|
عندما يكون الموت سبباً للتواصل
قد يكون هذا العنوان مستغرباً لتناقضه مع الواقع نظراً لأن من معاني الموت أنه الفراق الأبدي بالنسبة لحياتنا الدنيا، بينما التواصل هو التلاقي بين الناس شخصياً أو بواسطة وسائل الاتصال المختلفة التي زادت وتنوعت في السنوات الأخيرة. حقيقة، لم اشعر بالضيق مثلما شعرت به الأسبوع الماضي عندما توفي قريب ليّ في مكة المكرمة حيث يقيم هناك مع أسرته. لم تكن تلك المشاعر التي انتابتني نتيجة لفراق قريبي رحمه الله فقط، بل كان السبب الأخر هو شعوري بالتقصير نتيجة لانقطاعنا عن بعضنا خلال السنوات الأخيرة، هو وأخوته من جهة، وأنا وإخوتي من جهة أخرى حيث لم نعد نتقابل إلا في مناسبات الفرح أو الترح بعد أن كان هناك تواصل مستمر بيننا وبينهم خلال مراحل طفولتنا وما بعد ذلك. لقد أعادت أيام العزاء الثلاثة التي قضيتها مع إخوة المتوفي وبقية أسرته الكثير من الذكريات الجميلة، والتلاحم القوي الذي كنّا عليه سابقاً، وشعرت بالأسف الشديد على عدم تواصلنا خلال الفترة الماضية، وكيف أن تقصيرنا المشترك في التواصل نظراً لظروفنا العملية وغيرها كان سبباً لحرماننا من نعمة التلاقي الذي استمتعت به مؤخراً على الرغم من أن المناسبة لم تكن مناسبة فرح. ما جعلني أكتب حول هذا الموضوع هو جملة ذكرتها أختي المتميزة رحيــــل في مداخلتها حول موضوع طرحته قبل أيام حيث تفضلت بقولها: " أحيانا نتناسى أو نتجاهل امور لا تعني لنا الا القليل ولكنها تعني الكثير لغيرنا "، وكأنما قد اختصرت في هذه العبارة السبب الرئيسي لتقصيري في التواصل مع بعض أقاربي والذي كانت نتيجته ندمي على تفريطي في هذا الواجب الاجتماعي، وإن كنت قد تعاهدت مع أقاربي مؤخراً على العودة إلى التواصل المستمر وتبادل الزيارات فيما بيننا باستمرار في قادم الأيام بأذن الله. الحقيقة التي يجب أن تُقال عن بعضنا، وأنا منهم أننا نقوم حالياً بالتواصل ولكنه في الغالب تواصل مع زملاء الدراسة أو زملاء العمل، أو مع اصدقاء النت، ولكنه في أحيانٍ كثيرة نقصّر في التواصل مع الأقارب على الرغم من أن ديننا يحثنا على صلة الرحم لما في ذلك من الأجر العظيم، كما أنه من أسباب دخول الجنة. أعود إلى حيث بداية الموضوع، حيث أن وفاة قريبي رحمه الله كانت سبباً – بعد إرادة الله - لإعادة التواصل الجميل والحميم بيننا، وهو درس قاسٍ تعلمت منه كثيراً، ولا أتمنى أن يتكرر معكم. دمتم سالمين. |
رد: عندما يكون الموت سبباً للتواصل
اتفق معك اخي عبدالله على التقصير الذي نقصره في التواصل مع اقاربنا وعندما نتلاقى بمكان معين نسترجع الذكريات ونتمنى انها لم تنقطع تلك الايام وقد نرجع الى التواصل وقد لانرجع في الغالب اصبح الكل يتعذر باشغال الحياه وببيته واموره ولكنها بالواقع ليست مبررا مقنعا ولكن لو خصصنا في نهاية اسبوع ولو نصف ساعه لقريبنا ويتم تداول الزيارات لكان الوضع افضل جميل ان نشعر بالتقصير ولكن الاجمل ان نسعى للتواصل بعده احيانا ننوي ان نصل ولكننا نسوف فلايمهلهم الموت وبلحظتها نتمنى الف مره لو أننا وصلناهم لانعلم متى ايامنا لنسعى جاهدين ولنصل ارحامنا وننوي انها صلة رحم نريد بها الاجر ففي الحديث الذي يرويه البخاري: ( قبل أن يخلق آدم قامت الرحم فتعلقت بعرش الرحمن وقالت يا رب هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال لها الله : أما ترضين أن أصل من وصلك وأن أقطع من قطعك؟ فقالت: رضيت يا رب، فقال: فلك ذلك ) لنا في ذلك عظة وعبره فالموت قد يكون سبب للتواصل ،وقد يكون سبب للقطيعه ايضا فالبعض لهم قريب او قريبه يزورون اهلها لسببها وبعد موتها ينقطعون تماما .. ويستمر الانقطاع ويصبحون كأنهم غرباء إن جاءت بهم الصدف كان بها وان لم تأتي فالسمع فيهم من بعيد يقف الامر على اتعاظ الاشخاص وفكرهم : اخي عبدالله كل الشكر والتقدير لك على هذا الطرح وأحيي فيك استفااادتك مما يمر علييك فليس كل من مر عليه اتعظ مشكور اخي ،سلم فكرك : |
رد: عندما يكون الموت سبباً للتواصل
اخي العزيز عبدلله 12 اسعد الله اوقاتك بكل خير وسعاده
اولاً.ادعو الله ان يغفر لقريبك ويتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جنته وجميع اموات المسلمين ثانياً. اشكرك على طرح هذا الموضوع والذي تذكرنا فيه بالتواصل وصلة الاقارب سواء في مناسبات الافراح او الاتراح نعم اخي اوا فقك الراي على ذلك لقد ضعف التواصل مع الأقارب ومن تربطنا بهم علاقات اسريه في هذا الزمان وقد أصبحت ظاهرة واضحة للعيان والمشكلة يولد بعضها بعضاً فتوالي الأيام والسنين وكذلك بعد العمل والسكن يخفف الاحساس بها ومما زاد الطين بله وجود تكاسل وضعف حتى في حضور المناسبات التي تجمع بين الأقارب ولقد روى لي احد الاصدقاء موقف حدث له وهو أن عم أولاده كان لديه محلاً تجارياً في السوق ، فذهب إليه مرة لشراء بعض الحاجيات وكانت معه ابنته البالغة من العمر ست سنوات ، فلم يسلم عليها عمها لأنه لايعرفها ، وهذا دليل على عدم التواصل حتى بين الاخوان و الأعمام ، مع أننا في زمان التكنولوجيا الذي تعددت فيه وسائل الاتصالات وارء انه لايزيح الغبار عن هذه العلاقات الفاترة إلا بالتعامل مع الله في احتساب الأجر ، والعزيمة الصادقة والاخلاص في النيه وحب الخير ومعرفة أجور وبركات الصلة في قوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ). متفق عليه اخي الحبيب اكرر لك شكري وتقديري على كل ما تكتبه وتطرحه من مواضيع جميله وهادفه حفظك الله ورعاك استاذي |
رد: عندما يكون الموت سبباً للتواصل
أختي الكريمة ومديرتنا الراقية شموع الغربية: أسعدتني مداخلتك القيّمة، وتأكيدك على ضرورة "برمجة" أو تخصيص بعض أوقاتنا لوصل الأقرباء، وأصدقاء آباءنا وصديقات أمهاتنا، ففي وصلنا لهم كل الخير والأجر. أوافقك الرأي بأن الموت قد يكون سبباً للتواصل، وقد يكون بداية للقطيعة، ولهذا "عنونت" الموضوع بإحدى هاتين الحالتين، وهي المتعلقة بالتواصل، وهو ما شعرت بأنني قد قصرت به، وعزمت بمشيئة الله على أن التزم به. ففي التواصل من الطرفين صفاء للنفوس من هموم كثيرة، وفيه سعادة لكل مشارك فيه. تقبلي أختي الكريمة شموع شكري وتقديري، دمتِ برعاية الله وحفظه. |
رد: عندما يكون الموت سبباً للتواصل
اقتباس:
آمــــين حياك الله أخي الحبيب فتى الجميزه، وجزاك الله خير الجزاء لدعواتك الصادقة. كما هي عادتك اخي الحبيب، تُضيء مداخلاتك مواضيعنا بكل ما هو مفيد، ولعل أهم إضاءاتك في مداخلتك هذه هو ضرورة العزيمة الصادقة لصلة الرحم واحتساب الأجر من الله في ذلك، وعند ذلك ستزول الأسباب التي كنّا نظن أنها تمنعنا من التواصل. القصة التي تفضلت بطرحها بمداخلتك تذكرني بقصة صديق لي قال لي قبل فترة، بأن عائلتهم الكبيرة اتفقت قبل ثلاث سنوات على عقد لقاء مساء أخر أربعاء في كل شهر في استراحة كبيرة يملكها أحدهم، وعلى أن يحضر في كل مرة أفراد الأسرة الرجال الموجودين في كل من مكة وجدة والطائف، ويكمل صديقي، بأنه في أول لقاء لم يكن يعرف أكثر من نصف الموجودين من أقاربه وخاصة بالنسبة للأبناء الشباب، وهذا جعله يشعر بالحرج عندما كان يتحدث معهم لأنه يكن – في ذلك الوقت – يعرف اسمائهم. أخي الحبيب تفضلت عليّ بجميل مداخلتك، فتقبل تقديري وامتناني. دمت بصحة وراحة بال. |
رد: عندما يكون الموت سبباً للتواصل
................
... خيي عبدالله والله انت محظوظ من غيرك . . والمتوفي رحمه الله محظوظ اكثر من غيره انت لما توفى صديقك علمت بوفاته والمتوفي عًلم بوفاته ياعبدالله فيه ناس رحلوا من الدنيا ولااحد علم برحيلهم ! والله اني صادق ياعبدالله الله يرحمنا برحمته ... |
رد: عندما يكون الموت سبباً للتواصل
اقتباس:
أشكرك أستاذي وافي لمداخلتك الصادقة في مضمونها، والمؤلمة بواقعها. حقيقة، ما تفضلت به حاصل للأسف، ولكن المفروض أن يعمل كل مقصر – وأنا منهم – على أن يُصحح مساره لما فيه خيرنا بالدارين. دمت بحفظ الله ورعايته. |
| الساعة الآن 51 : 12 PM بتوقيت السعودية |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.7 By L I V R Z ]