عندما يضمنا مجلس مع آخرين لم تكن نعرفهم من قبل فأننا في الغالب نحاول معرفة طبيعة من يتواجدون في ذلك المجلس، فننظر في وجوههم، نستمع لما يقولون، نلاحظ ما يفعلون وكيف يتعاملون مع غيرهم.
وفي تلك الأثناء تجد أن بعضهم أو أحدهم قد أرتاح له من في المجلس ودخل إلى قلوبهم وذلك من خلال حواره مع الآخرين، ولأسلوبه المغلف باحترام الغير وباللطف وبالتفاؤل، وللنقاط المفيدة التي يطرحها ويناقشها.
وفي المقابل قد تجد نفسك تنفر من شخص أو أكثر في مجلس بسبب سوء تقديرهم للآخرين، أو لطبيعة ألفاظهم النابية أو الجارحة للغير، أو لعدم منطقية أرائهم، أو بسبب ما يطرحونه ويناقشونه من مواضيع، أو لكل هذه الأسباب مجتمعة، وتصل في النهاية إلى أنك تتمنى لو أنهم يصمتون.

ولهذا فإن الفئة الأولى ممن ذكرناهم سابقاً وهم الذين نرتاح لهم، تمثل البعض الذين يحبون أن يكونوا رسل خير ومحبة بين الناس،
الذين يُفرحهم أن يكونوا مصدر سعادة للغير،
يسعدون بإشاعة النقاء والصفاء أينما ذهبوا،

يغردون كالبلابل في دعوة للابتسام وللحب بين الناس.

وينتهي بنا الأمر إلى أن هؤلاء الناس هم مصادر راحة لمن يعرفونهم، وهم منابع دائمة للأمل بحياة سعيدة، يفرحون بزرع البسمة على الشفاه وعلى مساعدة الغير بكل ما يستطيعون.

ولو نظرنا إلى الفئة الأخرى، فإننا سنجد أنهم في الغالب لا يجدون سعادتهم إلا بنقل الأنباء المزعجة والإشاعات التي تثير البلبلة.
يحرصون على بناء السدود الضخمة من التشاؤم،
لا يحرصون على نشر ما يشرح صدور الغير،
يثبطون عزيمة كل من يحاول أن يُغلّب الخير على الشر.

فما أجمل أن نكون في مجالسنا رُسل محبة بين الناس وخالقهم، وبين الناس بعضهم بعضاً، فإن المجالس لا تضيق بالناس ولكنها تضيق بتصرفاتهم.
وأخيراً، هذه دعوة من الشاعر على الجندي في بيت من الشعر يدعونا فيه لأن نكون في مجالسنا ممن يدعون إلى الخير والمودّة، وليس ممن يدعون إلى غير ذلك:

وكـــن بلبلاً تحلو الحيــــاة بسجعـه
ولا تك مثـل البوم ينعب في الردى

دمتم أحبتي بحفظ الله.

نتمنى نكون من الناس اللي يدعون للخير والموده وليس ممن يدعون لغير ذالك

طرح راائع ابدعت عبدالله وكعادتك مبدع داائما

دمت متميز تمنياتي لك بالتوفيق

اللهم آمــــــين

أخي الحبيب خلف
أسعد بمداخلتك وتشجيعك الكريم، فلك كل الشكر والتقدير
حقيقة، محاولاتي لا ترتقي لما تنظمه لنا من درر شعرية.
دمت بصحة وسعادة.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غـــلا (المشاركة 923001) نتمنى نكون من الناس اللي يدعون للخير والموده وليس ممن يدعون لغير ذالك

هذا ما تعودناه منكِ أختي المتميزة غلا،
وهذا ما نلاحظه في كافة مواضيعك التي تطرحينها.

تقبلي شكري وتقديري لكريم مداخلتك.
دمتِ برعاية الله وحفظه.

الاخ الكريم والعزيز عبد الله 12 حفظه الله وابقاه
اخي العزيز اشكرك شكراً جزيلاً على كل مواضيعك الجيده والمفيده
وكما انه لا يخفى عليك وعلى كل قاري ومتبصر في الامور ان كثير من الناس من يملك قلوب
الاخرين بحسن منطقه وحلاوة كلامه وصدقه في القول
وبعضهم ينفّر من حوله بتملقه في القول وسوء منطقه مع غيره
وفي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {الأرواح جنود مجندة؛ ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف}
فالنفوس ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، وكلاً يميل إلى من هو على شاكلته
وأن المشاعر والعواطف والأحاسيس عند الناس على طرفي نقيض ، فهناك من يتعامل مع إخوانه بأسلوب جامد جاف مجرد من المشاعر والعواطف، وهناك من يتعامل معهم بأسلوب عاطفي حساس رقيق ربماوصل لدرجة العشق والإعجاب والتعلق بالأشخاص. والموازنة بين العقل والعاطفة ويختلف بحسب الأحوال والأشخاص، وهو مطلب لا يستطيعه كل أحد لكنه فضل الله يؤتيه من يشاء.
ولايوجد طريقا أيسر وأفضل للوصول إلى القلوب إلا بحسن الظن بمن حولنا وعدم سوء الظن بالاخرين والصدق في القول والعمل ومعاملة الناس بالحسنى
هذا وارجوا من شخصك الكريم ان تقبل جزيل شكري وتقديري ودمت بحفظ الله .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتى الجميزه (المشاركة 923048) ولايوجد طريقا أيسر وأفضل للوصول إلى القلوب إلا بحسن الظن بمن حولنا وعدم سوء الظن بالاخرين والصدق في القول والعمل ومعاملة الناس بالحسنى.

أخي العزيز فتى الجميزة

آمل قبول شكري وامتناني لتفضلك بهذه المداخلة القيّمة حول كيفية اكتساب احترام الآخرين في المجالس،
حقيقة، استفدت من مداخلتك التي لا أجد ما أستطيع التعليق عليها بأفضل من جزاك الله خير الجزاء.
اسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم عليك محبته جل وعلا، وان يجمعنا بك وبقية أخوتي وأخواتي في الفردوس الأعلى من الجنة.
دمت أخي العزيز بحفظ الله ورعايته.