منتديات الوئام

منتديات الوئام (http://www.alweam.net/vb/index.php)
-    || اوْرآق مُلَوَنة .. (http://www.alweam.net/vb/forumdisplay.php?f=1)
-   -   العفيف والعفيفة (http://www.alweam.net/vb/showthread.php?t=94542)

عبدالله 12 26 / 11 / 2018 56 : 10 AM

العفيف والعفيفة
 
على الرغم من الانطباع السائد في زمننا هذا حول الجشع والتحاسد بين فئة ليست قليلة من البشر سواء كان ذلك على مستوى الدول أو الأفراد، وما ينتج عن ذلك من تعدٍ على حقوق آخرين والاستيلاء عليها وجحد تلك الحقوق، ولا أدل على ذلك ما نشاهده ونسمعه عن القضايا الكثيرة في المحاكم الشرعية على مستوى الأفراد بين أقارب وشركاء استولى بعضهم على حقوق غيرهم بدافع الجشع وحب التملك.
أقول على الرغم من ذلك فإنه لا زالت هناك فئة ممن هم بحاجة ماسة جداً للمساعدات المالية والعينية قد أكرمهم الله بنفوس عفيفة كريمة تعانق السماء حتى وإن كانوا هم تحت مستوى الفقر، وهم ممن وصفهم القرآن الكريم بأنهم إذا نظر إليهم الجاهل بأحوالهم يظنهم أغنياء لشدة تعففهم عن سؤال غيرهم، قال تعالى: {للفقراء الّذين أحصروا في سبيل اللّه لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التّعفّف تعرفهم بسيماهم لا يسألون النّاس إلحافا وما تنفقوا من خير فإنّ اللّه به عليم} [البقرة:273].
الانطباع السائد بأن من أشارت إليهم الآية الكريمة السابقة هم من عاشوا في أزمنة ماضية فقط، وأنها لا تنطبق على زمننا هذا الذي غلبت عليه الماديات والرفاهية المبالغ فيها أحياناً، ولكن هذا ليس صحيحاً فكما أنه توجد حالياً أمثلة سيئة للجشع، فإن هناك أيضاً أمثلة رائعة للعفاف المادي وغيره لا أملك أمامها إلّا أن أخجل من نفسي أمام سموها ونقاء سريرتها.

شاهدت البارحة مقطعاً لمذيع في برنامج تليفزيوني تبثه قناة عراقية، وفكرة ذلك البرنامج أنه يقدم بعض المعونات الخيرية للمحتاجين، حيث كان المذيع يحاور عاملاً (حمّال) يبحث في عربته اليدوية البسيطة المتهالكة عن زبائن ينقل لهم أغراضهم، وعرض عليه المذيع أن يُعطيه معونة القناة التليفزيونية ومنها المساعدة المالية فرفض، ثم عرض عليه المساعدات العينية فرفض ذلك العامل بإباء وقال له: "هناك من هم أحوج منّي للمساعدة، إذا أردتم مساعدتهم فمنهم إمراه عجوز كفيفة تسكن بجواري بحاجة ماسة للمساعدة".

وبعد أن فقد المذيع الأمل من قبول ذلك العامل لأي مساعدة منه، توجه إلى مكان تواجد المرأة العجوز الكفيفة التي اتخذت من ركن مزوي في أحد الشوارع سكناً لها حيث لا شيء هناك على الإطلاق.
عرض عليها المذيع المساعدة المادية والعينية فرفضت وكررت رفضها عدة مرات قائلة: "أنا الحمد لله بنعمه ولا أحتاج شيء، أصوم وأصلّي .. إذا لديكم مساعدات أعطوها للأيتام، أو غيرهم ممن يحتاجون للمساعدة". حاول المذيع معها عدة مرات فكررت رفضها، ثم عرض عليها أن تنتقل معه لبيته ليخدمها وزوجته، ولكنها كررت رفضها بكل عزة، فلم يتمالك المذيع إلا أن يبكي وأبكانا معه.

كم في هذا المقطع من دروس تعلمتها وجعلتني أشعر بأنني قزم جداً أمام هؤلاء العمالقة، وكيف أن الغنى هو غنى النفس، وأنهم يتعففون عن أن يقبلوا العون والمساعدة من أحد سوى من خالقهم.
سرحت بعد نهاية المقطع مع نفسي وتذكرت حال معظمنا، حيث تتكدس لدينا الأساسيات والكماليات ولا زلنا نتكلم فقط عما لدى غيرنا، نحرص على الشراء المستمر، وفات على معظمنا بأن ما ينقصنا كما أعتقد هو القناعة وشكر الله على ما أكرمنا به من نعم لا تُعد ولا تُحصى.

فما أحرانا أن نشكر ربنا على ما وهبنا من نِعم، وعلى أن نحرص على غرس ذلك في نفوس من حولنا، وأن نسعى للبحث عمن يتعففون ولا يسألون الناس إلحافاً بين الأقارب أو بالجوار لنقوم بواجباتنا تجاههم بكل سريّة لنسعدهم بإذن الله وننال الأجر منه سبحانه وتعالى.

wafei 26 / 11 / 2018 51 : 04 PM

رد: العفيف والعفيفة
 
اقتباس:

كم في هذا المقطع من دروس تعلمتها وجعلتني أشعر بأنني قزم جداً أمام هؤلاء العمالقة، وكيف أن الغنى هو غنى النفس، وأنهم يتعففون عن أن يقبلوا العون والمساعدة من أحد سوى من خالقهم.
اقتباس:

سرحت بعد نهاية المقطع مع نفسي وتذكرت حال معظمنا، حيث تتكدس لدينا الأساسيات والكماليات ولا زلنا نتكلم فقط عما لدى غيرنا، نحرص على الشراء المستمر، وفات على معظمنا بأن ما ينقصنا كما أعتقد هو القناعة وشكر الله على ما أكرمنا به من نعم لا تُعد ولا تُحصى.
نعم

شاهدت المقطع والذي تم تداوله بشكل واسع وقد يكون السبب في ذلك غرابة الأمر
الذي قد يكون غريباً ونادراً وغيرمألوف لدينا .

حقيقةً مقطع معبر ومؤثر وخصوصاً ان الأشخاص الذين ظهرو فيه والذين رفضو المعونة هم من اصحاب الحاجة ومع ذلك ظهرو بالصفة التي ذكرها الله سبحانه "يحسبهم الجاهل أغنياء من التّعفّف" بالاضافة الى جانب آخر مهم ايضاً وقد يكون معدوماً في هذا الزمن الا وهو " الاِيثار على النفس "وقد لحظنا في المقطع ان كل منهم آثر الآخر على نفسه

وكم نرى من مقاطع فيها من العبر الكثير ولكن هل من معتبر .


سلمت يداك استاذ عبدالله





...

فتى الجميزه 26 / 11 / 2018 06 : 06 PM

رد: العفيف والعفيفة
 
نعم أن الغني هو غني النفس


وأن العـزة والكرامة في القناعة والرضا بالقليل واليسير والغنى عن الناس .. والذل في سؤال الناس

واللهث وراء ملذات الحياة والإنغماسات فيها فإذا أراد الإنسان أن يكون مساويًا بل أفضل حالاً ممن ملك الدنيا

بمافيها من الملذات والزخارف الدنيوية فما عليه إلا أن يكون قانعًا بما أعطأه الله عز وجل

وأن يكون ذا قلباً شكور وإذا لم يكن ذا نفساً قنوعة فهو ومالك الدنيا سواء

ولنعلم جميعاً لو أن العالم عاش كله في قناعة ورضا بما كتب الله لهم

لأنتهت الكثير من المشكلات وماكان الحسد ولا الكمد ولا البغي ولا الأعتداء على الغير

وبالقناعة تختفي السرقة وتخف الجرائم ولكن اللهث وراء الدنيا وملذاتها

ولد الكثير من الأضغان والشحناء والكبرياء بين الناس . نسأل الله العلي العظيم

أن يغنينا بفضله وكرمه عن خلقه

أخي الحبيب وكاتبنا المميز عبد الله شكراً لك على طيب وجمال الأختيار والأنتقاء

الرائع والمفيد من المواضيع والله يحفظك ويرعاك ويديم عليك الصحة والعافية


ولك أجمل تحيااااااتي

رآنيا 27 / 11 / 2018 25 : 01 AM

رد: العفيف والعفيفة
 
"ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس ".
فالعفاف زينة الفقر كمثل الشكر زينة الغنى

مقالة جميلة اخي عبدالله
بارك الله فيك وفِي قلمك وفِي قلبك

~

عبدالله 12 27 / 11 / 2018 25 : 04 AM

رد: العفيف والعفيفة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة wafei (المشاركة 972709)
نعم

شاهدت المقطع والذي تم تداوله بشكل واسع وقد يكون السبب في ذلك غرابة الأمر
الذي قد يكون غريباً ونادراً وغيرمألوف لدينا .

حقيقةً مقطع معبر ومؤثر وخصوصاً ان الأشخاص الذين ظهرو فيه والذين رفضو المعونة هم من اصحاب الحاجة ومع ذلك ظهرو بالصفة التي ذكرها الله سبحانه "يحسبهم الجاهل أغنياء من التّعفّف" بالاضافة الى جانب آخر مهم ايضاً وقد يكون معدوماً في هذا الزمن الا وهو " الاِيثار على النفس "وقد لحظنا في المقطع ان كل منهم آثر الآخر على نفسه

وكم نرى من مقاطع فيها من العبر الكثير ولكن هل من معتبر .


سلمت يداك استاذ عبدالله





...

أشكرك أستاذي وافي على هذه المداخلة الجميلة،
فعلاً "الإيثار على النفس" على الرغم من حاجة الشخص المؤثر تدل
على نبل الشخص،
حقيقة وأنا أشاهد المقطع تذكرت قصة الصحابة الجرحى الثلاثة في
معركة اليرموك حيث كانوا بحاجة شديدة إلى الماء الذي عرض
عليهم، وكان كل منهم يأمر بدفعه إلى صاحبه لأنه يراه أحوج منه،
حتى ماتوا رضي الله عنهم بدون أن يشرب أحد منهم الماء.

فعلا نحن بحاجة إلى عرض مثل هذا المقطع والقصص الحقيقية في
بيوتنا لعلنا نتغيّر من الداخل ليحصل الأثر المطلوب.

تقبل شكري وامتناني أستاذي وافي على هذه المداخلة.
دمت بحفظ الله.

عبدالله 12 27 / 11 / 2018 26 : 04 AM

رد: العفيف والعفيفة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتى الجميزه (المشاركة 972711)
نعم أن الغني هو غني النفس
وأن العـزة والكرامة في القناعة والرضا بالقليل واليسير والغنى عن الناس .. والذل في سؤال الناس
واللهث وراء ملذات الحياة والإنغماسات فيها فإذا أراد الإنسان أن يكون مساويًا بل أفضل حالاً ممن ملك الدنيا
بمافيها من الملذات والزخارف الدنيوية فما عليه إلا أن يكون قانعًا بما أعطأه الله عز وجل
وأن يكون ذا قلباً شكور وإذا لم يكن ذا نفساً قنوعة فهو ومالك الدنيا سواء
ولنعلم جميعاً لو أن العالم عاش كله في قناعة ورضا بما كتب الله لهم
لأنتهت الكثير من المشكلات وماكان الحسد ولا الكمد ولا البغي ولا الأعتداء على الغير
وبالقناعة تختفي السرقة وتخف الجرائم ولكن اللهث وراء الدنيا وملذاتها
ولد الكثير من الأضغان والشحناء والكبرياء بين الناس . نسأل الله العلي العظيم
أن يغنينا بفضله وكرمه عن خلقه

جزاك الله خير أخي الحبيب فتى الجميزه
فعلاً القناعة والرضا بما قسم الله هي من أهم أساسيات تفادي الكثير
من المشاكل الأسرية خاصة في هذا الوقت الذي نواجه فيه بعض التغيرات
الاقتصادية في حياتنا كمجتمعات.
أشكرك أخي الحبيب على إضافاتك المفيدة جداً.
أدام الله عليك الصحة والسعادة.

عبدالله 12 27 / 11 / 2018 28 : 04 AM

رد: العفيف والعفيفة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رآنيا (المشاركة 972726)
"ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس ".
فالعفاف زينة الفقر كمثل الشكر زينة الغنى
~

وبارك بكِ أختي رانيا
الأجمل هي مداخلتك،
فعلاً العفاف يُزيّن نظرة الناس تجاه العفيف،
ويجعلهم يُصرون أكثر على مساعدته بأي طريقة ممكنة.
أسعد الله قلبك، وحفظكِ بحفظه أختي الفاضلة.

بنت المالود 2 27 / 11 / 2018 56 : 09 AM

رد: العفيف والعفيفة
 
صباحكم فرح



ايوالله أخوي..
الله يصلح حالنه...
ويهدينا إلى سبل السلام...اللهم آمين
بارك الله فيك اخوي
وجزاك الله خير على الموضوع الرائع

عبدالله 12 28 / 11 / 2018 21 : 09 AM

رد: العفيف والعفيفة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت المالود 2 (المشاركة 972748)
الله يصلح حالنه...
ويهدينا إلى سبل السلام...اللهم آمين
بارك الله فيك اخوي
وجزاك الله خير على الموضوع الرائع

اللهم آمــــين
وجزاكِ بمثله أختي الكريمة بنت المالود،
كل الشكر لكِ لكريم مرورك،

دمتِ بحفظ الله.


الساعة الآن 50 : 06 PM بتوقيت السعودية

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by
9adq_ala7sas

[ Crystal ® MmS & SmS - 3.7 By L I V R Z ]