عرض مشاركة واحدة
قديم 29 / 01 / 2002, 05 : 02 PM   #1
خمائل 
وئامي فعال

 


+ رقم العضوية » 1409
+ تاريخ التسجيل » 09 / 11 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 249
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

خمائل غير متواجد حالياً

افتراضي سلسلة الركــن الثقافي الأدبي ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أعزائي .. أعضاء منتدى الوئــام .. وخصوصاً .. أعضاء منتدى الشعر والأدب ..
نشارك جميعاً في هذا المنتدى بطرح الخواطر والأشعار .. . إلخ .. في محاولة للرقي بأقلامنا نحو الأفضل ..
لكن الجانب الأدبي الثقافي لم ينل ما يستحقه بيننا .. لا أنكر بوجود منتدى ثقافي .. لكنني أرى أنه لا بأس من نشر بعض المعلومات الأدبية في منتدى الأدب والشعر .. والذي يكون موجهاً لأعضائه بالذات ..
لذلك اسمحوا لي بطرح موضوع ( الركن الثقافي الأدبي ) .. والذي سيشتمل في كل مرة على معلومات أدبية عن شــاعر أو كاتب أو قصة ... إلخ .
أي أن الغرض من هذا الموضوع .. هو زيادة معلوماتنا الثقافية المتعلقة بالأدب والشعر .. وأرحب بإضافات جميع الأعضاء ومعلوماتهم ( إذا رغبوا ) .. حول الموضوع المطروح ( شاعر أو كاتب أو قصة ... إلخ ) ..
وأرجو أن تتقبلوا هذه السلسلة الثقافية .. برحابة صدر ..
قد يكون الموضوع طويلاً في بعض الأحيان .. لكن لا بأس من حفظه في الجهاز .. وقراءته فيما بعد ..
وبما أن هذا الموضوع هو الأول في سلسلة ( الركن الثقافي الأدبي ) .. وما دمنا نخوض في مجال الأدب.. فمن الأولى أن يكون عن ( كلـــمة أدب ) .. وكيف تطور معناها منذ قديم العصور .. حتى وصلت إلى معناها المتداول في أيامنا هذه ..
وأخيراً .. أعتذر عن الإطالة ..
تقبلوا فائق احترامي ..

.......


( كلـمــــة أدب ) ..
كلمة أدب من الكلمات التي تطور معناها بتطور حياة الأمة العربية وانتقالها من دور البداوة إلى أدوار المدنية والحضارة . وقد اختلف عليها معان متقاربة حتى أخذت معناها الذي يتبادر إلى أذهاننا اليوم وهو :

( الكلام الإنشائي البليغ الذي يقصد به التأثير في عواطف القراء والسامعين ، سواء كان شعراً أم نثراً ) ..
وإذا رجعنا إلى العصر الجاهلي ننقب عن كلمة ( أدب) فيه لم نجدها تجري على ألسنة الشعراء ، إنما نجد لفظة (آدب) بمعنى الداعي إلى الطعام .
فقد جاء على لسان طرفة بن العبد :
نحن في المشتاة ندعو الجفلى . . . لا ترى الآدب فينا ينتقر .
وليس وراء بيت طرفة أبيات أخرى تدل على أن الكلمة انتقلت في العصر الجاهلي من هذا المعنى (الحسي) إلى معنى آخر ، غير أننا نجدها تستخدم على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم في معنى (تهذيبي خلقي) ، ففي الحديث النبوي : " أدبني ربي فأحسن تأديبي " ..
وربما استخدمت الكلمة في العصر الجاهلي بهذا المعنى الخلقي .. غير أنه لم تصل نصوص تؤيد هذا الظن ..وقد قيل أنها استخدمت في الجاهلية بمعنى (السنة وسيرة الآباء) ..
ولا نمضي في عصر بني أمية حتى نجد الكلمة تدور في المعنى (الخلقي التهذيبي) ، وتضيف إليه معنى ثانياً جديداً ، وهو معنى (تعليمي) . فقد وجدت طائفة من المعلمين تسمى (بالمؤدبين) .. كانوا يعلمون أولاد الخلفاء ما تطمح إليه نفوس آبائهم فيهم من معرفة الثقافة العربية . فقد كانوا يلقنونهم الشعر والخطب وأخبار العرب وأنسابهم وأيامهم في الجاهلية والإسلام . وأتاح هذا الاستخدام الجديد لكلمة (الأدب) أن تصبح مقابلة لكلمة (العلم) الذي كان يطلق حينئذ على الشريعة الإسلامية وما يتصل بها من دراسة الفقه والحديث النبوي وتفسير القرآن الكريم .
وإذا انتقلنا للعصر العباسي وجدنا المعنيين (التهذيبي) و (التعليمي) يتقابلان في استخدام الكلمة ، فقد سمى ابن المقفع رسالتين له تتضمنان ضروباً من الحكم والنصائح الخلقية والسياسية باسم "الأدب الصغير" و "الأدب الكبير" ..وفي القرنين الثاني والثالث للهجرة وما تلاهما من قرون كانت الكلمة تطلق على (معرفة أشعار العرب وأخبارهم) وأخذوا يؤلفون بهذا المعنى كتباً سموها (كتب أدب) مثل كتاب " البيان والتبيين للجاحظ " وهو يجمع ألواناً من الأخبار والأشعار والخطب والنوادر ، مع ملاحظات نقدية وبلاغية كثيرة . ومثله كتاب "الكامل في اللغة والأدب للمبرد" ، وقد وجه اهتمامه إلى اللغة لا إلى البلاغة والنقد كما صنع الجاحظ ، وقدم فيه صوراً من الرسائل النثرية التي ارتقت صناعتها في تلك العصور ..
ولم تقف الكلمة عند هذا المعنى (التعليمي) الخاص بصناعتي النظم والنثر وما يتصل بهما من الملح والنوادر، فقد اتسعت أحياناً لتشمل كل المعارف غير الدينية لترقى بالإنسان من جانبيه الاجتماعي والثقافي ..
ولا نصل إلى ابن خلدون ــ المتوفي سنة 808 هــ ــ حتى نجدها تطلق على جميع المعارف دينية وغير دينية، فهي تشمل (جميع ألوان المعرفة وخاصة علوم البلاغة واللغة)، ومن ثم قال : ( الأدب هو حفظ أشعار العرب وأخبارهم والأخذ من كل علم بطرف) .
ومنذ القرن الثالث للهجرة نجد الكلمة تدل ــ فيما تدل عليه ــ على السنن التي ينبغي أن تراعى عند طبقة خاصة من الناس .. وألفت بهذا المعنى كتب كثيرة مثل (أدب الكاتب) لابن قتيبة و ( أدب النديم) لكشاجم، وتوالت كتب مختلفة في أدب القاضي وأدب الوزير وأخرى في أدب الحديث وأدب الطعام وأدب المعاشرة وأدب السفر إلى غير ذلك .. على أن أكثر ما كانت تدل عليه (مقطعات الأشعار و طرائف الأخبار) ..
وأخذت الكلمة منذ أواسط القرن الماضي تدل على معنيين :
معنى عــام : يقابل كلمة Litterature الفرنسية التي يطلقها الفرنسيون على كل ما يكتب في اللغة مهما يكن موضوعه ومهما يكن أسلوبه ، سواءً أكان علماً أم فلسفة أم أدباً خالصاً ،
( فكل ما ينتجه العقل والشعور يسمى أدبـــاً ) ..
ومعنى خــاص : هو الأدب الخالص الذي لا يراد به إلى مجرد التعبير عن معنى من المعاني ، بل يراد به أيضاً أن يكون جميلاً بحيث يؤثر في عواطف القاريء أو السامع على نحو ما هو معروف في صناعتي الشعر وفنون النثر الأدبية مثل الخطابة والأمثال والقصص والمسرحيات والمقامات ..
..........


مرة أخرى ..

عذرا على الإطالة ..

تقبلوا فائق احترامي ..

وأصدق دعواتي لكم بالصحة والسعادة ..

أختكم : خمـــــائل


[c] [/c]

 

  رد مع اقتباس