رخـا 2000
29 / 01 / 2003, 40 : 11 AM
فيما تدخل البيوت من نوافذها
خاطبة إلكترونية تقلب موازين الحياة
وتزوج الشباب على الطريقة العنكبوتية
الحاسب الآلي قد يكون "خاطبة"
لم يطرأ على خاطر أحدنا قط أنه سيقف أمام خاطبة إلكترونية مثيرة للجدل .. تمتلك المقدرة الخارقة في الدخول إلى كل بيت في العالم وفي أي لحظة دون حدود أو سدود رقابية أو سياسية أو اجتماعية تدخله من نافذته الصغيرة -نافذة تسمى الإنترنت لتنقل بمنتهى الموضوعية وقليل من السرية كل ما يحتاجه الاثنان (الخطيب والخطيبة)من بيانات ومعلومات عن كليهما دون تدخل ثالث بينهما - أو بالأحرى دون تدخل تلك العجوز المسترجلة (الخاطبة) - لينتهي الأمر في خاتمته غالبا بالزواج على سنة الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم).
هكذا تبدو لنا الحياة واسعة الأفق مع الإنترنت بطريف أخبارها وغريبها حيث سجلت الشبكة الإلكترونية في عدة مواقع حالات زواج وفق هذه الطقوس الإلكترونية الدخيلة حيث لم يعد ثمة حواجز تقليدية تمنع الفتاة من الاتصال بالطرف الآخر في أي مكان أو زمان .. وأصبحت الفتاة ولاسيما الخليجية مع ظهور تقنية الاتصالات والإنترنت تخترق العادات السائدة في منطقة الجزيرة العربية منذ زمن بعيد وتخوض معارك الحياة الشخصية مستعينة بوسائل الاتصال المتاحة بحثا عن ذاتها.
ولك أن تدخل المنتديات التي فتحت أبوابها على مصراعيها وباتت محطة لقاء بديلة لمحطة الخطوبة التقليدية لترى تلك الظاهرة التي أخذت في الانتشار وشملت شريحة واسعة من مجتمعاتنا التي أخذت في الانفتاح على العالم دون ضوابط من خلال تلك النافذة الصغيرة (الإنترنت).
البعض يزأر من تفشي تلك الظاهرة ويعتبرها طريقا محفوفا بالمخاطر وتعديا على الأعراف والتقاليد وخالية من كل الضوابط الرسمية فيما يراها البعض الآخر متنفسا حقيقيا في الخروج من عباءة العادات القبلية القديمة والابتعاد عن شبح العنوسة القاتل.
(اليوم) كانت لها جولة في أكثر من منتدى وموقع سعيا منها لتقديم صورة حقيقية عن حجم هذه الظاهرة التي لوت عنق كل الأعراف والتقاليد وقلبت موازين الحياة رأسا على عقب حتى باتت حديث المجالس في كل مكان.
كان بدء الكلام مع السيد عبدالله بن محمد الدوسري مشرف احد المواقع المعنية بشئون الزواج على شبكة الإنترنت وقال: إن فكرة الزواج على الإنترنت تعتمد على التعارف والتقارب بين الطرفين حيث يستعرض كلاهما البيانات والمواصفات والمؤهلات والرغبات الشخصية التي تخصهما فيما يبدأ الموقع بالبحث آليا في قاعدة البيانات عن أشخاص تتفق مع المؤهلات المطلوبة ليتم بعد ذلك التقارب ثم اللقاء ثم الزواج.
وأضاف: لاشك أن لكل مجتمع عاداته وتقاليده التي يؤمن بها ويدافع عنها .. والموقع في كل الأحوال ليس ضد تلك الأعراف والتقاليد بل أنه يعمل لخدمتها من خلال ما يقدمه من مساعدات اجتماعية وإنسانية تحاك بكل هدوء تحت سقف هذه المنظومة بكل ما تعنيه الأعراف والتقاليد.
وأكد : أن الموقع يعمل جاهدا على إيجاد جو صحي لا تنقصه الجدية والمصداقية في مجمل التعاملات التي تتم بين الأطراف المشاركة وذلك من خلال مراقبة وفحص البيانات التي يقوم العضو المشترك بتسجيلها عن نفسه .. فيما يعمل فريق المراقبة باستبعاد الأسماء والبيانات غير الواضحة أو التي يشتبه في عدم صحتها.
وأوضح الدوسري: أن الموقع منذ تدشينه قبل سنة ونصف تقريبا شهد خمس حالات زواج في جدة والرياض والدمام .. وتتراوح أعمار المتزوجين من ( 27إلى 35سنة ) في حين أن أربع حالات لاتزال تنتظر إعلانها بعد أن يتم الزواج.
وفي موقع (الساهر) التقينا بالأخت (سعاد.م.م) وقالت: ان خدمة شبكة الإنترنت سهلت الشيء الكثير في هذا الجانب حيث يمكن الآن للفتاة الدخول إلى المنتديات العامة أو الخاصة لاختيار شريك حياتها بكل حرية ولا يخشى عليها من الخلوة المحرمة التي لايمكن لمجتمعنا المحافظ أن يسمح بها.
وتضيف: أن لي صديقة تزوجت عن طريق الإنترنت منذ سنة تقريبا وهي الآن تسعد بزواجها مع شريك حياتها الذي تعرفت عليه من خلال الإنترنت وأنها _أي سعاد_ تتمنى أن تلحق بصديقتها وأن تحظى بالزوج الذي يرتقي إلى طموحاتها المستقبلية مشيرة إلى انه قد يحدث تلاعب بالمشاعر في تلك المنتديات كما تأتي بعض الاتصالات من باب اللهو وإضاعة الوقت.. لكن هذا لا يمنع أن تختار الفتاة شريك عمرها من خلال هذه النافذة إذا ما أحسنت الاختيار مذكرة بخطورة المنتديات العامة إذا ما استغلت في الجانب السلبي من العلاقات غير الشرعية.
زواج على طبق إلكتروني
كما حاورنا الجانب الآخر في هذا الصدد وكان معنا على الخط السيد سلمان الحماد حيث يقول: أن الزواج عن طريق الإنترنت وسيلة مضمونة لاختيار شريك العمر وهو افضل بكثير من الطرق التقليدية التي أحيانا ما تنتهي بمشكلات ليس لها أول من آخر .. ولكن لا ننسى أن الإنترنت وسيلة لا تكتمل دائرتها في هذا الجانب إلا إذا صدقت النية وكان هناك لقاء شرعي يضمن للطرفين صورة حقيقية لكليهما.
التجول في سوق الرجال
أما (أميمه.ك. ع) فتقول ان المنتديات فرصة جيدة للتجول في سوق الرجال واختيار النوعية الطيبة التي تطمح المرأة الى الاقتران بها فهذه فرصة غير متوافرة في القنوات الأخرى ويمكن من خلالها اختيار زوج المستقبل لكن بطريقة أكثر اتزانا وموضوعية حيث يجب على المرأة أو الرجل ان يحكما عقلهما في اختيار كل منهما شريك حياته وألا يندفع خلف عواطفه لكي لا تأتي العواقب عكسية.
وتؤكد أميمه أن خاطبتها الوحيدة ستكون الإنترنت وأنها ستحظى حسب قولها على الزوج المثالي الذي يملأ عليها حياتها بالسعادة.
ليست أكثر من محطة غزل
وختاما كان الكلام للأخت (روضة .ع.ع) وتقول : ان المنتديات العامة في أكثر من موقع بصرف النظر عما تقوم به أو تهدف إليه ليست اكثر من محطة أشبه ما تكون بحالة المعكاسات الهاتفية أو المعاكسات بالأسواق التي تمكن الشباب من خلالها الدخول إلى عالم الفتاة مؤكدة أن هناك مضايقات فاضحة تتعرض لها الفتاة داخل إطار الإنترنت وهذه المضايقات تخدش حياءها وأنوثتها كفتاة فاضلة تربت على الأخلاق الطيبة محذرة الآباء والأمهات بمتابعة أبنائهم وعدم تركهم لساعات طويلة أمام الإنترنت دون مراقبة
جريدة اليوم
(عدد 10814 الخميس 1423-11-20 هـ 2003-01-23 م
خاطبة إلكترونية تقلب موازين الحياة
وتزوج الشباب على الطريقة العنكبوتية
الحاسب الآلي قد يكون "خاطبة"
لم يطرأ على خاطر أحدنا قط أنه سيقف أمام خاطبة إلكترونية مثيرة للجدل .. تمتلك المقدرة الخارقة في الدخول إلى كل بيت في العالم وفي أي لحظة دون حدود أو سدود رقابية أو سياسية أو اجتماعية تدخله من نافذته الصغيرة -نافذة تسمى الإنترنت لتنقل بمنتهى الموضوعية وقليل من السرية كل ما يحتاجه الاثنان (الخطيب والخطيبة)من بيانات ومعلومات عن كليهما دون تدخل ثالث بينهما - أو بالأحرى دون تدخل تلك العجوز المسترجلة (الخاطبة) - لينتهي الأمر في خاتمته غالبا بالزواج على سنة الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم).
هكذا تبدو لنا الحياة واسعة الأفق مع الإنترنت بطريف أخبارها وغريبها حيث سجلت الشبكة الإلكترونية في عدة مواقع حالات زواج وفق هذه الطقوس الإلكترونية الدخيلة حيث لم يعد ثمة حواجز تقليدية تمنع الفتاة من الاتصال بالطرف الآخر في أي مكان أو زمان .. وأصبحت الفتاة ولاسيما الخليجية مع ظهور تقنية الاتصالات والإنترنت تخترق العادات السائدة في منطقة الجزيرة العربية منذ زمن بعيد وتخوض معارك الحياة الشخصية مستعينة بوسائل الاتصال المتاحة بحثا عن ذاتها.
ولك أن تدخل المنتديات التي فتحت أبوابها على مصراعيها وباتت محطة لقاء بديلة لمحطة الخطوبة التقليدية لترى تلك الظاهرة التي أخذت في الانتشار وشملت شريحة واسعة من مجتمعاتنا التي أخذت في الانفتاح على العالم دون ضوابط من خلال تلك النافذة الصغيرة (الإنترنت).
البعض يزأر من تفشي تلك الظاهرة ويعتبرها طريقا محفوفا بالمخاطر وتعديا على الأعراف والتقاليد وخالية من كل الضوابط الرسمية فيما يراها البعض الآخر متنفسا حقيقيا في الخروج من عباءة العادات القبلية القديمة والابتعاد عن شبح العنوسة القاتل.
(اليوم) كانت لها جولة في أكثر من منتدى وموقع سعيا منها لتقديم صورة حقيقية عن حجم هذه الظاهرة التي لوت عنق كل الأعراف والتقاليد وقلبت موازين الحياة رأسا على عقب حتى باتت حديث المجالس في كل مكان.
كان بدء الكلام مع السيد عبدالله بن محمد الدوسري مشرف احد المواقع المعنية بشئون الزواج على شبكة الإنترنت وقال: إن فكرة الزواج على الإنترنت تعتمد على التعارف والتقارب بين الطرفين حيث يستعرض كلاهما البيانات والمواصفات والمؤهلات والرغبات الشخصية التي تخصهما فيما يبدأ الموقع بالبحث آليا في قاعدة البيانات عن أشخاص تتفق مع المؤهلات المطلوبة ليتم بعد ذلك التقارب ثم اللقاء ثم الزواج.
وأضاف: لاشك أن لكل مجتمع عاداته وتقاليده التي يؤمن بها ويدافع عنها .. والموقع في كل الأحوال ليس ضد تلك الأعراف والتقاليد بل أنه يعمل لخدمتها من خلال ما يقدمه من مساعدات اجتماعية وإنسانية تحاك بكل هدوء تحت سقف هذه المنظومة بكل ما تعنيه الأعراف والتقاليد.
وأكد : أن الموقع يعمل جاهدا على إيجاد جو صحي لا تنقصه الجدية والمصداقية في مجمل التعاملات التي تتم بين الأطراف المشاركة وذلك من خلال مراقبة وفحص البيانات التي يقوم العضو المشترك بتسجيلها عن نفسه .. فيما يعمل فريق المراقبة باستبعاد الأسماء والبيانات غير الواضحة أو التي يشتبه في عدم صحتها.
وأوضح الدوسري: أن الموقع منذ تدشينه قبل سنة ونصف تقريبا شهد خمس حالات زواج في جدة والرياض والدمام .. وتتراوح أعمار المتزوجين من ( 27إلى 35سنة ) في حين أن أربع حالات لاتزال تنتظر إعلانها بعد أن يتم الزواج.
وفي موقع (الساهر) التقينا بالأخت (سعاد.م.م) وقالت: ان خدمة شبكة الإنترنت سهلت الشيء الكثير في هذا الجانب حيث يمكن الآن للفتاة الدخول إلى المنتديات العامة أو الخاصة لاختيار شريك حياتها بكل حرية ولا يخشى عليها من الخلوة المحرمة التي لايمكن لمجتمعنا المحافظ أن يسمح بها.
وتضيف: أن لي صديقة تزوجت عن طريق الإنترنت منذ سنة تقريبا وهي الآن تسعد بزواجها مع شريك حياتها الذي تعرفت عليه من خلال الإنترنت وأنها _أي سعاد_ تتمنى أن تلحق بصديقتها وأن تحظى بالزوج الذي يرتقي إلى طموحاتها المستقبلية مشيرة إلى انه قد يحدث تلاعب بالمشاعر في تلك المنتديات كما تأتي بعض الاتصالات من باب اللهو وإضاعة الوقت.. لكن هذا لا يمنع أن تختار الفتاة شريك عمرها من خلال هذه النافذة إذا ما أحسنت الاختيار مذكرة بخطورة المنتديات العامة إذا ما استغلت في الجانب السلبي من العلاقات غير الشرعية.
زواج على طبق إلكتروني
كما حاورنا الجانب الآخر في هذا الصدد وكان معنا على الخط السيد سلمان الحماد حيث يقول: أن الزواج عن طريق الإنترنت وسيلة مضمونة لاختيار شريك العمر وهو افضل بكثير من الطرق التقليدية التي أحيانا ما تنتهي بمشكلات ليس لها أول من آخر .. ولكن لا ننسى أن الإنترنت وسيلة لا تكتمل دائرتها في هذا الجانب إلا إذا صدقت النية وكان هناك لقاء شرعي يضمن للطرفين صورة حقيقية لكليهما.
التجول في سوق الرجال
أما (أميمه.ك. ع) فتقول ان المنتديات فرصة جيدة للتجول في سوق الرجال واختيار النوعية الطيبة التي تطمح المرأة الى الاقتران بها فهذه فرصة غير متوافرة في القنوات الأخرى ويمكن من خلالها اختيار زوج المستقبل لكن بطريقة أكثر اتزانا وموضوعية حيث يجب على المرأة أو الرجل ان يحكما عقلهما في اختيار كل منهما شريك حياته وألا يندفع خلف عواطفه لكي لا تأتي العواقب عكسية.
وتؤكد أميمه أن خاطبتها الوحيدة ستكون الإنترنت وأنها ستحظى حسب قولها على الزوج المثالي الذي يملأ عليها حياتها بالسعادة.
ليست أكثر من محطة غزل
وختاما كان الكلام للأخت (روضة .ع.ع) وتقول : ان المنتديات العامة في أكثر من موقع بصرف النظر عما تقوم به أو تهدف إليه ليست اكثر من محطة أشبه ما تكون بحالة المعكاسات الهاتفية أو المعاكسات بالأسواق التي تمكن الشباب من خلالها الدخول إلى عالم الفتاة مؤكدة أن هناك مضايقات فاضحة تتعرض لها الفتاة داخل إطار الإنترنت وهذه المضايقات تخدش حياءها وأنوثتها كفتاة فاضلة تربت على الأخلاق الطيبة محذرة الآباء والأمهات بمتابعة أبنائهم وعدم تركهم لساعات طويلة أمام الإنترنت دون مراقبة
جريدة اليوم
(عدد 10814 الخميس 1423-11-20 هـ 2003-01-23 م