قصة ذات مغزى مهم جداً، ولعلني أبدأ من حيث انتهت القصة بعبارة "حياتنا من صنع أفكارنا"،
فنحن بين خياري حسن الظن وسوء الظن، فعندما نختار حسن الظن فهذا بطبيعته يؤدي إلى
سلامة الصدر من الأحقاد، وإلى حب الناس وتدعيم روابط المحبة في المجتمع،
بينما لو اخترنا سوء الظن نكون قد تجنينا على طرف ثاني بدون دليل واضح وملموس،
إضافة إلى التأثير النفسي السلبي علينا كما حدث مع صاحبنا في القصة الذي بات ليلته
ساهراً حزيناً قد أضناه التفكير، ليجد في اليوم التالي بأن كل ذلك الجهد النفسي لم
يكن له أي مبرر، إضافة إلى غضب الله عليه لسوء ظنونه بالغير.

مع الأسف أن هذا يحدث الآن في بعض البيوت والمكاتب، فبمجرد أن يفتقدوا أي شيء
يتم توجيه سهام الاتهام إلى العاملة أو السائق، أو .....، ليجدوه في وقت لاحق.

ما أحلى أن نتمثل دائماً بقول ابن سيرين رحمه الله:
(إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذراً، فإن لم تجد فقل: لعل له عذراً لا أعرفه)،
هنا نجد صفا السريرة وعدم تحميل القلب سوء الظن بالغير.

أختي المتميزة رانيا،
أشكرك أولاً لحسن اختيارك لهذه القصة الجميلة،
واعتذر منكِ ثانياً لأنني "أخذت راحتي" وتفلسفت كالعادة.
أسعدكِ الله في الدارين.