المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا بعد إحتلال العراق ؟


hedaya
14 / 03 / 2007, 45 : 12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله مذلِ الجبابرة وكاسرِ الأكاسرة وناصرٌ للأمة الطاهرة، والصلاة والسلام على نبينا وقدوتنا محمد عليه الصلاة والسلام إلى يوم الآخرة.

لماذا العراق
في زحمة الأحداث، وكثرة التآمرات، ومديد عمرها الذي فاق القرن بل ازداد عنه، نجد أن الأمة العربية قد اختصت وتميزت بذلك عن باقي الأمم في العالم عمراً وأساليب متنوعة متبدلة متطورة، فلم يبق من سلاح قديم أو حديث إلا واستعملته القوى الاستعمارية ضدها، والثابت والمؤكد أن أهمية الموقع الاستراتيجي والثروات الدفينة في أرضها حركت المطامع الغربية لاحتلال المنطقة والسيطرة عليها بشكل مباشر أو لوضعها تحت الهيمنات غير المحدودة في محاولة لسلب إمكاناتها وعبثاً كسر إراداتها، بذرائع عدة من أغربها نشر الحرية! وكم من جرائم ترتكب باسم الحرية؟ و أختاروا العراق هذه المرة ليمنحوه حريتهم!!
لماذا العراق ؟..... الجواب قدمه "كيسنجر" وأراد الاحتلال تحقيقه فكان الدمار الحاصل، وكانت صيحات وهزائم المحتلين والبحث عن المخارج


http://www.q8boy.com/uploads/2e76d9323b.jpg


ماذا بعد
أمة وهنت بالتجزئة وضعفت بالفرقة فتكالب حولها الأعداء وكثر الإحتلال وزاد التخاذل فيما بينها. قال صلى الله عليه وسلم. "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم" حديث صحيح.
وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: " يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها " ، فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ؟ قال : " بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن "
فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : " حب الدنيا ، وكراهية الموت " والحديث صحيح.

لماذا لا ننتصر
قال سيد قطب رحمه الله "لقد كتب الله عز وجل على نفسه النصر لأوليائه حملة رايته وأصحاب عقيدته، ولكن علق هذا النصر بكمال حقيقة الإيمان في قلوبهم ، وباستيفاء مقتضيات الإيمان في تنظيمهم، وسلوكهم، وباستكمال العدة التي في طاقتهم ، وبذل الجهد الذي في وسعهم ، فهذه سنة الله، وسنة الله لا تحابي أحداً، فأما حين يقصرون في أحد هذه الأمور، فإن عليهم أن يتقبلوا نتيجة التقصير، فإن كونهم مسلمين لا يقتضي خرق السنن، وإبطال النواميس ، فإنما هم مسلمون، لأنهم يطابقون حياتهم كلها على السنن ويصطلحون بفطرتهم كلها مع الناموس.
ولكن كونهم مسلمين لا يذهب هدراً كذلك ، ولا يضيع هباءً فإن استسلامهم لله وحملهم الراية وعزمهم على طاعته، والتزام منهجه، من شأنه أن يرد أخطاءهم وتقصيرهم خيراً وبركة في النهاية ، بعد استيفاء ما يترتب عليها من التضحية والألم والقرح ، وأن يجعل من الأخطاء ونتائجها دروساً وتجارب تزيد من نقاء العقيدة ، وتمحيص القلوب ، وتطهير الصفوف ، وتؤهل للنصر الموعود، تنتهي بالخير والبركة، ولا تطرد المسلمين من كنف الله ورعايته، بل تمدهم بزاد الطريق، مهما يمسهم من القرح والألم والضيق أثناء الطريق.
وبهذا الوضوح والصراحة معاً يأخذ الله الجماعة المسلمة، وهو يرد على تساؤلها ودهشتها مما وقع، ويكشف عن السبب القريب من أفعالها (( أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم )) فأنفسكم هي التي أخلت بشرط الله وشرط رسوله صلى الله عليه وسلم وأنفسكم هي التي خالجها الهواجس والأطماع، وأنفسكم هي التي عصت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم (( وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة)) فهذا الذي تستنكرون أن يقع لكم وتقولون:كيف هذا؟هو من عند أنفسكم بانطباق سنن الله عز وجل حين عرضتم أنفسكم لها."

ولكن ؟؟
سنة الله ماضية لا تحول ولا تزول (( ولن تجد لسنة الله تحويلا))
لولا الظلام لما عرفنا قيمة النور، لولا الشمس لما عرفنا برودة الظل، لولا الفراق لما عرفنا قيمة اللقاء، لولا الصبر لما ذقنا حلاوة النصر، لولا الغربة لما عرفنا قيمة الوطن. بَشّر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال ومسارب الأودية
(( فعسى الله أن يأتيَ بالفتح أو أمرٍ من عنده )) ((والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون))
والثقة في النهاية بالنصر؛ لأن الله تعالى أصدق وأعلى وأقوى من الأنظمة والطواغيت ومن كل جبار عنيد.
ويبقى ما موقعنا من النصر وأين نحن منه لأننا وكل فرد مسلم على ثغرة من ثغور الإسلام فلا يوتيَنَّ الإسلام من قبله
((يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد إن يشا يذهبكم ويأتي بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز ))
(( والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم )) نحن المحتاجون إلى الله
شرفٌ لنا ورفعة أن نعمل لهذا الدين ، أن نضحي من أجل هذا الدين ، أن نموت من أجل هذا الدين.
وإلا فالمستقبل لهذا الدين بنا أو بغيرنا ((وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ))

والعزة للمؤمنين
(( والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك )
ورحم الله من قال:
إن نفساً ترتضي الإسلام ديناً
ثم ترضى بعده أن تستكينا
أو ترى الإسلام في أرض مهيناً
ثم تهوى العيش نفس لن تكونا
في عداد المسلمين العظماء




بقلم وريشة:
هداية