استمعت إلى الدكتور ميسرة طاهر (وهو غني عن التعريف) جزاه الله خيراً، وهو يتحدث عن الحوار الناجح، وعن ما هي أهم عناصره وذلك من واقع علمه وخبرته العملية في مجال الاستشارات الأسرية.
وأشار في البداية إلى حالة من الحالات التي مرت عليه وهي خلاف بين زوج وزوجته حضرا إليه في مكتبه، وطلب منهما أن يشرح كلُ منهما الخلاف وأسبابه.
يقول الدكتور:
أنه بمجرد أن بدأ الزوج يتحدث قاطعته الزوجة عدة مرات مدافعة عن نفسها بدون أن تستمع له إلى النهاية، وحدث نفس الشيء عندما تحدثت الزوجة بعد ذلك حيث قاطعها الزوج مدافعاً عن نفسه ومفنداً ما كانت تقوله الزوجة.
مضى وقت طويل بدون أن يستمع كل منهما للآخر، وهنا تدخلت وأخبرتهما أن ما يقومان به ليس حواراً بل شجاراً لأن كلا منكما يريد فقط أن يُثبت للأخر أنه مخطئ، وليس بحثاً عن حل.

الحوار الناجح، يجب أن يسبقه حسن نية ورغبة لدى الطرفين بالبحث عن حل، وليس محاولة إثبات خطأ الطرف الآخر، فإذا لم توجد النية فلا داعي للحوار وإضاعة الوقت.
لينجح الحوار يجب أن يتحدث أحد الطرفين بكل وضوح وصدق ويُنصف الآخر، ويُظهر رغبته بحل الإشكال، بينما يجب أن يُنصت الطرف الثاني انصاتاً كاملاً وبدون أن ينشغل بما يمكن يُشغله عن الانصات مثل البحث في الجوال أو مشاهدة التليفزيون، أو تصفح الصحف لأن المنصت سيفهم ما يقوله الطرف الثاني.
وعندما يأتي دوره في الكلام يبدأ بسرد نقاط الاتفاق، ثم يعرض وجهة نظره حيال نقاط الخلاف لو وجدت، ثم يستمر الأخذ والعطاء بنفس المنوال إلى حين الوصول إلى نقاط التلاقي المهمة.

ولعل مما يُساعد في نجاح الحوارات المنزلية خاصة، أن يختارا وقتاً ومكاناً مناسبين ولو تطلب ذلك أن يكون خارج المنزل، وعلى أن يتفرغ كل طرف للآخر بالكليّة، وتفادي رفع الصوت أثناء الحوار، أو اظهار تعابير وجه عابسة، وكلما زاد التواصل البصري الهادئ كان ذو تأثير إيجابي، مع تجنب إصدار الأوامر للطرف الآخر.
إن توفر حُسن النيّة وسلامة المقصد في الحوار، وكذلك الابتعاد عن مُحاولة تأكيد التفوّق على الآخر ستساعد بإذن الله على نجاح الحوار وتحقيق الأهداف منه.

كلامك صحيح أختي الفاضلة رانيا،
فهناك نقطة أخرى تتعلق بنا أو بأكثرنا كأشخاص،
فنحن نعتقد بأننا جميعاً مؤهلون لنكون أزواجاً مثاليين، وإنه إذا حدث خلل في زواجنا فإن ذلك بسبب الطرف الثاني،
نعتقد أيضاً بأننا مؤهلون أيضاً لنكون آباء وأمهات رائعون، وإنه إذا حدث خلل في تربية الأبناء فإنه بسببهم،
كما نعتقد بأننا مثاليون خارج المنزل أيضاً، وأن الأخرين فقط هم المتسببون بالأخطاء دائماً،

باختصار نحن الغينا كل المصادر التي من الممكن أن تفيدنا مثل القراءة المناسبة، الاستشاريين، ...،
وركزنا فقط على أنفسنا معتقدين جهلاً بأننا على حق دائماً، وواضعين أمامنا بأن الطريقة المناسبة للتعامل مع
الزوجة هي نفس طريقة أيام "سي السيد"، وفي المقابل تعتقد الزوجة بناء على تعليمات والدتها أو زميلاتها أحياناً
بأن لا ترضخ له من البداية، .....
وهنا اعتقد أنه يوضح سبب تساؤلك أختي العزيزة

لا أعلم إذا ما كان كلامي معقولاً أم هو عك متكرر.

سعدت كثيراً بمداخلتك الرائعة أختي رانيا.
يوم مبارك بإذن الله.

اللهم آمين
أخي الحبيب فتى الجميزه
أشكر لك مداخلاتك وإضافاتك المفيدة، حول كيفية حل المشاكل الزوجية،
أعتقد بأن أغلب المشاكل الزوجية يمكن حلها متى ما توفرت الرغبة الصادقة
لدى الطرفين في حلها.
أستفيد دائماً من مداخلاتك أخي الحبيب،
دمت بخير.

هذا يطبق نظرية فرعون "أنا ربكم الأعلى"،
يعني كويس مني اللي اعطيتكم فرصة تقولون رأيكم.


اسمح لي أستاذي وافي بأن أطرح هذا المثال الحي لإحدى قريباتي التي تزوج ابنها قبل عامين
ويسكن هو وزوجته في الدور العلوي، والأم وابنها الآخر في الدور الأوسط.
هذه الأم بعد زواج ابنها بعدة أشهر بدأت تتشكى من سوء معاملة ابنها وزوجته لها،
ولكن الحقيقة تبينت لنا فيما بعد أن أساس المشكلة هي غيرة الأم من زوجة ابنها التي تعتقد الأم
بأنها سرقت ابنها منها، وبدأت الأم تؤول أي شيء يفعله الابن أو زوجته بأنه ضدها.
مضى على هذه المشكلة أكثر من سنة، والابن يحاول أن يصبر إكراماً لخاطر أمه التي يريد
أن يكون قريباً منها.
حاولنا عدة مرات أن نقنع الأم بأن تعيش حياتها وتنسى موضوع زوجة الابن، ولكن لا فائدة.
سبب استمرار المشكلة كان هو أن الأم كانت تحرص على تأويل كل حدث على أنه ضدها،
وليس الحرص على حل المشكلة.
يوم أمس أمضيت عدة ساعات معها في محاولة لإقناعها بأن هذا الوضع سيدمر صحتها المتوعكة أساساً،
وطلبت منها إذا كانت حريصة على ابنها أن تخفف مما هي فيه من الشك في محبتهم لها،
طلبت من الابن أن يحضر واتفقت معهما على أن نبدأ من أمس صفحة جديدة،
وابلغته بوجود أمه بما يجب عليه أن يفعله،
حيث وافق على كل شيء، وقام وقبل رأس ويد أمه واحتضنها.
هذا قد يكون مثال على أنه ما لم توجد النية بالعلاج، فإن المشاكل ستستمر.
الله الهادي

سامحني أستاذي وافي على هذا التعقيب المطوّل.
دمت بخير.

أشكرك أختي الكريمة بنت المالود على هذه المداخلة المهمة،
بالتأكيد، كل أنواع الحوارات سواء الحوارات الرسمية أو الشخصية مثل حوار
الزوجة والزوج أساسها هو الاحترام المشترك بين الطرفين،
فلن ينجح أي حوار ما لم يكن هناك احترام من كل طرف للآخر،
ومتى ما تواجد الاحترام بينهما، فسيتم حل مشاكلهما بينهما
بدون تدخل أي أطراف خارجية إلّا ما ندر.
دمتِ بحفظ الله.