المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اختي 000000


الصارم
26 / 05 / 2001, 36 : 06 AM
خلل في الالتزام

كانت طالبة في المرحلة المتوسطة من أسرة طيبة.. ترتدي الحجاب وتضمر في نفسها نية الاستقامة.. على طريق الإسلام..

وهي- مع نيتها الصادقة- لم تجد من يسدي لها النصيحة، ويدلها على الطريق الصحيح إلى الله جل وعلا.. فكانت تحب الالتزام.. ولكنها تجهل حقيقته وكنهه.. ومع انتقالها إلى المرحلة الثانوية.. التقت برفيقات كانت تعتقد فيهن الإخلاص والصلاح- فكانت إحداهن تستغرب فيها خجلها وتقول لها (أنت أخجل صديقة عرفتها في حياتي) فكانت المسكينة تتحرج من سماع هذا اللوم.. ولو أنها أدركت مقاصد رفيقة السوء هذه.. لما حصل ما حصل! فأصبحت مع طول معاشرة هؤلاء الطالبات.. ترتدي الحجاب.. ولكن أي حجاب! لا تنظر إليه بقصد الستر والعفاف بأكثر ما تنظر إليه بقصد الإغراء والفتنة والزينة.. لقد أصبحت تركن إلى الشهوات.. وترتكب المعاصي والزلات.. وتقترف المنكرات والمخالفات.. لقد ضاع حياؤها .. وانقطع خجلها.. وأصبحت تنافس رفيقات السوء.. في تغنجهن ومشيتهن.. وزينتهن ونظراتهن.. إلا أنها لم تكن تقوى على اتخاذ خليل مثلهن.. فلا يزال هناك من الحياء في قلبها ما يمنعها من ذلك! ولكنها بعد دخولها الجامعة.. أصبحت تغار من رفيقاتها.! فكل واحدة منهن لها صديق تفخر بحبه لاعجابه. " وتزهو أمام الأخريات بلقائه ورسائله وكلامه.. أما هي فكانت تحرقها الغيرة من ذلك.. فلم تكن تقوى على الوقوع في الرذيلة.. ولم تكن تقوى على كبح نار الغيرة.. ولكنها مع مرور الأيام.. انطبعت فيها صفة تلك السفيهات فقررت عقد صداقة مع أحد الشباب كما هو حال رفيقاتها. وصدق الشاعر حينما قال:

ولا تجلس إلى أهل الدنايا فإن خلائق السفهاء تعدي

لم تكن خلقتها بأجمل من صديقاتها.. لذلك قررت

أن تبرهن لهن عن حسن منظرها.. ورغبة نفوس الشباب فيها.. فماذا صنعت؟

أصبحت تقلب نظراتها في كل غدوة وروحة؛ تبحث عن رفيق تحبه ويحبها؛ وكأنها بنظراتها تقول: هل من شاب يناسبني وأناسبه ؟ ولم تزل طالقة بصرفا في الزوايا والأركان.. حتى وقعت عينها على شاب هادىء خلوق.. فأصبحت تبادله النظرات .. وترسل له بالتفاتتها رسائل الإعجاب والتقدير .. ورفيقات السوء من وراءها بالتشجيع ( يالحظك العظيم )

ومع لأيام تسلل حب ذلك الشاب إلى قلبها .. وأصبحت تبني عليه أحلامها .. وتترقب آمالها وأيامها .. وهو على ما كان يبديه من إعجاب كان خجولاً .. يكره مصاحبة الفتيات .. ويتردد في مصاحبة هذه الفتاة .. وكل ذلك كان يزيد من إعجابها وحبها له .. وما كادت السنة الجامعية تنتهي حتى رحل ذلك الشاب .. ويعبأ بها ..

وهنا بدأت رحلة الضياع .. فقد بدأت المسكينة العاشقة تتجرع آلام عشقها .. وتتذوق مرارة إعجابها .. بذهاب ذلك الشاب عنها .. فقد تعلق قلبها به تعلقا عجيبا لم تطلق معه الفراق .. مع أنه لم يكن يكترث بها كما كانت تتوقع .. فلم تعد تذاكر دروسها وضاعت عليها أهدافها .. وبقيت في حسرة وندامة مما يخالجها ثلاث سنوات.. لم تذق فيها طعم اللذاذة والسعادة.. وإنما تجرعت فيها الأحزان والأوهام.. من جراء فقد حبيب موهوم..!!

تقول هذه الأخت: (وجدت أن حياتي لم يعد لها معنى أو هدف.. سنوات مضت وضاعت فهل سأعيش هكذا بلا هدف ؟ فكرت، ثم فكرت، فلم أجد حلاً أفضل من النسيان.. حدثت نفسي أنني لو أنصت إلى شريط في وصف الجنة والنار أهداه إلي أحد الأقارب لربما أتعظ وأنسى وبالفعل، كان لي بالمرصاد، واقتلعت من صدري جذور الوهم.. لقد مزق قلبي وأفرغه من القيح والصديق.. وكل ما علق به من آثار المعاصي.. واستمعت إلى أشرطة أخرى كثيرة.. كانت بفضل الله سبباً لتوبتي إلى خالقي جل وعلا.. وأقلعت عن سماع الأغاني، وانظر إلى ما حرم الله في التلفاز وغيره.. وبدلت حجابي المزيف بآخر حقيقي.. وبعون الله تخلصت من أمور كثيرة، وابتعدت عن قرينات السوء، فاستعدت حيائي الذي ضيعته سنوات عدة 000)

أختي المسلمة... وتأملي في قولها: (فاستعدت حيائي الذي ضيعته سنوات عدة! !) فهي لم تكن تدرك أن الحياء نعمة كبيرة من الله جل وعلا.. وأن ضياعها ضياع للأنسان نفسه.. فلما فقدتها وتجرعت ويلات فقدانها أدركت قيمتها في الحياة...

إذالم تخش عاقبة الليـالي ولم تستحي فاصنع ما تشاء

فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء

رمش العيون
31 / 05 / 2001, 28 : 11 AM
اخوي الصارم00 صباح الخير


تسلم يالغالي على القصة الرائعه جدا

فعلا ان الحياء من الايمان


الله يهدينا ويهدي جميع فتيات المسلمين

ومشكور وعساك دوم على القوة

الســــيف
31 / 05 / 2001, 44 : 12 PM
اخوي الصارم

جزاك الله خير على هذا الموضوع

نسأل الله ان ينفع بهذه القصه


وان يجعلها في ميزان حسناتك


اخوك: الســـــــــــــــــــــــيف