منتديات الوئام - وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ

قال تعالى في كتابه العزيز : (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ) (لأعراف:137).

http://www.55a.net/images/13/ferwn.jpg

لقد أقام رمسيس الثاني (فرعون نبي الله موسى) لنفسه عدداً هائلا من الآثار: مسلات تفوق عدد ما شيد قبله مجتمعين, معابد بها مئات الأعمدة, حوالي 100 تمثال منها 30 بالغة الضخامة, ووضع نفسه بين الآلهة فيما لا يقل عن 15 تمثالاً و آلاف الصور والنقوش التي تمثله في عربته وحروبه, ولكن لو فحصنا هذه الآثار لوجدنا معظمها قد تحطم ولم يبق إلا بعض قطع من الحجارة منقوش عليها اسم رمسيس الثاني ولئن كان هذا الدمار قد حدث بعد وفاة رمسيس الثاني فقد كانت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يريه حال حياته بعض الدمار في آثاره وهو ما لم يحدث لأحد من الفراعين قبله أو بعده وحدث في أثرين كان رمسيس الثاني يعتز بهما أيما اعتزاز :

1. الدمار في معبد أبي سمبل الكبير ومعبد أبي سمبل هو أعظم بناء أقامه إنسان في ذلك "العصر"واحتفل رسمياً بافتتاحه في السنة الرابعة والعشرين من حكمه, واحتفل رمسيس بالعيد الثلاثيني الأول لحكمه وأقيمت احتفالات في هذا المعبد ولم تمض شهور حتى حدث زلزال شديد ضرب منطقة النوبة وما حدث بمعبد أبي سمبل كان مأساة مفجعة كما يقول عالم التاريخ والآثار كيتشن إذ انهارت الأعمدة وسقطت التماثيل, وانهارت الواجهة وتكسرت اللوحات على الحوائط.

http://www.55a.net/images/13/4545.jpg

2. الدمار في الرمسيوم وهو المعبد الجنائزي الذي كان يعده الفرعون لنفسه ليكون مكاناً فاخراً لحياة آخرة له وكان أسوأ حظاً من أبي سمبل إذ لم يتسنى ترميمه وما زال التمثال الضخم لفرعون الذي سقط نصفه العلوي كتلة واحدة ملقى على الأرض إذ حالت صعوبات فنية دون إعادته إلى مكانه فوق الرجلين..

http://www.55a.net/images/13/abo.jpg

فمن أخبر محمداً قبل 1400 سنة عن هذا الدمار الذي حدث في وقت كانت حضارة الفراعنة مغمورة تحت الرمال في صحراء وادي الملوك .

وهذه هي حال الطغاة عبر التاريخ يبنون تماثيل ويشيدون صروحاً ليخلدوا انتصارات زائفة فيدمرها الله تعالى بمعاول من يأتي بعدهم أو بالكوارث كالزلازل والأمثلة كثيرة

المصدر: " قصص الأنبياء والتاريخ , د.رشدي البدراوي , الجزء الرابع