المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحكيم والشجرة المثمرة


عبدالله 12
03 / 12 / 2011, 20 : 03 PM
دار حوار بين حكيم وأحد تلامذته، حول تفاوت الناس فيما بينهم في العطاء وعن أيهم أكثر فائدة لغيره.
وقد بدأ التلميذ الحوار بسؤال للرجل الحكيم وذلك بعد أن استأذنه بطرحه.
التلميذ: أنت في نظري القدوة ومصدر الحكمة، ولكن لدي استفسار يؤرقني، فهل تسمح لي بطرحه؟
الحكيم: تفضل يا بني.
التلميذ: أنت بالنسبة لي أكثر حكمة من غيرك، ولكني أراك تخطو ببطء، بينما الدنيا والناس يعدون من أمامك ومن خلفك وهم أسرع منك.
الحكيم: استمر يا بني.
التلميذ: أنني محتار ولا أعلم . . . هل الخلل في خطوك الثقيل أم في خطوهم السريع؟
الحكيم: يا بني . . . أن الشجرة الوافرة الثمر أثقل وزناً.
وعلق التلميذ قائلاً: ولكنها أكثر منالاً للطامعين والمتسلقين والناهبين.
الحكيم: لا بأس، سيأخذون منها زاداً لهم وسيشبعون منها. ولكن ليس العيب من الشجرة لأنها أثمرت، ولكن العيب سيكون على المتسلقين والناهبين الذين أخذوا ما ليس لهم حق فيه.
التلميذ: ولكن يا سيدي سيأخذ الناهبون والمتسلقون الثمر وسيشبعون، بينما ستتعرى الشجرة وتصبح جردا.
الحكيم: يا بني، ستثمر الشجرة من جديد بعد أن يتعرى المتسلقون والناهبون لأنهم لا يعرفون العطاء، فهم محرومون من لذة العطاء، ومحرومون من أي لذة يغبطهم الناس عليها، لأنهم مهما تكونت لديهم الثروات فإنه لا لذة في النهب ولا في السرقة، سيظلون يشعرون في دواخلهم أنهم أدنى من غيرهم مهما حاولوا أن يُظهروا غير ذلك،
وستبقى الشجرة المثمرة البطيئة الحركة هي الأعلى، وهي التي يبحث عنها الناس أمّا هي فلن تبحث عن أحد لأنها هي المطلوبة.

إن كثير من الناس يجرون ويضجون ويزعجون الآخرين بأصواتهم وصراخهم الذي يصم الأذان وهم لا ينتجون،
بينما أقلهم صراخاً هم مثل الشجرة المثمرة، وكالنحل الدائب الذي يصنع الشهد، وكالدودة التي تصنع الحرير، يعملون بإخلاص وبهدوء وينتجون.


إنها دعوة للعمل بإخلاص وهدوء لتكون النتيجة بأذن الله أحلى من الشهد وأجمل وأنعم من الحرير.

الحجاج
03 / 12 / 2011, 38 : 04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكرك أخي العزيز والمتميز عبدالله على طرح هذا الحوار ...
الحوار له جوانب يدرس منها .. ونستطيع أن نستخلص منها ما نريد ايصاله كفائدة .... كالدعوة للعطاء وللعمل ...
كالدعوة للاحسان بدون انتظار المقابل ... كالدعوة للتسامح والتنازل عن الحقوق في سبيل التضحية والانتاج ...

لكن لها سلبيات ... منها الدعوة للعاطل والفاشل بالتسلق على اكتاف العاملين ... الزياة في التكاسل والبلادة لوجود اناس سيعطون نتاجهم لغيرهم ...
أن نترك مدخراتنا وثمارنا وكنوزنا لستولي عليها الدول الاخرى بحجة اننا الأفضل ومن سينتصر في النهاية ...
الفاشل عندما يتعرى ويجوع ويأكل الثمرة التي قطفها سيعود لقطف ثمرة أخرى والفئ تحت الشجرة طالما أن هذه الشجرة ليس هناك من يحرسها ويرعاها ...

نعم يجب علينا أن ناخذ من الشجرة أن المثمرة هي من يأتي اليها الناس حتى وان كان للتمتع بمنظرها ...
نأخذ من النحل نشاطه وكده في العمل والنظام ...

لكن لا يجب أن نأخذ من الحكيم بطء حركته ... ربما من عقلانيته وهدوئه فعل ذلك .. لكن الله يقول على لسان لقمان وهو ينصح ابنه " ولا تمش في الأرض هونا " ..لكلمة هونا معان كثيرة لكن أفهم أحدها عدم المشي ببطء ...

أخي عبدالله موضوع رائع وجميل تتداخل فيه العبر والحكم ...

اجدد لك مني الشكر على الطرح مرة أخرى

الحجاج

فتى الجميزه
03 / 12 / 2011, 47 : 11 PM
الاخ العزيز وكاتبنا المتميز عبد الله 12 أشكرك جزيل الشكر على هذا الموضوع الجميل والشيق جداً بشأن العمل الفردي والجماعي
(ان السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة) ان العمل اساس الحياة التي نعيشها ونحياها اليوم ان اهمية العمل والرزق والقوة الذي يملكها كل انسان على وجه الارض والعمل معروف للانسان ،
حيث انه يعتبر بالنبسه له احد العوامل الرئيسه لاستمرار الحياة وتوفير مستلزماتها والانسان الذي لا يعمل يعتبر فرد غير فعال وغير منتج من هذا المنطق تقل اهميته كأنسان حيث ان العمل يحدد مستوى الانسان المعيشي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي اهمية العمل في كثير من الايات القرانيه الكريمه والاحاديث النبويه الشريفه فهو بشكل عام يوصي بالعمل وضرورته لانه يعتبر عزه وكرامة الانسان ودرعا واقيا عن الذل والهوان ومن اهم الايات القرانيه التي بينت اهمية العمل قوله تعالى{{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين}} صدق الله العظيم كما ان اهمية العمل تتمثل على لسان النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:{{ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه}}صدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
هذا وتقبل مروووووووووووووري

مياسم
05 / 12 / 2011, 01 : 03 AM
قصه جمييييله جداً الله يعطيك العااافيه عبد الله بصراحه مواضيعك كلها مفيده وراائعه مشكوووور

عبدالله 12
05 / 12 / 2011, 43 : 01 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكرك أخي الكريم الحجاج لجميل مداخلتك حول الفرق بين من يعملون وينتجون، وبين من يتسلقون على أكتاف الآخرين دون أن يكون لهم أدوار إيجابية في مجتمعاتهم.

أوافقك حول ما تفضلت بذكره عن دور الحكيم في مجتمعه، والشجرة المثمرة، وكذلك دور النحل فيما تقدمه للناس على الرغم من أنها لا تستفيد منه،
ولكن اسمح لي بأن يكون رأئي مخالف حول المشي على مهل، فقد تفضلت في مداخلتك بالإشارة إلى ما ورد في القرآن الكريم على لسان نبي الله لقمان وهو ينصح ابنه بقولك " . . . ولا تمش في الأرض هونا " بينما صحيح الآية هو {وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً} (الاسراء:37)، وهو كما أفهمه المشي بغرور وغطرسة،
بينما ورد في سورة "الفرقان" بعض صفات عباد الرحمن ومنها قوله تعالى: { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً }(الفرقان )، وهو المشي بسكينة ووقار وتواضع .


دمت بحفظ الله.

عبدالله 12
05 / 12 / 2011, 46 : 01 PM
أخي العزيز فتى الجميزه

تقبل شكري وامتناني لمداخلتك الرائعة حول أهمية العمل لكل منّا، وتأكيدك على الدور الرئيسي للعمل في حياة الأمم، حيث تتحول المجتمعات والدول المنتجة إلى مجتمعات ودول تغذي نفسها بنفسها، ويعتمد عليها الآخرون،
بينما بعض دولنا تتلقف ما يزرعه ويصنعه غيرهم ولا دور لها سوى الاستهلاك، وكذلك الحال بالنسبة لبعض الأفراد في الأسرة الواحدة.


أسعدتني أخي العزيز مداخلتك الرائعة فلك كل التقدير والشكر مرة أخرى.
دمت بصحة وسعادة.

عبدالله 12
05 / 12 / 2011, 49 : 01 PM
الله يعافيك أختي الكريمة مياسم
أشكر لكِ مرورك وكريم مداخلتك،


أدام الله عليكِ الصحة والسعادة.

الحجاج
05 / 12 / 2011, 11 : 05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي العزيز عبدالله .. كاتبنا المتميز دوما ..
أشكر لك جزيل الشكر هذا التصحيح لما اوردته من خطأ شنيع جدا لا اقبله على نفسي في الآية الكريمة باستبدال كلمة مرحا بهونا لعدم تأكد من الآية
واستغفر الله العظيم من هذا الزلل

اجدد شكري الجزيل لمتابعة المشاركات وتصويب الأخطاء
والاهتمام بمواضيعك المثمرة وعقليتك الرائعة

الحجاج*

فتى الجميزه
05 / 12 / 2011, 09 : 10 PM
قال الله تعالى : «وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ» سورة لقمان اية 18
نهي عن استعظام الإنسان نفسه بأكثر مما هو عليه لمثل البطر و الأشر و الكبر و الخيلاء، و إنما ذكر المشي في الأرض مرحا لظهور ذلك فيه.
اخي وعزيزي عبدالله 12 واخي وعزيزي الحجاج اسعد الله جميع اوقاتكما بالخيرات والمسرات وبعد لي مداخله لطيفه حول تصحيح ماورد في سورة لقمان وهو يوصي ابنه وحيث قال الله تعالى في الأيه اعلاه
وما ورد في سورة الاسراء هذا أمر من الله لعموم عباده ضمن الوصايا العشر وليس وصية لقمان لأبنه
ولقمان كما في كتب التفاسير هو لقمان بن ياعور ابن اخت ايوب، أو ابن خالته، كان من سودان مصر من النوبة، وعاش، حتى أدرك نبي الله داود فأخذ منه العلم وآتاه الله الحكمة، ولم يكن نبياً عند الجمهور وقال ابن عمر رضي الله عنهما: سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (لم يكن لقمان نبياً، ولكن كان عبداً كثير التفكير، وحسن اليقين، أحب الله فأحبه، فمنَّ عليه بالحكمة، وخيره في ان يجعله خليفة يحكم بالحق، فقال: رب إن خيرتني قبلت العافية وتركت البلاء، وإن عزمت علي فسمعاً وطاعة فإنك ستعصمني)، واخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي مسلم الخولاني رضي الله عنه، قال، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إن لقمان كان عبداً كثير التفكر، حسن الظن، كثير الصمت، أحب الله فأحبه الله تعالى، فمن عليه بالحكمة. نودي بالخلافة قبل داود عليه السلام، فقيل له يا لقمان، هل لك ان يجعلك الله خليفة تحكم بين الناس بالحق؟ قال لقمان: إن أجبرني ربي عزَّ وجل قبلت، فإني أعلم أنه إن فعل ذلك أعانني وعلمني وعصمني، وإن خيرني ربي قبلت العافية ولا أسأل البلاء، فقالت الملائكة: يا لقمان لِمَ؟ قال: لأن الحاكم بأشد المنازل وأكدرها، يغشاه الظلم من كل مكان، فيخذل أو يعان، فإن أصاب فبالحري أن ينجو، وإن أخطأ أخطأ طريق الجنة، ومن يكون في الدنيا ذليلاً خير من أن يكون شريفاً ضائعاً، ومن يختار الدنيا على الآخرة فاتته الدنيا ولا يصير إلى ملك الآخرة. فعجبت الملائكة من حسن منطقه، فنام نومة فغط بالحكمة غطا، فانتبه فتكلم بها)، وكان لقمان قاضيا في بني إسرائيل، نوبيا أسود مشقق الرجلين ذا مشافر، قاله سعيد ابن المسيب، ومجاهد، وابن عباس، وقال له رجل كان قد رعى معه الغنم: ما بلغك يا لقمان ما أرى؟ قال: صدق الحديث والصمت عما لا يعنيني، وقال ابن المسيب: كان من سودان مصر، من النوبة، وقال خالد بن الربيع: كان نجاراً، وقيل: كان خياطاً، وقيل: كان راعياً.ويقال بأن قبر لقمان الحكيم عند طبرية...والله أعلم.
هذا ولكما جزيل شكري وتقديري وجزاءكما الله خير الجزاء

غـــلا
06 / 12 / 2011, 45 : 10 AM
يعطيك العافيه عبدالله موضوع جميل

سلمت يمناك ولاحرمنا الله من وجودك ومواضيعك المميزه

دمت بخير

خلف الجابري
06 / 12 / 2011, 17 : 06 PM
..

طرح مفيد جدا وراائع

لله درك عبدالله لاعدمنا تميزك يابعدي


ولاعدمنا حضورك دمت كما انت متميزا دائما

عبدالله 12
07 / 12 / 2011, 45 : 09 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أخي العزيز الحجاج
تفضلت عليّ بمداخلتك مرة أخرى،

تقبل جزيل شكري وتقديري
دمت بخير وعافية.

عبدالله 12
07 / 12 / 2011, 47 : 09 AM
أخي العزيز فتي الجميزه

شرفني مرورك ومداخلتك الضافية الثانية، وتصحيحك للمعلومة الخاصة بعبد الله قارون وليس نبي الله كما ذكرت أنا سابقاً، ولست أملك أمام مداخلتك إلا أن أقول جزاك الله خير الجزاء للمتابعة والتنبيه.

دمت بحفظ الله ورعايته.

عبدالله 12
07 / 12 / 2011, 48 : 09 AM
الله يسلمك أختي المتميزة غلا

أسعدني جميل مرورك وحسن مداخلتك،
فتقبلي جزيل الشكر والامتنان.

أدام الله عليكِ الصحة والسعادة.

عبدالله 12
07 / 12 / 2011, 50 : 09 AM
أخي الحبيب خلف

أشكر لك مداخلتك الجميلة التي أعتز بها كثيراً،
متمنياً لك دوام الخير والعافية.