سلسلة لحوم العلماء مسمومة ( 4 ) ..
بسم الله الرحمن الرحيم لحوم العلماء مَسمُومَة د. ناصر بن سليمان العُمــر المنهج الصحيح والعلاج الناجح لهذه القضية وبعد أن عرفنا الآثار المترتبة على أكل لحوم العلماء ، ننتقل إلى بيان المنهج الصحيح ، ووصف العلاج الناجح تجاه تلك القضية وذلك في نطاق آفاق ثلاثة : 1- ما يجب على العلماء في هذا المجال . 2- ما يجب علينا تجاه العلماء . 3- السبيل السليم لبيان الحق ، بدون الوقوع في العلماء . أولاً : ما يجب على العلماء : إنعلى العلماء أن يحُموا أنفسهم ، ويسدوا الذرائع المفضية إلى أكل لحومهم . وقدوتهم في ذلك محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال : (( على رسلكما ، إنها صفية )) هكذا دافع المصطفى عليه الصلاة والسلام عن نفسه وحمى عرضه ، مع أن الموقف مع صحابته الأطهار الأخيار ، حتى لقد استغربوا من قوله ، فبين لهم أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم . ويمكن بيان كيفية حماية العلماء لأنفسهم في الأمور التالية : 1- أن يكون العالم قدوة في علمه وعمله . 2 - أن يتثبت العالم في الفتوى ويكمل شروطها . 3- أن يحذر العالم من الاستدراج، والاستغفال والتدليس . 4- أن يكون جريئا في الحق ، لا تأخذه في الله لومة لائم . ثانياً : ما الواجب علينا اتجاه علمائنا : 1- أن نحفظ للعلماء مكانتهم و فاعليتهم في قيادة الأمة وأن نتأدب معهم . 2- أن نعلم أنه لا معصوم إلا من عصم الله ، وهم الأنبياء والملائكة . 3 - أن ندرك أن الخلاف موجود منذ عهد الصحابة وإلى أن تقوم الساعة . 4- أن نفوت الفرصة على الأعداء، و ننتبه إلى مقاصدهم وأغراضهم . 5 - أن نحمل أقوال علمائنا وآراءهم على المحمل الحسن : 6 - أن ننتبه إلى أخطائنا وعيوبنا نحن، وننشغل بها عن عيوب الناس عامة ، وعن أخطاء العلماء خاصة . ثالثاً : السبيل السليم لبيان الحق ، بدون الوقوع في العلماء : بعض الناس اليوم وقعوا بين إفراط وتفريط، ففريق يطعنون في العلماء ويتهمونهم كلما قالوا شيئاً. وفريق آخر ، إذا سمعوا عالماً أو طالب علم يُبين الحق بدليله قالوا : إنه يقع في أعراض العلماء ، ويُحدث فتنة . وكلا الفريقين مجانب للمنهج الصحيح في هذا الباب . فما المنهج الصحيح الذي نجمع فيه بين بيان الحق وحماية أعراض علمائنا , غير ملتزمين بقولٍ إلا إذا كان مقروناً بالدليل ؟ يمكن توضيح ذلك المنهج كما يلي : 1 - التثبت من صحة ما ينسب إلى العلماء . 2 – أن نعرف أن عدم الأخذ بقول العالم ، وأن مناقشته والصدع ببيان الحق، يختلف تماماً عن الطعن في العلماء . 3 - أن يقصد المتحدث بكلامه وجه الله جل وعلا . 4 - الإنصاف والعدل . والعدل والإنصاف مع العلماء يتضمن أموراً : أ - الثناء على العالم بما هو أهل له . ب - عدم التجاوز في بيان الخطأ الذي وقع فيه . 5 - أن نسلك منهج رجال الحديث في تقويم الرجال : 6- أن نعلم أن خطأ العالم على نوعين : ( خطأ في الفروع ، وخطأ في الأصول ) . * أما مسائل الفروع فهي مسائل اجتهادية ، يجوز فيها الخلاف ، فإذا أخطاء فيها العالم ؛ بيّناّ خطأه فيها ، بدون تعرض لشخصه . * وأما مسائل الأصول ( العقيدة ) ، فيبيَّن القولُ الصحيح فيها ، ويحذر من أهل البدع في الجملة ، وينبه إلى خطورة الداعي إلى بدعته ، بدون إفراط ولا تفريط . يقول شيخ الإسلام : ( أهل السنة أعدل مع المبتدعة من المبتدعة بعضهم مع بعض ) . فالمبتدعة يأكل بعضهم لحوم البعض ،وكل فئة تغمط الأخرى حقَّها ، وأما أهل السنة فينصفون ، حتى مع الكفار ، فضلاً عمَّن كان مخطئاً خطأ ً دون الكفر . 7- أخيرا ، إذا أمكن الاتصال بمن وقع منه الخطأ- سواء في الأصول أو الفروع، لعله يرجع إلى الصواب ، فهذا أولى . ************* أرجو متابعة بقية السلسلة وشكراً . |
رد: سلسلة لحوم العلماء مسمومة ( 4 ) ..
شكرا لك اخي في الله وجعله هذا الأعطاء الطيب في ميزان حسناتك وجزاك فراديس الجنان
|
رد: سلسلة لحوم العلماء مسمومة ( 4 ) ..
اقتباس:
الذي سعدت به كثيراً جداً . |
رد: سلسلة لحوم العلماء مسمومة ( 4 ) ..
جعلها الله في موازين حسناتك
|
رد: سلسلة لحوم العلماء مسمومة ( 4 ) ..
اقتباس:
الذي سعدت به كثيراً جداً . |
الساعة الآن 00 : 10 AM بتوقيت السعودية |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas