طبرجل
03 / 12 / 2003, 56 : 12 AM
مقال أكثر من رائع كتبه الكاتب المعروف علي الغامدي في جريدة الرياض لهذا اليوم التاريخ: الثلاثاء 2003/12/02 م تحت زاوية رأي:
.................................................. .................................
أثارت زيارتك (المفاجئة، والمباغتة) لعاصمتنا العربية المحتلة بغداد ردود فعل عربية، واوروبية، وامريكية غاضبة تجاه سياستك الهوجاء في العراق، وتجاه ادارتك لهذه الحرب (غير النظيفة)... وتجاه محاولاتك إغداق الثناء على (جنودك البواسل) وافتخارك بهم، وبشجاعتهم من باب حرصك البالغ في الرفع من معنوياتهم، وتأكيدك لهم ان امريكا تتباهى بهم...
واذا كنت تفتخر بجنودك (المقاتلين في العراق) فاننا نفتخر اكثر منك بجنودنا (المقاتلين في الوطن العربي) في سوريا، والعراق، ومصر، والسعودية، والسودان، واليمن، والمغرب، ونراهم اكثر شجاعة، وبسالة، وأصالة، ونبلاً من جنودك فهم يدافعون عن قضايا امتهم، وشعوبهم وترابهم، وارضهم، وعرضهم، وجنودك (يا عزيزي بوش الابن) للاسف يحاربون في ارض غير ارضهم، وعن قضية غير قضيتهم، ويقتلون شعباً لم يقاتلهم، ولم يحمل سلاحه، وعتاده الى ارضهم، ومدنهم، وقراهم، ولم يدمر مدارسهم،ومستشفياتهم، وجامعاتهم، ووزاراتهم، ولم يحرق مزارعهم، ومصانعهم، ولم يضرب مولدات الكهرباء لديهم، ولم يكسر انابيب مياه الشرب عليهم..
لماذا لا تعترفون بالصدمة، وترتاحون من الكذب الاسود...
لماذا لا تقولون لشعبكم، وجنودكم إنكم جئتم لتحرير العراق من الطاغية فوجدتم شعباً أقسى من الطاغية يُذبّح ابناءكم...
لماذا لا تقولون لشعبكم، وجنودكم انكم لم تجدوا من يرحب بكم في بغداد، والموصل، والبصرة، وكركوك، بعد ان رأوا في عيونكم المستعمر الجديد لوطنهم...
ألا تخجلون من انفسكم حين تقولون انكم انتصرتم في العراق، وانكم حررتم هذا البلد الشقيق من طاغية صغير ليحتله طاغية كبير هو انتم...
هل قوة العراق بقوتكم، وقوة حليفتكم، وبحجم اسلحتكم، ومعداتكم، وطائراتكم، ودباباتكم وانتم الذين (تمدون) العالم العربي بالاسلحة...
هل تتحملون كراهية العالم تجاه ما تفعلونه في العراق من تدمير، وقتل، وما تزرعونه من خوف، وفزع، وهل ستكونون شجعانا فتكشفون عن المقابر الجماعية، والمقابر العائلية، والمقابر الفردية التي أقمتموها في العراق ليعرف العالم طريقه للمقارنة بينها، وبين مقابر صدام...
هل يجوز لرئيس دولة كبرى حضارية، وديمقراطية الاعتداء على دولة صغرى، وشعب بريء فيقتل النساء، والاطفال، والشباب، والرجال، والشيوخ ويحرق الزرع، والضرع، ويهدم البيوت على رؤوس سكانها...
هل سيصدق شعبكم العظيم ان عدوانكم على العرق لمنع العراقيين (الارهابيين) من الوصول اليكم في الولايات المتحدة كما قلت في خطابك امام جنودك في بغداد، اي عاقل يصدق هذا الكلام، اي مجنون يوافق عليه، او يستسيغه...
كل العالم العربي لا يحمل (عداوة، او كراهية) للشعب الامريكي، وما حدث في سبتمبر كان (ثمرة) لمن قمتم بتوظيفهم في افغانستان ثم ألقيتم بهم (في اليم) لتتخلصوا منهم فأرادوا الانتقام بنفس الوسائل البدائية التي دربتموهم عليها فاشعلتم النيران في كل العواصم العربية، والاسلامية تحت شعار محاربة الارهاب فماذا تسمون افعالكم في العراق...
اعقل يا فخامة الرئيس فليس الشعب الامريكي العظيم غبياً ليصدق ما تقول...
واعقلي يا (حورية) الامن القومي، واستحي من تهديداتك للعرب، والمسلمين...
واعقل يا وزير الحرب، ويا وزير العدل، ويكفيكم هذا الخراب الذي طال وطننا العربي، وهذا الدمار الذي حل به على ايديكم، وهذه الارواح التي تزهق عبر تسلطكم واستبدادكم..
كنا نتمنى من هذا البلد الحضاري الكبير لو أنفق هذه المليارات على امن، ورخاء، واستقرار منطقتنا العربية، وليس على خرابها، ودمارها، وضياعها، واحتلالها، ومازال أملنا في الشعب الامريكي، وسياسييه، ومفكريه، وعلمائه ان ينقذوا سياسة بلدهم (العدوانية) من المضي في هذا النفق المظلم، والخطير.
.................................................. .................................
وهذا هو رابط المقال:
http://writers.alriyadh.com.sa/kpage.php?ka=56
.................................................. .................................
أثارت زيارتك (المفاجئة، والمباغتة) لعاصمتنا العربية المحتلة بغداد ردود فعل عربية، واوروبية، وامريكية غاضبة تجاه سياستك الهوجاء في العراق، وتجاه ادارتك لهذه الحرب (غير النظيفة)... وتجاه محاولاتك إغداق الثناء على (جنودك البواسل) وافتخارك بهم، وبشجاعتهم من باب حرصك البالغ في الرفع من معنوياتهم، وتأكيدك لهم ان امريكا تتباهى بهم...
واذا كنت تفتخر بجنودك (المقاتلين في العراق) فاننا نفتخر اكثر منك بجنودنا (المقاتلين في الوطن العربي) في سوريا، والعراق، ومصر، والسعودية، والسودان، واليمن، والمغرب، ونراهم اكثر شجاعة، وبسالة، وأصالة، ونبلاً من جنودك فهم يدافعون عن قضايا امتهم، وشعوبهم وترابهم، وارضهم، وعرضهم، وجنودك (يا عزيزي بوش الابن) للاسف يحاربون في ارض غير ارضهم، وعن قضية غير قضيتهم، ويقتلون شعباً لم يقاتلهم، ولم يحمل سلاحه، وعتاده الى ارضهم، ومدنهم، وقراهم، ولم يدمر مدارسهم،ومستشفياتهم، وجامعاتهم، ووزاراتهم، ولم يحرق مزارعهم، ومصانعهم، ولم يضرب مولدات الكهرباء لديهم، ولم يكسر انابيب مياه الشرب عليهم..
لماذا لا تعترفون بالصدمة، وترتاحون من الكذب الاسود...
لماذا لا تقولون لشعبكم، وجنودكم إنكم جئتم لتحرير العراق من الطاغية فوجدتم شعباً أقسى من الطاغية يُذبّح ابناءكم...
لماذا لا تقولون لشعبكم، وجنودكم انكم لم تجدوا من يرحب بكم في بغداد، والموصل، والبصرة، وكركوك، بعد ان رأوا في عيونكم المستعمر الجديد لوطنهم...
ألا تخجلون من انفسكم حين تقولون انكم انتصرتم في العراق، وانكم حررتم هذا البلد الشقيق من طاغية صغير ليحتله طاغية كبير هو انتم...
هل قوة العراق بقوتكم، وقوة حليفتكم، وبحجم اسلحتكم، ومعداتكم، وطائراتكم، ودباباتكم وانتم الذين (تمدون) العالم العربي بالاسلحة...
هل تتحملون كراهية العالم تجاه ما تفعلونه في العراق من تدمير، وقتل، وما تزرعونه من خوف، وفزع، وهل ستكونون شجعانا فتكشفون عن المقابر الجماعية، والمقابر العائلية، والمقابر الفردية التي أقمتموها في العراق ليعرف العالم طريقه للمقارنة بينها، وبين مقابر صدام...
هل يجوز لرئيس دولة كبرى حضارية، وديمقراطية الاعتداء على دولة صغرى، وشعب بريء فيقتل النساء، والاطفال، والشباب، والرجال، والشيوخ ويحرق الزرع، والضرع، ويهدم البيوت على رؤوس سكانها...
هل سيصدق شعبكم العظيم ان عدوانكم على العرق لمنع العراقيين (الارهابيين) من الوصول اليكم في الولايات المتحدة كما قلت في خطابك امام جنودك في بغداد، اي عاقل يصدق هذا الكلام، اي مجنون يوافق عليه، او يستسيغه...
كل العالم العربي لا يحمل (عداوة، او كراهية) للشعب الامريكي، وما حدث في سبتمبر كان (ثمرة) لمن قمتم بتوظيفهم في افغانستان ثم ألقيتم بهم (في اليم) لتتخلصوا منهم فأرادوا الانتقام بنفس الوسائل البدائية التي دربتموهم عليها فاشعلتم النيران في كل العواصم العربية، والاسلامية تحت شعار محاربة الارهاب فماذا تسمون افعالكم في العراق...
اعقل يا فخامة الرئيس فليس الشعب الامريكي العظيم غبياً ليصدق ما تقول...
واعقلي يا (حورية) الامن القومي، واستحي من تهديداتك للعرب، والمسلمين...
واعقل يا وزير الحرب، ويا وزير العدل، ويكفيكم هذا الخراب الذي طال وطننا العربي، وهذا الدمار الذي حل به على ايديكم، وهذه الارواح التي تزهق عبر تسلطكم واستبدادكم..
كنا نتمنى من هذا البلد الحضاري الكبير لو أنفق هذه المليارات على امن، ورخاء، واستقرار منطقتنا العربية، وليس على خرابها، ودمارها، وضياعها، واحتلالها، ومازال أملنا في الشعب الامريكي، وسياسييه، ومفكريه، وعلمائه ان ينقذوا سياسة بلدهم (العدوانية) من المضي في هذا النفق المظلم، والخطير.
.................................................. .................................
وهذا هو رابط المقال:
http://writers.alriyadh.com.sa/kpage.php?ka=56