wafei
10 / 08 / 2009, 10 : 07 AM
/
ابنة مواطن مسحور تسرد لـ "الوطن" قصة ابتزاز الساحر لوالدها
تكفل المسحور بدفع 5 آلاف شهرياً للساحر مع عشاء يومي ومصروفات الجوال
استطاعت "الوطن" أن تقف على تفاصيل قصة مواطن تعرض للابتزاز لمدة 3 سنوات من ساحر نشرت " الوطن" خبر القبض عليه في عددها رقم 3223 والصادر بتاريخ 27 يوليو 2009.
وروت إحدى بنات المواطن المسحور تفاصيل قصة والدها الذي وقع في فخّ رجل ابتزّه على مدى ثلاث سنوات إلى حد إدخاله السجن وتحميل ذمته ديوناً صعبة، تأثرت بسببها معيشة الأسرة ووصلت إلى حدّ الجوع، في الوقت الذي كان الساحر يتمتع بالأموال التي يتدبّر والدها أمرها عن طريق الدين.
الأب الكريم.. تغيّر
وتسرد ابنة المواطن المسحور"ف. خ" والتي فضلت عدم ذكر اسمها تفاصيل حكاية عائلتهم مع الساحر منذ البداية حيث تقول " كنا عائلة مستواها المادي جيد جدا ولم نشعر في يوم أن الوالد مقصر في أمر من أمورنا فقد كان يعطيني مصروف البيت و يحتفظ بالباقي" .
وتصمت "ف. خ" سارحة بخيالها ثم تواصل حديثها وتصف كيف أن حالهم انقلب فجأة حيث لاحظوا أن والدهم ينفد كل ما لديه من مال فكان جيبه يخلو من الريال، ولم تظل الحال على ذلك حيث لم يكتفِ بذلك بل أصبح يأخذ من مصروف البيت شيئا فشيئا حتى لم يعد يتبقى شيئا من ماله ومن مصروف البيت.
وقد شغلت تصرفات الوالد أبناءه، خاصة حين بدأ يستدين المال بعد ما نفد كل ما لديه من مال وتراكمت عليه الديون.
تقول "ف. خ" شككت أن والدي قد وقع بالمخدرات على كبر ، وأنه يصرف كل ما لدينا من مال لشراء المخدر وصارحته بذلك وسألته عن المال و أين ينفقه فرد عليّ بأن هناك أمراً ما بينه وبين أحد الأشخاص سيأتي من ورائه الخير وعندما طلبته أن يوضح لي أكثر ، قال لا أستطيع أن أدلي بشيء، وعندما ألححت عليه حاول إسكاتي بقوله سأقول لك فيما بعد.
انصياع غريب
وتستمر "ف.خ" في سرد الحكاية قائلة إن الديون تراكمت على والدها حتى أصبحوا يجدون صعوبة كبيرة في توفير الطعام، ولم تجد الكلمات التي كانت تلقيها الفتاة على والدها بأنهم أصبحوا فريسة للجوع بسبب ذلك الرجل المخادع الذي كان يفضله على أبنائه ويستحوذ على كل ماله ، ولا يكتفي بذلك بل يجبره على أن يستدين له أيضا. ولم يُجدِ تساؤل "ف.خ" في الوصول إلى السبب الذي جعل والدها مسلّمًا تماماً لرجل كاذب ومخادع إلى هذا الحد.
توتر علاقته بأبنائه
توترت علاقة الأبناء مع والدهم المسحور وهم لا يعلمون أن التصرفات التي يعملها خارج إرادته حتى أصبحوا دائمي الشجار حول موضوع صرف المال وعلاقة الوالد بالرجل ، فأصبح الوالد يكلم الرجل بالخفاء بعيدا عن أبنائه و بدؤوا يشعرون بكره والدهم لهم وتجنبه ابنته كونها أكثر أبنائه إلحاحا عليه بترك الرجل واستفسارا ومطالبة بالمصروف.
مواصلة الابتزاز
تراكمت الديون على المواطن المسحور حتى أدخلته السجن بسبب عدم تسديدها، وتحملت ابنته مسؤولية كبيرة في توفير المال حتى تغطي مصاريف إخوتها ولكن الساحر لم يكتفِ بدخول المسحور السجن، بل كان يطلب منه المال وهو في سجنه ويضغط عليه بإجبار أبنائه على إحضار المال له. وتشرح "ف.خ" كيف أن والدهم كان ينصاع له ويتصل بهم لطلب توصيل المال للرجل ولكنهم رفضوا طلب والدهم في البداية ، حتى وصل به أن يبكي كالطفل على الهاتف ويرجوهم لتوصيل المال حتى استجابوا لوالدهم فكان جميع المصروف الشهري يأخذه الرجل سوى 500 ريال يعيشون فيها جميعهم طوال شهر كامل يتضورون في أيامه جوعا ويعيشون يومهم على وجبة واحدة ، بالإضافة إلى أن المؤجر لم يتعاطف معهم حين حان موعد تسديد الإيجار وتدهورت أمورهم.
صدفة كشفت الحقيقة
كان ابن المسحور يتبادل أطراف الحديث مع أحد أصحابه حتى ذكر أحدهم اسم الساحر فتحقق صاحب ابن المسحور من الرجل المقصود ما إذا كان هو نفسه الذي يسكن في الحي الفلاني، وأسفرت إجابة الابن بالإيجاب عن بداية الصدمة، حيث أخبره صاحبه بأن هذا الرجل مشهور بأعمال السحر، حينها أعاد الابن في ذاكرته بعض التصرفات التي كانت تدعو للريبة من الرجل، حيث لم يكن يفتح الباب عندما يذهب الابن لإعطائه المال أثناء ما كان والده المسحور مسجونا، بل يطل من نافذة المنزل وزوجته هي التي تفتح الباب وتأخذ المال .
تراكم الديون مجددا
قبل حلول رمضان من العام الماضي خرج المواطن المسحور من السجن بعد حصوله على تنازل بعض الدائنين، وقيام أبنائه بجمع الباقي وتسديده. لكن معاناة العائلة لم تصل إلى نهاية بعد خروجه من السجن.
تقول ابنته "ف.خ" "عاد والدنا لما كان عليه قبل دخوله السجن واستمر بأخذ المال من مصروف أبنائه وعاد للاستدانة حتى يعطي الساحر المال، ولم يكتفِ الساحر بذلك بل أجبر الوالد المسحور البالغ من العمر 75 عاما والمصاب بتليف الرئتين على العمل كمعقب معاملات لجمع أكبر قدر من المال للساحر.
وتصف "ف.خ" حال والدها الذي وصل به الإرهاق والإجهاد رغم أن الأطباء حذروه من صعود السلالم والعمل المجهد، ولكنه استمر في العمل حتى أنهك وترك العمل و أصبح المراجعون يطالبون بأموالهم التي دفعوها ولم يستطع إتمامها وتراكمت عليهم الديون مجدداً.
معرفتهم بالساحر
وعن بداية معرفتهم بالساحر تقول "ف.خ" كانت هناك معرفة عائلية منذ سنوات، ولم تكن مباشرة مع الساحر وبعد فترة اختفى الساحر بعد أن سافر إلى بلده وبقي هناك فترة طويلة دون اتصال مع عائلته حتى فقدوا الأمل بعودته، وظنوا أنه توفي ولكنه عاد ليمارس أعمال السحر على والدهم من جديد، متوقعة أن غيابه تلك السنين كان لتعلم المزيد من السحر.
اكتشاف الموقع
وبعد ما فقد الأبناء الأمل في أن يترك والدهم الرجل المحتال والتوقف عن تنفيذ طلباته التي لا تنتهي؛ عقدوا العزم على الإبلاغ عنه لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، خاصة أن الابن يعلم مكان بيته عندما كان الوالد يجبره لتوصيل المال له أثناء فترة سجنه.
وتقول "ف. خ" بلغنا هيئة الطائف ولكن الساحر غير مكان سكنه ورقم هاتفه، و باءت محاولاتي لمعرفة مكانه الجديد بالفشل حتى ساءت حالتنا أكثر من السابق حتى ألهمني ربي بأن أرّكب برنامجاً لتسجيل المكالمات في جوال الوالد دون علمه، بعدها سمعت محادثات والدي مع الساحر التي لم يكن يمر أسبوع إلا وهو يجبره على دفع مبلغ مالي بالإضافة إلى دفعه 5000 آلاف ريال شهرياً، في الوقت الذي كنّا فيه نتضور جوعاً، واكتشفت أن والدي يسدد إيجار منزل الساحر بينما نحن مهددون بالطرد لعدم تسديد الإيجار، بالإضافة إلى أن بطاقات شحن الجوال للساحر كان والدي هو من يشتريها وهو من يوفر له العشاء كل يوم، وعندما يتعذر منه والدي بأنه لا يملك المال كان يقول له انصب على أي شخص أو أوهمه بأنك سترد له بدل الألف ألفين واحضر لي المال.
القبض على الساحر
وبعد عدة محادثات استطاعت الابنة معرفة رقم جوال الساحر الجديد ومكان إقامته حيث انتقل لمكة المكرمة، وأصبح يتقابل مع والدها المسحور في أماكن بعيدة عن منزله للحذر و الحيطة، عندها أبلغ الأبناء هيئة الطائف التي حولت القضية لهيئة مكة المكرمة التي أعدت له كميناً للإطاحة به وتم القبض عليه، ثم حُـّول إلى هيئة التحقيق والإدعاء العام التي طلبت من الابن متابعة القضية، وذهب الابن إلى مكة المكرمة للمتابعة، ولكنه صدم عندما رأى والده موجوداً هناك ، ويبحث عن واسطة لإخراج الساحر، وعاد أدراجه حتى لا يعلم والده بأن أبناءه هم مقدمو الشكوى.
اكتئاب الوالد
وعندما عاد الوالد إلى منزله بالطائف أخبرته ابنته بأن الهيئة اتصلت بهم وأفادتهم بأن الرجل ما هو إلا ساحر استطاع أن يسحره ويسخره لخدمته طوال ثلاث سنوات، ولكن هذا الكلام لم يصدقه الوالد الذي مازال تحت تأثير السحر.
وتصف "ف.خ" حال والدها بأنه دائم السؤال عن الساحر ويردد على مسامعهم بأنه رجل بسيط لا يعرف السحر، حتى دخل في حالة من الكآبة والحزن الشديد يقضي يومه مابين البكاء على الساحر والنوم أو الدعاء له.
رفضه العلاج
وعن علاج الوالد المسحور تقول إنه رافض الانصياع لهم بالذهاب لمشايخ الرقية الشرعية، مقتنعاً بأنه غير مسحور. وتتخوف ابنته من عودة والدها المسن للسجن بعد تراكم الديون من جديد وعدم قدرتهم على تسديدها، مناشدة بتطبيق حد السحر على الرجل الذي دمر حياتهم واستغل والدهم.
الهيئة تؤكد
المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة سالم بن سليم السرواني يؤكد القبض على الساحر الذي ثبت أنه من جنسيه عربية بعد ورود معلومات عنه من شخص أخبر بأنه استطاع السيطرة على والده وتمكن من سحب أمواله عن طريق السحر مدة ثلاث سنوات.
ويضيف أن المواطن أصبح يدفع للساحر قرابة خمسة آلاف ريال شهرياً مما اضطره لاقتراض المال و إعطائه الساحر حتى تكالبت عليه الديون ودخل السجن بسبب مطالبة الديانة له، حيث أصبح يدفع له ما يقارب 5000 آلاف ريال شهريا مما اضطره إلى الاقتراض للاستمرار في دفع المبلغ المطلوب شهريا، ومن جراء ذلك أُدخل السجن بسبب مطالبات الديّانة لوالده. ولم يثبت علم زوجته بما كان يقوم به الساحر من أعمال باطلة من سحر وشعوذة وأكل أموال الناس بالباطل على ما ذكر ذلك السرواني لـ"الوطن" موضحا أنه تم القبض عليه خارج منزله، ووُجدت في حوزته "قصاصة ورقية" مكتوب عليها آيات قرآنية متضمنة دعوة الخدام بجعل الجاه والقبول له، وكذلك "مصحف صغير"غير مكتمل الأوراق، وكذلك مجموعة من "القصاصات الورقية" تحتوي على أسماء لرجال ونساء بأرقام هواتفهم.
وقال إن من الأمور التي أثبتت قيامه بأمور مخالفة للشرع هو طلبه معرفة اسم المصدر واسم أمه، وطلب مبلغ 500 ريال كمقدم للقيام بعمل الكشفية اللازمة ومبلغ 1800 ريال قيمة إجراء العمل السحري، ثم طلب ملابس داخلية بشرط احتوائها على عرق جسد الشخص، وأخيرا قال إنه لا يعلم ماذا يريد الخدام من ذبيحة أو مواد غذائية كما أن معه شخصاً آخر يقوم بعمل السحر معه.
" الوطن "
//
ابنة مواطن مسحور تسرد لـ "الوطن" قصة ابتزاز الساحر لوالدها
تكفل المسحور بدفع 5 آلاف شهرياً للساحر مع عشاء يومي ومصروفات الجوال
استطاعت "الوطن" أن تقف على تفاصيل قصة مواطن تعرض للابتزاز لمدة 3 سنوات من ساحر نشرت " الوطن" خبر القبض عليه في عددها رقم 3223 والصادر بتاريخ 27 يوليو 2009.
وروت إحدى بنات المواطن المسحور تفاصيل قصة والدها الذي وقع في فخّ رجل ابتزّه على مدى ثلاث سنوات إلى حد إدخاله السجن وتحميل ذمته ديوناً صعبة، تأثرت بسببها معيشة الأسرة ووصلت إلى حدّ الجوع، في الوقت الذي كان الساحر يتمتع بالأموال التي يتدبّر والدها أمرها عن طريق الدين.
الأب الكريم.. تغيّر
وتسرد ابنة المواطن المسحور"ف. خ" والتي فضلت عدم ذكر اسمها تفاصيل حكاية عائلتهم مع الساحر منذ البداية حيث تقول " كنا عائلة مستواها المادي جيد جدا ولم نشعر في يوم أن الوالد مقصر في أمر من أمورنا فقد كان يعطيني مصروف البيت و يحتفظ بالباقي" .
وتصمت "ف. خ" سارحة بخيالها ثم تواصل حديثها وتصف كيف أن حالهم انقلب فجأة حيث لاحظوا أن والدهم ينفد كل ما لديه من مال فكان جيبه يخلو من الريال، ولم تظل الحال على ذلك حيث لم يكتفِ بذلك بل أصبح يأخذ من مصروف البيت شيئا فشيئا حتى لم يعد يتبقى شيئا من ماله ومن مصروف البيت.
وقد شغلت تصرفات الوالد أبناءه، خاصة حين بدأ يستدين المال بعد ما نفد كل ما لديه من مال وتراكمت عليه الديون.
تقول "ف. خ" شككت أن والدي قد وقع بالمخدرات على كبر ، وأنه يصرف كل ما لدينا من مال لشراء المخدر وصارحته بذلك وسألته عن المال و أين ينفقه فرد عليّ بأن هناك أمراً ما بينه وبين أحد الأشخاص سيأتي من ورائه الخير وعندما طلبته أن يوضح لي أكثر ، قال لا أستطيع أن أدلي بشيء، وعندما ألححت عليه حاول إسكاتي بقوله سأقول لك فيما بعد.
انصياع غريب
وتستمر "ف.خ" في سرد الحكاية قائلة إن الديون تراكمت على والدها حتى أصبحوا يجدون صعوبة كبيرة في توفير الطعام، ولم تجد الكلمات التي كانت تلقيها الفتاة على والدها بأنهم أصبحوا فريسة للجوع بسبب ذلك الرجل المخادع الذي كان يفضله على أبنائه ويستحوذ على كل ماله ، ولا يكتفي بذلك بل يجبره على أن يستدين له أيضا. ولم يُجدِ تساؤل "ف.خ" في الوصول إلى السبب الذي جعل والدها مسلّمًا تماماً لرجل كاذب ومخادع إلى هذا الحد.
توتر علاقته بأبنائه
توترت علاقة الأبناء مع والدهم المسحور وهم لا يعلمون أن التصرفات التي يعملها خارج إرادته حتى أصبحوا دائمي الشجار حول موضوع صرف المال وعلاقة الوالد بالرجل ، فأصبح الوالد يكلم الرجل بالخفاء بعيدا عن أبنائه و بدؤوا يشعرون بكره والدهم لهم وتجنبه ابنته كونها أكثر أبنائه إلحاحا عليه بترك الرجل واستفسارا ومطالبة بالمصروف.
مواصلة الابتزاز
تراكمت الديون على المواطن المسحور حتى أدخلته السجن بسبب عدم تسديدها، وتحملت ابنته مسؤولية كبيرة في توفير المال حتى تغطي مصاريف إخوتها ولكن الساحر لم يكتفِ بدخول المسحور السجن، بل كان يطلب منه المال وهو في سجنه ويضغط عليه بإجبار أبنائه على إحضار المال له. وتشرح "ف.خ" كيف أن والدهم كان ينصاع له ويتصل بهم لطلب توصيل المال للرجل ولكنهم رفضوا طلب والدهم في البداية ، حتى وصل به أن يبكي كالطفل على الهاتف ويرجوهم لتوصيل المال حتى استجابوا لوالدهم فكان جميع المصروف الشهري يأخذه الرجل سوى 500 ريال يعيشون فيها جميعهم طوال شهر كامل يتضورون في أيامه جوعا ويعيشون يومهم على وجبة واحدة ، بالإضافة إلى أن المؤجر لم يتعاطف معهم حين حان موعد تسديد الإيجار وتدهورت أمورهم.
صدفة كشفت الحقيقة
كان ابن المسحور يتبادل أطراف الحديث مع أحد أصحابه حتى ذكر أحدهم اسم الساحر فتحقق صاحب ابن المسحور من الرجل المقصود ما إذا كان هو نفسه الذي يسكن في الحي الفلاني، وأسفرت إجابة الابن بالإيجاب عن بداية الصدمة، حيث أخبره صاحبه بأن هذا الرجل مشهور بأعمال السحر، حينها أعاد الابن في ذاكرته بعض التصرفات التي كانت تدعو للريبة من الرجل، حيث لم يكن يفتح الباب عندما يذهب الابن لإعطائه المال أثناء ما كان والده المسحور مسجونا، بل يطل من نافذة المنزل وزوجته هي التي تفتح الباب وتأخذ المال .
تراكم الديون مجددا
قبل حلول رمضان من العام الماضي خرج المواطن المسحور من السجن بعد حصوله على تنازل بعض الدائنين، وقيام أبنائه بجمع الباقي وتسديده. لكن معاناة العائلة لم تصل إلى نهاية بعد خروجه من السجن.
تقول ابنته "ف.خ" "عاد والدنا لما كان عليه قبل دخوله السجن واستمر بأخذ المال من مصروف أبنائه وعاد للاستدانة حتى يعطي الساحر المال، ولم يكتفِ الساحر بذلك بل أجبر الوالد المسحور البالغ من العمر 75 عاما والمصاب بتليف الرئتين على العمل كمعقب معاملات لجمع أكبر قدر من المال للساحر.
وتصف "ف.خ" حال والدها الذي وصل به الإرهاق والإجهاد رغم أن الأطباء حذروه من صعود السلالم والعمل المجهد، ولكنه استمر في العمل حتى أنهك وترك العمل و أصبح المراجعون يطالبون بأموالهم التي دفعوها ولم يستطع إتمامها وتراكمت عليهم الديون مجدداً.
معرفتهم بالساحر
وعن بداية معرفتهم بالساحر تقول "ف.خ" كانت هناك معرفة عائلية منذ سنوات، ولم تكن مباشرة مع الساحر وبعد فترة اختفى الساحر بعد أن سافر إلى بلده وبقي هناك فترة طويلة دون اتصال مع عائلته حتى فقدوا الأمل بعودته، وظنوا أنه توفي ولكنه عاد ليمارس أعمال السحر على والدهم من جديد، متوقعة أن غيابه تلك السنين كان لتعلم المزيد من السحر.
اكتشاف الموقع
وبعد ما فقد الأبناء الأمل في أن يترك والدهم الرجل المحتال والتوقف عن تنفيذ طلباته التي لا تنتهي؛ عقدوا العزم على الإبلاغ عنه لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، خاصة أن الابن يعلم مكان بيته عندما كان الوالد يجبره لتوصيل المال له أثناء فترة سجنه.
وتقول "ف. خ" بلغنا هيئة الطائف ولكن الساحر غير مكان سكنه ورقم هاتفه، و باءت محاولاتي لمعرفة مكانه الجديد بالفشل حتى ساءت حالتنا أكثر من السابق حتى ألهمني ربي بأن أرّكب برنامجاً لتسجيل المكالمات في جوال الوالد دون علمه، بعدها سمعت محادثات والدي مع الساحر التي لم يكن يمر أسبوع إلا وهو يجبره على دفع مبلغ مالي بالإضافة إلى دفعه 5000 آلاف ريال شهرياً، في الوقت الذي كنّا فيه نتضور جوعاً، واكتشفت أن والدي يسدد إيجار منزل الساحر بينما نحن مهددون بالطرد لعدم تسديد الإيجار، بالإضافة إلى أن بطاقات شحن الجوال للساحر كان والدي هو من يشتريها وهو من يوفر له العشاء كل يوم، وعندما يتعذر منه والدي بأنه لا يملك المال كان يقول له انصب على أي شخص أو أوهمه بأنك سترد له بدل الألف ألفين واحضر لي المال.
القبض على الساحر
وبعد عدة محادثات استطاعت الابنة معرفة رقم جوال الساحر الجديد ومكان إقامته حيث انتقل لمكة المكرمة، وأصبح يتقابل مع والدها المسحور في أماكن بعيدة عن منزله للحذر و الحيطة، عندها أبلغ الأبناء هيئة الطائف التي حولت القضية لهيئة مكة المكرمة التي أعدت له كميناً للإطاحة به وتم القبض عليه، ثم حُـّول إلى هيئة التحقيق والإدعاء العام التي طلبت من الابن متابعة القضية، وذهب الابن إلى مكة المكرمة للمتابعة، ولكنه صدم عندما رأى والده موجوداً هناك ، ويبحث عن واسطة لإخراج الساحر، وعاد أدراجه حتى لا يعلم والده بأن أبناءه هم مقدمو الشكوى.
اكتئاب الوالد
وعندما عاد الوالد إلى منزله بالطائف أخبرته ابنته بأن الهيئة اتصلت بهم وأفادتهم بأن الرجل ما هو إلا ساحر استطاع أن يسحره ويسخره لخدمته طوال ثلاث سنوات، ولكن هذا الكلام لم يصدقه الوالد الذي مازال تحت تأثير السحر.
وتصف "ف.خ" حال والدها بأنه دائم السؤال عن الساحر ويردد على مسامعهم بأنه رجل بسيط لا يعرف السحر، حتى دخل في حالة من الكآبة والحزن الشديد يقضي يومه مابين البكاء على الساحر والنوم أو الدعاء له.
رفضه العلاج
وعن علاج الوالد المسحور تقول إنه رافض الانصياع لهم بالذهاب لمشايخ الرقية الشرعية، مقتنعاً بأنه غير مسحور. وتتخوف ابنته من عودة والدها المسن للسجن بعد تراكم الديون من جديد وعدم قدرتهم على تسديدها، مناشدة بتطبيق حد السحر على الرجل الذي دمر حياتهم واستغل والدهم.
الهيئة تؤكد
المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة سالم بن سليم السرواني يؤكد القبض على الساحر الذي ثبت أنه من جنسيه عربية بعد ورود معلومات عنه من شخص أخبر بأنه استطاع السيطرة على والده وتمكن من سحب أمواله عن طريق السحر مدة ثلاث سنوات.
ويضيف أن المواطن أصبح يدفع للساحر قرابة خمسة آلاف ريال شهرياً مما اضطره لاقتراض المال و إعطائه الساحر حتى تكالبت عليه الديون ودخل السجن بسبب مطالبة الديانة له، حيث أصبح يدفع له ما يقارب 5000 آلاف ريال شهريا مما اضطره إلى الاقتراض للاستمرار في دفع المبلغ المطلوب شهريا، ومن جراء ذلك أُدخل السجن بسبب مطالبات الديّانة لوالده. ولم يثبت علم زوجته بما كان يقوم به الساحر من أعمال باطلة من سحر وشعوذة وأكل أموال الناس بالباطل على ما ذكر ذلك السرواني لـ"الوطن" موضحا أنه تم القبض عليه خارج منزله، ووُجدت في حوزته "قصاصة ورقية" مكتوب عليها آيات قرآنية متضمنة دعوة الخدام بجعل الجاه والقبول له، وكذلك "مصحف صغير"غير مكتمل الأوراق، وكذلك مجموعة من "القصاصات الورقية" تحتوي على أسماء لرجال ونساء بأرقام هواتفهم.
وقال إن من الأمور التي أثبتت قيامه بأمور مخالفة للشرع هو طلبه معرفة اسم المصدر واسم أمه، وطلب مبلغ 500 ريال كمقدم للقيام بعمل الكشفية اللازمة ومبلغ 1800 ريال قيمة إجراء العمل السحري، ثم طلب ملابس داخلية بشرط احتوائها على عرق جسد الشخص، وأخيرا قال إنه لا يعلم ماذا يريد الخدام من ذبيحة أو مواد غذائية كما أن معه شخصاً آخر يقوم بعمل السحر معه.
" الوطن "
//