من تعريفات تصوير السلفي أو التصوير الذاتي (Selfie) أنه قيام الشخص بالتقاط صور شخصية لنفسه / لنفسها باستخدام آلة تصوير أو باستخدام كاميرة الهاتف الذكي لأهداف مختلفة، وقد بدأ انتشارها على مستوى العالم عام 2002 تقريباً.
لن اتحدث في هذا الموضوع عن هذه التقنية المقبولة متى ما استخدمت في وقتها المناسب، ولكني أود الإشارة إلى بعض السلبيات التي ظهرت ليس بسبب التقنية نفسها ولكن بسبب سوء استخدامها، ومنها: -
- الإفراط في تصوير بعض الأشخاص لأنفسهم في كل وقت وتحميل تلك الصور بمناسبة وغير مناسبة في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، وقد يكون ذلك بهدف الاستعراض، وقد أشارت دراسة أجرتها الرابطة الأمريكية للطب النفسي (APA) أن انتشار هذه الظاهرة بشكل واسع وحاد في صفوف بعض الشباب، قد يشير إلى الإصابة باضطراب عقلي لدى مدمنيها، واللافت هو أن هذه الدراسة أشارت إلى أن نسبة مدمنيها تصل إلى 17% في صفوف الرجال بينما لا تتعدى 10% في صفوف النساء.

- استخدام هذه التقنية في أوقات / أماكن لها وقارها وخاصيتها التي تتطلب اظهار السكينة والاعتبار، ولعلي أشير إلى ما رأيته بنفسي قبل أسبوعين حين ذهبت لتعزية صديق في وفاة قريب له، ثم حضر شخصان اعتقد أنهما في الثلاثينات من أعمارهما وجلسا في الصف الأمامي ثم أخذا صورة "سيلفي" لهما أمام المُعزين وأقرباء المتوفى.

- جعل هذه الخاصية شبهة قد تؤدي إلى الرياء في الأعمال الدينية وخاصة عند الذهاب لأداء العمرة أو الحج، حيث يقوم البعض بتصوير كافة تلك المراحل وإرسالها مباشرة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ليعرف الناس بأنه يؤدي تلك الشعيرة، بل ان بعضهم يجعل بعض تلك الصور وخاصة عندما يكونون بجوار الكعبة، كصورة رمزية لهم.

السلبيات التي تمت الإشارة إليها سابقاً قد تعكس شئياً بسيطاً عن شخصية من يقوم بها، ولكن هناك مخاطر كبيرة نتجت عن سوء استخدام فكرة السلفي رغبة بالتمييز، حيث تسبب ذلك في فقدان البعض لأرواحهم كنتيجة لمغامرات غير محسوبة العواقب.
فقد أكدت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة كارنيجي ميلون ومعهد إندراراستا للمعلومات في دلهي عام 2014 أن الهند قد حققت أكبر عدد من الوفيات على مستوى العالم نتيجة لمحاولات التصوير بطريقة السلفي مقارنة بأي بلد آخر خلال العامين الماضيين، حيث بلغ عدد الوفيات لهذا السبب من الهند وحدها 76 شخصاً، تلتها باكستان (9) أشخاص، ثم أمريكا (8)، بينما كان العدد الكلي هو 127 شخصاً على مستوى العالم، حيث كان متوسط أعمارهم أقل من 24 عاما، وكانت أكثر حالات الوفيات هي السقوط من مباني شاهقة الارتفاع، أو من قمم الجبال.

فيما يلي امثلة لبعض محاولات التصوير السلفي التي أودت بحياة أصحابها: -
- الحالة الأولى هي لشاب في ولاية فلوريدا في إجازته أثناء شهر العسل حينما حاول أخذ صورة سيلفي مع "قرش البحر"، الذي هاجمه ونتج عن ذلك وفاته بسبب نزف دمه أثناء محاولات إنقاذه.

- الحالة الثانية حدثت عندما حاول مجموعة من الشباب الهنود أخذ صورة سلفي جماعية لهم وهم متشابكو الأيدي على قمة أحد الجبال نتج عنها انزلاق أحدهم، مما أدى إلى سقوط المجموعة وموتهم.

- الحالة الثالثة لشاب أسيوي اسمه Wu Yongning وعمره 26 عاماً، حيث حاول تصوير فيديو سيلفي بين مباني شاهقة الارتفاع، ولكن انتهى به الأمر إلى السقوط والوفاة.

- الحالة الرابعة لشاب هندي حاول تصوير سيلفي بالقرب من قطار ركاب سريع، حيث كان محظوظاً مقارنة بغيرة، وانتهى به الأمر إلى المستشفى للعلاج من أثار احتكاكه بالقطار.

هذه كانت بعض الحالات للمخاطر التي تنتج عن التهور باستخدام السيلفي في الأماكن الخطرة، حيث فقد البعض أرواحهم بدون مبرر سوى حب الظهور والتمييز في أشياء لا مردود من ورائها.

أحببت ان اذكر نفسي وأحبتي بهذه النقاط عن تصوير السلفي ومخاطره أحياناً،
متمنياً السلامة والسعادة للجميع.

الله يرحمه وأمواتنا وأموات المسلمين

أشكرك أستاذي وافي لكريم مرورك ومداخلتك.

دمت بحفظ الله.

ووجهك أبيض أخي الحبيب فتى الجميزة
تقبل شكري لكريم مرورك،
دمت بحفظ المولى.

وطابت كل أوقاتك أستاذي أبو خالد
أشكر لك هذه المداخلة الجميلة،
بالتأكيد لها إيجابيات وعليها سلبيات مثلها مثل باقي أنواع التقنية،
والمشكلة تنتج فقط بسبب سوء الاستخدام.
تقبل تحيتي.

أشكر لكِ أختي رانيا مداخلتك المهمة

كما تفضلتٍ أختي المتميزة أصبحنا نستخدم هذه الأجهزة بطرق غير مقننة،
وهذا ما نلاحظه خاصة في حالة وقوع الحوادث المرورية، حيث يتجمهر
البعض من أجل التصوير، ونيل سبق تنزيل الصور في وسائل التواصل
الاجتماعي.
أسعدك الله في الدارين