المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السخرية ...ذروة الألم


برلنت
18 / 09 / 2008, 23 : 03 AM
تعتبر الكتابة الساخرة الواعية من أجمل أنواع الكتابات وأصعبها بلا شك، فالسخرية الحقّة هي قمة الإحساس بأهمية الأمر، وهي الضحكة المُرّة بوجهٍ باسم، وهي الشعور الحزين بثوب متفائل، وهي المعبر الكبير نحو الأمل رغم زيف الضحكات. لن تكون الكتابة الساخرة كتابة جميلة إلا بتمييز الكاتب الفرق بين السخرية المسؤولة الواعية وبين السخرية لمجرّد السخرية ولمجرّد الاستنقاص من قدر الآخرين والتجريح بهم. الكتابة الساخرة تريد من الكاتب قبل ارتكابها أن يمسك في يده مشرطاً لا قلما، حتى يكون دقيقاً في سير سطوره، وحتى يتسنى له أن ينتقل من فقرة لفقرة بخفة وسهولة، وحتى يتوّجس بمشرطه أين يكون مصدر الألم. يظن بعض الكُتاب للأسف أن الكتابة الساخرة هي مجرّد التهريج بتوافه الأمور، والتجريح بكرامة الآخرين، وتعاطي كلمات ومصطلحات سوقية عدة عبر كتاباتهم! لا، إن الكتابة الساخرة لا يُجيد قيادتها كل كاتب أراد أن يمتطي صهوتها إلا من كان فعلاً ذو روح ساخرة حيث أن فاقد الشيء لا يعطيه، وهي أرفع قدراً من التجريح والتهريج، لأن السخرية الواعية المسؤولة هي أداة من أدوات التوجيه والنقد، ولا شك أنها تضع الإصبع فوق الجرح، وتبين مكمن الضعف والخلل، ولكن بشكل وأسلوب غير مباشر. يقول الكاتب التركي الساخر عزيز نيسين: «من يكتب السخرية بكل وعي سيتقبل الجميع سياط قلمه باحترام». ويقول الكاتب الساخر محمد الماغوط: «كل من يُجيد الكتابة الساخرة يُجيد زعزعة الظلام». ويقول مارك توين: «السخرية هي أن أصفعك صفعة بلا أثر، تعرف خطأك بعدها وتنتبه له». ويقول الكاتب الأردني يوسف غيشان: «السخرية سيف يعيد الأشياء إلى أحجامها الطبيعية ويفقع بالونات الدعاية الفجة ويطهّر الأمكنة من فسادها». يقول زكريا تامر عن تجربة الأديب الساخر: «إنه ينجح في الجمع على أرضٍ واحدة بين الليل والنهار، بين الأمل واليأس، بين مرارة الهزائم وغضب العاجز».
ساهمت الأنظمة العربية القمعية بأجهزتها ومخبريها وسياطها وسجونها وأصفادها وتخلفها في ظهور فن الكتابة الساخرة وانتشارها في الوطن العربي، ولا مبالغة لو قلت أن كاتبا عربيا واحداً يكتب السخرية الحقيقية يعدل كل كُتاب أوروبا الساخرين، لأن الكاتب العربي يذوق مُرّ الخيبات والخذلان والانكسار والضعف كإنسان عربي ليل نهار من المحيط إلى الخليج، ولأن سياسة القهر وتكميم الأفواه والطبقية والمحسوبية وضياع الحقوق كلها صقلت الكاتب العربي، وبالذات ذلك الكاتب الذي راح يغمس رأس قلمه في قلب وجعه ليكتب سخريته بألوان حزنه وألمه وضيقه وشتاته، وصدق الماغوط حينما سُئل ذات مرة عن ماهية السخرية ؟ فأجاب: «إن السخرية هي ذروة الألم».
بقلم حسين الراوي

طارق
18 / 09 / 2008, 54 : 03 AM
كلام على قد الكلام

كلام ثقيل وموزون

كلام مايكتبه اي كاتب

موضوع رائع
طرح جميل
هدف سامي

.
.
اخي برلنت
تقبل تحياتي واحترامي

برلنت
18 / 09 / 2008, 04 : 04 AM
حسنا اسعدني مرورك
وآسفني اني اخوك وليس اختك...هههه

لاباس متعوده مدامت ارافق برلنت

اشكرك

طارق
18 / 09 / 2008, 09 : 04 AM
ههههههههههههههههه
المعذره

وانا آسف اختي برلنت لم استطع التفريق
ولعلمك توقفت فترة واحترت ان اكتب اخي أو اختي
وسويت قرعه ههههههههههههه والعتب على القرعه طلع اخي
هههههههههههههههههههههههههه

وآسف مرة اخرى اختي برلنت

برلنت
18 / 09 / 2008, 15 : 04 AM
لا داعي

المضمون هو الأهم

دمت بود

Mahsoon
18 / 09 / 2008, 51 : 09 AM
قرأ فيما قرأت عن الأقلام الساخرة بأنها غيبت ولم تغب. غيبت لطغوتها ولــ قربها من القاريء الذي يفضلها على الأقلام الجادهـ في زمن يبحث الناس فيه عمن يرسم البسمة على شفاههم حتى في نقل المآسي. والسبب في التغييب هو خوف الأقلام الجادهـ والتي بالطبع لها سطوة قيادية وخصوصاً في الصحافة عن سحب البساط من تحت أقدامهم.


مقال مميز برلنت


شكراً

غزالة الجنوب
18 / 09 / 2008, 03 : 09 PM
الكتابة الساخرة هي تعبير مجازي عن مايحمله قلب الكاتب من الم ومرارة لما اثار حزنه..
واحيانا مثل ماتفضلتي اختي الكتابة الساخرة كتابة فاضحة لكل زلة مقصودة بطريقة تجعل القارئ يعيد النظر فيما كان يعتقده من صحة او خطأ اي قضية أًخفيت حقائقها...
.
.
يسعدك ربي يابرلنت..

بسمةملاك
20 / 09 / 2008, 52 : 03 AM
السخريه هي ذروة الالم

اختيار جميل وموفق

بارك الله فيك

مشكـــــــــ برلنت ــــــــوره

برلنت
20 / 09 / 2008, 38 : 11 PM
اسعدني تواجدكم احبتي

*فواز*
21 / 09 / 2008, 20 : 08 AM
السخرية ذروة الألم..

صدقت والله ..

وعندما تريد إذلال مصائبك وخطوبك فقط اسخر منها..

تعجبني كثيرا الكتابات الساخرة. وأجد انها ربما كانت أقوى نقدا وأسرع وصولا للمتلقي..
أحيانا تكون مبهمه ولكنها تحدد الألم وبعفوية ترسم ملامح الحلول لستئصاله..
وهي ناجحة عندما يضن أن الخطىء ليس إلا خروج عن الصواب بدافع الغباء..
فالبعض يتصنع الغباء لتبرير أخهائه فلا حل أجدى من السخرية لتصحيح الخطىء أولا والغباء أولا أيضا..

برلنت...

أمنياتي..

برلنت
24 / 09 / 2008, 34 : 08 PM
كلام سليم وهو(تكون مبهمه ولكنها تحدد الألم وبعفوية )

اشكر مرورك

لولوة الغامدي
07 / 10 / 2008, 42 : 05 AM
هلا والله ببرلنت
اسم مميز ....
وذوق راقي... يكمن وراءه

سعدت بقراءة نقلك ....ولكنني زدت شوقا لقراءة أشكال قلمك
الله يعطيك العافية
لولوة

برلنت
07 / 10 / 2008, 51 : 05 AM
حياك يالغلا
واتشرف بحضورك في صفحاتي اليتيمه

دمتي برعاية رب ودود

rikosan
19 / 10 / 2008, 18 : 06 PM
mercii

الشامخة
20 / 10 / 2008, 19 : 02 PM
سلمت اخوي وجنة لك

انا اكره السخرية مرة

برلنت
24 / 05 / 2009, 13 : 08 PM
اشكركم

فجر...
24 / 05 / 2009, 24 : 08 PM
الله يعطيك العافية ...

برلنت
24 / 05 / 2009, 30 : 09 PM
اشكرك فجر على الحضور الراقي