منتديات الوئام - لنكن واقعيين ... ( بين الإغفال والإستغفال )

بسم الله الرحمن الرحيم

لنكن واقعيين ... ( بين الإغفال والإستغفال )

إن الأحداث التي وقعت وحلت بالأمه قديما وحديثا منذ سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية أظهرت أن المسلمين صنفين :
الأول : مسلمين مغفلين .
الثاني : مسلمين مستغفلين .
وفي كلا الحالتين يعد هذا خسارة للأمه ونكبة عليها ، إذ أننا الآن ندفع فاتورة هذا الإغفال والإستغفال غاليا .
فأمتنا تضرب هنا وهناك بل ومقدساتنا بل وتنتهك أعراضنا ولا من مجيب . أصبحنا مكبلين لا نستطيع الحراك إلا بإذن وسماح .

لقد زرع الإستخراب ( مايعرف بالإستعمار ) نبتة خبيثة في كل قطر من أقطار عالمنا الإسلامي وما ذاك إلا لتكون هذه النبتة الخبيثة أداة يحركها الزارعين كيفما شاؤا وحيثما شاؤا .

واتبعت هذه النبتة الخبيثة سياسة الإغفال والإستغفال للناس حتى يستجيبوا لخططهم ومؤامراتهم التي تحاك ليلا وتلبسها الأمه نهارا .

فالمغفل منا من كان لا يعطي الخطر بالا ولا اهتماما ، والمستغفل منا أيضا من خدعته تلك الأحلام والكلام المنمق ليكون تبريرا لهم مستقبلا لتنفيذ ما كان يرنوا إليه .

فجاءت الحكومات وقربوا إليهم الطبقة العالية من المجتمع وهم العلماء والمفكرين وخدعوهم واستغفلوهم فأصبحوا هؤلاء بين نارين أحلاهما مر .... الأمر الأول تنفيذ أوامر السلطات .
والأمر الثاني تنفيذ طلبات الأمه .

وهكذا ماتت أمتنا بين تخدير ووعود ...فأصبح تفكيرنا لنصر الأمه ونهضتها مجرد أحلام وتخيلات وكلام يكتب على الورق .

منظمة الؤتمر الإسلامي تضم مايقارب خمسين دولة ويشارك فيها علماء الأمه . ولكن مشاركات وجدانية لا تعدوا أن تكون إنفعالات وإستنكار لحال الأمه .

وهم مع ذلك مشكورين لما قدموا . وسبب ذلك مرة أخرى هو الإغفال والإستغفال اللذين خدرا مشاعر الناس وحتى علماءها ومفكريها

سياسة الإغفال والإستغفال استخدمها المخططين في كل شؤن الحياة . فمثلا السجائر ، هناك أبحاث عن خطر التدخين وما إلى ذلك وهذه الأبحاث قدمتها مراكز عالمية لخطر التدخين ... ولكن حتى يملأو خزائنهم مالا على حساب صحتنا وحياتنا اكتفوا بأن يكتب على علب السجائر تحذير حكومي بأن التدخين يصيب بالسرطان والتهاب الرئتين !!

وفي مجال السياسة وقضايا الأمه أمثلة يعجز الكلام أن يخرج وذلك لما آلت إليه الأمه وما وصلت إليه من إغفال واستغفال .
حتى مبادرات السلام الخطيرة والتي تعارض نصوص القرآن والسنة وجد من يدافع عنها من طبقة العلماء والدعاة .

وقس على ذلك الإقتصاد والحالة الإجتماعية .

فآآآآه يا أمتي كم نحن في غربة وكربة ، وصدق المعصوم صلى الله عليه وسلم حينما قال : { ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا }