منتديات الوئام - بماذا تُستغل الشهرة عند أهل الفن

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد

خرج ابن مسعود – رضي الله عنه – ذات يوم فاتبعه ناس ، فقال لهم : ألكم حاجة ؟! قالوا : لا .. ولكن أردنا أن نمشي معك . قال : أرجعوا فإنه ذلة للتابع وفتنة للمتبوع .
[[ صفة الصفوة ]]
تأمل أخي وأختي هذه الحادثة والتي تبيّن لك خوف هؤلاء الرجال من الشهرة والظهور .
إن الشهرة أصبحت في هذا الزمن منتشرة بشكل كبير وخطير ليس عند أهل الصلاح والاستقامة بل عند أهل الفساد والضلال فما إن ينشهر ويظهر سواء كان في مسلسل أو مسرحية أو برنامج أو أغنية أو غير ذلك من الأمراض إلا ويستغلها لمآرب مدسوسة خطيرة فكم من ممثل عُرف عنه أنه مدمن مخدرات ، وكم من مذيع ولا عب مُسك في المطارات وكم من مطرب قُبض عليه في ليلة حمراء مع البغايا والزانيات وانفضحوا على رؤوس الأشهاد في الدنيا وسيفضحون في الآخرة وهو أشد وأخطر إن لم يتوبا إلى الله تعالى .
وغير ذلك من الفضائح والمصائب التي أصابت شرفهم ومبادئهم فأصبحوا علامة ذلة ومهانة لمن رآهم
أقول إن ابن مسعود – رضي الله عنه – لم يفعل شيء من هذه القاذورات والأمراض والفساد كما فعله هؤلاء بل كان من أتقى وأنقى وأعلم الناس ولكن لما رأى ذلك منهم وهم يتبعونه لأنه عالم زمانه وأتقاهم لله خاف أولا عليهم أن تكون هذه مذلة لهم ثم خاف على نفسه أن يفتتن في دينه .
أقول : شتان بين هذا وهذا فهؤلاء يريدون الشهرة حتى يستطيعوا كما يقولوا أن يفعلوا كل شيء من أمور مخلة بالشرف والأخلاق والأدب فيدخلون المطار ويخرجون منه ومعهم ما لذ وطاب من الخبائث والفساد ، وكذلك يتجولون ويُسمحون بالدخول إلى الأماكن المشبوهة والمعروفة بل لهم الحق أن يؤسسوا ويبنوا هذه الأماكن التي تُستعمل لأشياء يندى لها الجبين .
نعم أصبحوا هؤلاء يركضون وراء الشهرة والظهور حتى يكونوا في سعة من أمرهم ويفعلون ما يريدون لأنهم مشهورين أمام الناس والناس يحبونهم وبالتالي ينصرونهم فكيف يكون الظالم مجرم بحق والناس يساعدونه ألا يعلموا أنهم بذلك يشاركونهم بالأثم والمعصية ولا حول ولا قوة إلا بالله
هكذا تُستغل الشهرة عند أصحاب الفن وهو الأغلب .