|
الحب وقرص العسل
نحب في حياتنا أشخاصاً ومقتنيات وغيرها بدرجات متفاوتة اعتماداً على مشاعرنا تجاهها أو أهميتها لنا، أو حاجتنا لها ، أو لأسباب أخرى. وقد يكون هذا الحب غريزياً، وقد يكون عاطفياً، وقد يكون عقلانياً، وقد يكون غير ذلك، وتختلف ردود أفعالنا تجاه ما يفعله الآخرون حسب نوع حبنا لهم، فالحب الغريزي مثلاً قد يجعلنا نحب الطرف الآخر بفطرتنا وبلا حدود، وأوضح مثال على هذا الحب هو حب الأب والأم لأولادهما. والحب العاطفي ميل وجذب يتمكن من القلب ويتحكم في هوى الشخص، وعندما يشتد هذا الهوى قد يؤثر على تصرفات صاحبه ويجعله غير مدركاً لعواقب بعض تصرفاته، وقد يصل به الأمر إلى ما وصل إليه "مجنون ليلى". بينما الحب العقلي هو الحب المرتبط بالعقل والمبني على التحليل المنطقي لتحديد الفائدة التي ستعود عليّ نتيجة لهذا الحب، ولعل أحد أشهر الأمثلة لهذا الحب هو حب المريض للدواء المفيد حتى وإن كان ذلك الدواء شديد المرارة، وسبب حب المريض للدواء المر لأن هذا الدواء هو الذي سيجلب له الشفاء بإرادة الله تعالى، وينطبق نفس الشيء على "حقن" دواء الأنسولين التي يأخذها بعض المصابون بداء السكري أكثر من مرة في اليوم على الرغم من أنها مؤلمة، ومع هذا يبحث عنها ويتناولها المريض بهذا الدواء لأنها علاج له، وسيحزن لو لم يجدها في الصيدلية. الشيء الملفت للنظر هو عن كيفية تعاملنا مع أخطاء وعيوب من نحب وخاصة في النوعين الأولين، فقد يحدث أحياناً أن يرتكب الابن المراهق خطاء جسيماً تجاه شخص أخر، وعندما يصل الأمر إلى الجهات الأمنية نجد أن الأب يحاول أن يبرر موقف الابن بتبريرات واهية مثل "طيش الشباب" أو أي مبررات أخرى، ولكنه لا يعترف بعيب أو خطأ أبنه لأنه ابنه وحبيبه. وكذلك الحال بالنسبة للأم عندما تخطي ابنتها أو ابنها، فنراها تلتمس لهما الأعذار ولا تريد أن تعترف بأخطاء ابنتها أو ابنها، وينطبق هذا الكلام تقريباً على كل شيء نحبه "بشغف" سواء كان هذا المحبوب إنساناً، أم حيواناً، أم جماداً فنجد أنه ينطبق علينا في هذه الحالة قول الإمام الشافعي رحمه الله في الشطر الأول من هذا البيت عين الرضـــا عن كل عيب كليلة بل أن البعض لا يكتفون بغض النظر عن العيوب والأخطاء المؤثرة لمن يحبونهم على غيرهم، بل نراهم يحاولون مغالطة الواقع بجعل أخطاء وسيئات من يحبونهم حسنات. ولكن عين السخط تُبدي المساويا أننا في حاجة إلى أن نكون عقلانيين في التعامل مع من نحب خاصة عندما يكون حبنا غريزياً، وحتى لا نضر من نحبهم بدون قصد منّا. وقفه: هذا البيت من الشعر للشاعر صلاح الصفدي الذي عاش في عصر المماليك، والذي يظهر أنه قد عشق امرأة اسمها "حلا" أصيبت فيما بعد بمرض الجدري، وكان هذا المرض قد أثر فيها إلى درجة أنه قد شوّه وجهها الجميل، وقد أعجبني في هذا البيت قدرة الشاعر على التصوير اللفظي لتلك التشوهات وتحويلها إلى شيء جميل هو قرص العسل، فيقول: وخدّ "حلا" إذْ أثّر الجدريَ في وجنــاته فكأنه قرص العسَــــل اعتقد بإن تحويل التشوه إلى جمال شيء محبب كونه لا يمس أحداً غير المحب وليس فيه ضرر على غيره. |
رد: الحب وقرص العسل
فعلاً ومما لا شك فيه ان كل واحد منا يحب في حياته ومن لا يحب في حياته لن يهنا له بال ولن يجد سعاده في حياته
وهناك من يدخل حياتك بلا إستئذان ، يقدم لك الحب فوق أوراق الورد ، يحملك الي عالم الأحلام ،و يشعرك بمسؤليته تجاهك وأنك مسؤول منه ، يعلمك الصدق والحب والإخلاص ، يحول سوادك إلى بياض ؛ وليلك إلى نهار ؛ وظلمتك إلى شمس ، يصبح قلبك الذي تعشق به ،، وعينك التي ترى بهما و هذا الإنسان إذا ضاع بحق نبكي عليه بشده ومن ذالك الحب العذري وقيل ان اول من اشتهر بالحب العذري قبيلة بني عامر حيث ظهر فيهم مجنون ليلى قيس بن الملوح، وقبيلة بني كنانة حيث ظهر قيس بن ذريح صاحب لبنى. والحب العذري من ألوان الحب المختلفة مرده الأساسي إلى المزاج الشخصي الذي يدفع بعض الناس إلى الحب، كما يدفع بعضهم إلى الوفاء والإخلاص فيه، ثم إلى طبيعة الظروف التي تحيط بالعاشق وغض النظر عن عيوب من يحب يقول الشاعر لو كنت صادق الحب لطعتهُ ــــــ أن المحب لمن يحبُ مطيعُ اخي الكريم عبدالله 12 شكراً لك على هذا الموضوع الشيق والمحبب للنفوس احبك الله ورعاك وتقبل مروووري وسرووري ودمت كما تحب |
رد: الحب وقرص العسل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي العزيز عبدالله تحية طيبة لك .... قد تختلف الآراء حول الحب حسب خبرة وتجربة كل انسان مع هذا الإحساس الجميل بالنسبة للحب العقلي اجد حوله بعض الاستفهامات احتفظ بها لعدم مناسبتها للموضوع وخروج الإسهاب في مناقشتها عن صلب الحديث الا أني لا اعتقد ان المريض يحب العلاج والدواء ان كان مرا ... بل ان مرضى السكر يعاني كثيرا منهم من الاكتئاب اما لمضاعفات المرض او لما يعانوه من صعوبات جسدية ونفسية من ابر الإنسولين لكن شعور المرضى تجاه الدواء هي حاجة ولا اعتقد انها حبا .... ونجد كثيرا من المرضى يكرهون المستشفيات والذهاب اليها لكن الحاجة احيانا تضطر الانسان لما لا يرغب فيه الحب كالسحر يغير حقائق ويغشي العيون ..... لقد أعجبني تشبيه الشاعر لوجه المحبوبة الكلام في الحب يطول والقصص كثيرة أخونا الحبيب عبدالله لك كل الشكر والثناء على هذه المشاركة الحجاج |
رد: الحب وقرص العسل
اقتباس:
اما أن نقول نحن السبب أو نحن من أخطأ نبحث عن أي عذر له ثم نوقع أنفسنا في التهمة بدلاً منه أما ان كان الخطأ في حق المحب وأيا كان حجمه نجده يظهر التذمر والغضب و لكنه يخفي في داخله السماح والعفو وينتظر أي لفتة من محبوبه المخطئ ليعود اليه كسابق عهده وينسى كل مساوئه أخوي عبد الله ألف شكر لهذا التوقيت المناسب لطرح موضوعك وألف شكر لجماله و لروح المودة التي تفوح منه وأعتذر بشده لخروجي عن النص و تمادي الكلمات ربما تكون مشاركتي بوادٍ و موضوعك بوادٍ آخر لكني أجده مساحه أستطيع أن أكتب فيها ماعجزت عن ايصاله دمت بكل خير |
رد: الحب وقرص العسل
اقتباس:
أحبك الله أخي العزيز فتي الجميزه كما هي عادتك . . دائماً تضيف الكثير لكل موضوع تتكرم بمداخلاتك الرائعة فيه، فتقبل شكري وتقديري اسمح لي لأني اقتبست بعضاً من وصف حال المحب. أدام الله عليك الصحة والسعادة. |
رد: الحب وقرص العسل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته استاذي الحجاج تقبل جزيل شكري لتفضلك بهذه المداخلة الكريمة والتوضيح المهم حول الحب العقلي وعلاقته بالأدوية. حقيقة، لم أقصد بهذا المثال إظهار أن مريض السكر يُحب "حقنة الأنسولين على الرغم مما تسببه من مضاعفات"، وإنما ضربت بهذا مثلاً لتأثيرالعقل على بحث الشخص عن الصالح، مقارنة بالقلب الذي قد لا ينظر للأمور من كافة الزوايا. مرة أخرى، آمل قبول شكري لهذة المداخلة. دمت بحفظ الله. |
رد: الحب وقرص العسل
كم هو رائع ودقيق وصفك أختي رحيل لبعض أحوال المحب مع محبوبه، ولن أكون مبالغاً لو قلت بأنه أكثر دقة مما ورد في صدر بيت الشعر الذي تفضلتِ وأشرتِ إليه في مداخلتك. واسمحي لي بأن أضيف إلى أنه بقدر ما يكون المحبوب مصدراً للسعادة، فإنه قد يكون سبباً لعكسها أحياناً متى ما أخطأ، أو ظننا أنه أخطأ بحقنا. حقيقة، اسعدتني مداخلتك الجميلة المتميزة كعادتك، والتي كانت في صلب الموضوع وجمّلته. تقبلي تقديري وامتناني لشخصك، دمتِ برضا الرحمن بكل صحة وسعادة. |
رد: الحب وقرص العسل
اقتباس:
مليئ بالحب فهو دائما يتسامح اخوي عبدالله يعطيك العافيه طرح جدا راائع دمت بخير |
رد: الحب وقرص العسل
أشكرك أختي غلا لجميل مداخلتك حول رد فعل المحب تجاه محبوبه، والتي يغلب عليها التسامح كما تفضلتِ، فيجعل النفس تتقبل من المحبوب ما لا تتقبله من غيره. أدام الله عليكِ الصحة والسعادة. |
| الساعة الآن 34 : 01 AM بتوقيت السعودية |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.7 By L I V R Z ]