منتديات الوئام - الأيام الأخيره ( 2 )

الأيام الأخيره ( 2 )
قبل النهاية ...
إذا استعرضنا تاريخ أمتنا المجيد ... نرى أن لكل بداية نهاية ، ولكل نهاية بداية !! ، فالبداية أقصد بها ذلك النور المشرق والضوء اللامع لهذه الأمه من مجد وعز وقوة .
والنهاية هي ... نهاية الظلم والفساد والفجور والاستبداد .
وهذه سنة الله تعالى في هذا الكون .
ولد النور الهادي صلى الله عليه وسلم فكانت ولادته نهاية للظلم ، ونهاية لكل جاهلي وجاهلية ... نهاية لكل طاغوت مستبد غاشم ... وبداية لعصر جديد وفجر مجيد.
وجاء من بعده الخلفاء الراشدين والأئمة المديين فثبتوا هذه البداية وهذا المجد والعز,
ففتحوا الأرض شرقاً وغرباً , وجاء من بعدهم من سار على نهجهم وأكملوا هذا
الفتح وسجلوا أروع الأمثلة في العدل والصلاح والتقى والهدى , وكان همهم هو, نشر كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله فدون في ذاكرة التاريخ ... وإن غابت اجسادهم واندرست اماكنهم.
وكلما مر جيل من أولئك الأعلام , وانقضى جاء من بعده جيل اّخر يسير على خطوات
الجيل السابق , وهذا من أسرار هذا الدين الحنيف سنة التجديد, ففي حديث شريف يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمه أمر دينها .
وهذا من فضل الله تعالى لهذه الأمه أن يبعث من يجدد لها أمر دينها كلما تغير حال الأمه وضعفت ! .
كل ذلك كان قبل النهاية ... نهاية تلك الأجيال السابقة ، حتى جاء زمن ظهر فيه نظامعالمي جديد ودول جديده ، فحينها كان يحكم المسلمين عامة السلاطين العثمانيين الذين لن ينساهم التاريخ ولن ينسا فتوحاتهم وتمكين الله لهم ، فحينها مازال للدين مكانه في حياة الناس والحكام . واستمر الناس على ذلك حتى زالت تلك الإمبراطورية العثمانية كما كانت تسمى بذلك وقتها . فزالت هذه الإمبراطورية على أيدي دسائس اليهود والعملاء ، فتفككت الإمبراطورية وتمزقت ، فعاث المجرمون في الأرض الفساد ، وتولى زمام المسلمين طغمة فاسدة من عصابات مجرمة . فاستبدلوا شرائع الإسلام بقوانين اللئام من الصليبيين الحاقدين على الإسلام ... فحينها بدأت المأساة ... وضاعت الحقوق ، واستولى على بلاد المسلمين الكفار الغاصبين ، وأعوانهم واذنابهم ومن رضع من حقدهم ولبنهم الأسود واستولى اليهود على أرض الأنبياء ( فلسطين ) وانتشروا هنا وهناك بدعوى الإستعمار وهو في الحقيقة ( استخراب ) فنهبوا خيرات البلاد ، ونشروا الفساد بين العباد فغزي المسلمون عسكريا وفكريا !! ، كل ذلك ليطفؤ نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون .
فمرّ على المسلمين زمن ، القابض على دينه كالقابض على الجمر ... وأصبح الجاهل والرّجعي من تمسك بالدين !! . وأئتمن الخائن وخوّن الأمين .
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ...