : و الله ما أحتمل الجلوس شهر

فقال : بل أكثر من شهر

فقلت : و الله ما أحتمل السنة

فقال : بل أكثر من سنة

فقلت : و الله ما أحتمل الجلوس عقد

فقال : ستجلس أكثر من عقد

فقلت : و الله لن أتحمل القرن

فقال : بل أكثر من قرن

قلت : و الله لن أتحمل الألف سنة

فقال : بل أكثر من ألف سنة

فقلت : الى المائة ألف سنة أم الى المليون أم الى الألف مليون سأمكث

فقال : الى الأبد خالدا مخلدا فيها

فقلت : حينها سأعتاد عليها

فقال : لن تعتاد عليها و إنما ستشعر بها كل ثانية و كأنك أول مرة تطأها .

فصرخت صرخة مدوية و فتحت عيني و إذا بي نائم على سريري الوثير "فعدلت وضعي مباشرة
من وضع الرقود الى الجلوس و ظممت ركبتاي الى صدري و جلست في أحد أرباع السرير و أنا
أرتعد من هول الحلم الذي رأيته "تعوذت من الشيطان الرجيم ونهضت ببطء من سريري و
أرجلي لا تكاد تحملني من هول ما رأيت "فذهبت الى الحمام لأتوضاء "وبعدها صليت
ركعتين "ثم ذهبت لأكمل نومي و قد أطمأنت نفسي و أستوعبت أن كل الذي رأيته مجرد حلم
"فأغمضت عيني في أطمئنان .


بعدها نهضت من فراشي الوثير و قد أتاني شخص و قال لي أن الدنيا كلها تحت تصرفك
"ذهبها "قصورها "طائراتها "سياراتها "مصانعها "سفنها "حدائقها "بحيراتها "أنهارها
"حيواناتها "منازلها "شركاتها "أدغالها "كل هذه الدنيا تحت تصرفك أنت وحدك من الشرق
الى الغرب "أما بشرها فجميعهم يحبونك و يقدرونك و لا يمكن أن يضروك "فهم مستعدين
لدفع أس شيء مقابل رضاك عنهم .

ثم مر أمامنا جماعة من النسوة التي لم ترى عيني لا أجمل و لا أرق و لا أعذب و لا
أنث منهن "فقال لي هن أزواجك "بإمكانك مداعبتهن و جماعهن كيفما و متى أردت . ثم مر
جماعة من الشباب لم ترى عيني أوسم منهم "فإستطرد وقال هؤلاء خدامك "سينفذون كل ما
تريد بلمح البصر و بنفس رضية "لا يهمهم فيها الا رضاك .

ثم طللت برأسي مع النافذة لأرى ملايين بل مليارات البشر فقلت له : وهل سيشاركني
هؤلاء في هذا النعيم العظيم فقال : بل هؤلاء من أجل خدمتك "وضيفتهم إرضائك و إسعادك
فقط .

ثم ذهبت الى حجرة أخرى لأجد أطنان من الذهب و الألماس و النفائس فقال لي : كل الذي
تراه هو لك ولن يفنى مهما فعلت .

فقلت : و الى متى أمكث في هذا النعيم

فقال : الى الأبد

فقلت : ولكني أخشى الملل

فقال : لا تخشى من شيء فستشعر بالنعيم كل ثانية و كأنك أول مرة تعايشه لأن الله نزع
عنك الملل

بعدها صرخ المنبه بصوته المشئوم "فأستيقضت لأرى نفسي في هذه الدنيا التافهة التي
أجري ورأها بكل قواي ناسيا ما ينتظرني في الأخرة .

مجدولين
16 / 05 / 2001, 45 : 01 AM
هلا والله أختي وجل
كيف الحال
أسلوب جميل وراقي
يشد الواحد لما يقرأ
فرق كبير بين الجحيم والنعيم
ولكل عمله
تحياتي
وألف شكر للمشاركة الرائعة

رحايــــــــــــل
16 / 05 / 2001, 52 : 01 AM
شكرا لردك
وهذا من ذوقك

هذي رساله ارسلت لي على الايميل وحبيت اطلعكم عليها

مجدولين
16 / 05 / 2001, 25 : 02 AM
لاشكر على واجب
تحياتي

سراب
19 / 05 / 2001, 15 : 05 AM
جزاك الله خير أخت رحايل على ها الرسالة اللي اللي أسلوبها
مثير في لفت القلب وجعله بين الخوف والرجاء ساير
ومزيد من هاالرسايل الموقظة من الغفلات.
سراب....

رحايــــــــــــل
20 / 05 / 2001, 19 : 12 AM
جزا الله الجميع خيرا
وهذا واجب كل مسلم تجاه دينه