عرض مشاركة واحدة
قديم 07 / 02 / 2002, 02 : 08 PM   #2
إشراقة أمل 
عضو شرف

 


+ رقم العضوية » 1074
+ تاريخ التسجيل » 16 / 09 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 617
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

إشراقة أمل غير متواجد حالياً

افتراضي

[c]نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة [/c]

[c] ولما خيّل لي أنني عثرت عليها ، كدت أن أطير من الفرح ، وشرعت أتفحص فيها بدقة ، وانقّب لعلي أرى _ بعينيّ المجردتين _ هذا العالم الكبير الذي تضج فيه الشهوات ، ويكاد أهلها أن يخرجوا من عقولهم بسببها .. [/c]

[c] أخذت أبحث بعناية عن الدول العظمى _ ولا عظيم إلا الله _ ناهيك عن الدول الصغرى ... وأخذت أنقّب عن آبار البترول ... وترسانات الأسلحة المختلفة ...وعن هوليود ومفاسدها ... وعن الطواغيت والفراعنة الصغار ... وعن الظلمة والمتكبرين ... وعن المنتفشين المغرورين ... وعن الجيوش [/c]

[c]الجرّارة في كل مكان وعن الشهوات الهائجة الطاغية ... وصويحباتها من الكاسيات العاريات وعن أصحابها من قاصري العقل ... ومطموسي البصيرة ... الذين يتقّذفون بسببها في النار ... وهم يضحكون ...
[/c]

[c] كما أخذت أنقّب عن الوسط الفني في هذا العالم العريض وعن أولئك النجوم ، الذين أفسدوا دنيا الناس وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ..!! [/c]

[c] وعن .. وعن ..وعن ..وعن أشياء كثيرة لا تزال تبهر أكثر الخلق .. [/c]

[c] وهالني للغاية أنني لم أعثر على شيء من هذا كله ، فلما استيأست ، ونفضت يدي يأساً ... [/c]

[c] سمعت صوتاً مهيباً جليلاً يملأ الفضاء كله ، غير أنه يصل إلى أذني هادئاً ناعما شجياً مؤثراً ، سمعته يقول : [/c]

[c] إنك لن تجد شيئاً مما تبحث عنه ، لأنك تبحث في المكان الخطأ .. !! [/c]

[c] قلت في فزع : [/c]
[c] أليست هذه هي الكرة الأرضية التي ملأها الناس بالشرور والفساد والإفساد ؟ [/c]

[c] قال الصوت بعد لحظة صمت خلتها دهراً : [/c]
[c] كلا ... ثم سكت [/c]

[c] فسارعت أسأل في لهفة : [/c]
[c]بالله عليك ألا أخبرتني عن هذه النقطة التائهة في هذا الكون الفسيح ..؟ [/c] [c] قال الصوت : [/c]
[c]هذه هي المجرة ..! المجرة التي تضيع فيها مجموعتكم الشمسية كلها ، أما أرضك فهي بداخلها عدم في العدم ،ولذا فيستحيل أن تصل إليها بعينيك ، فلا تتعب ، ودع الخلق للخالق ….! [/c]

[c] وارتجف بدني كله بطريقة مثيرة ، ثم سألت : [/c]
[c] فما هذه النقاط المتناثرة في كل مكان ؟ [/c]

[c] قال الصوت : [/c]
[c] كلها مجرات أكبر من مجرتكم ، وفي كل مجرة منها ملايين مملينة من النجوم ، وهناك ما لا تراه عينك ،وكل ذلك إنما هو زينة الحياة الدنيــا ، ثم تتوالى سبع سماوات ، كل سماء أكبر من أختها ، بل كل سماء بالنسبة للأخرى كحلقة صغيرة في صحراء مترامية ، والله جل جلاله من وراء ذلك يمسكه ويدبّره ويرعاه ، سبحانه جل في علاه …! [/c]

[c]أحسست أن رأسي الصغير يدور بقوة وفي عنف ، وأنني أكاد أسقط لاسيما وقد قفزت إلى ذاكرتي صورة هذا الإنسان الضعيف العاجز ، الهزيل ، وهو يعصي هذا الإله العظيم الجليل ، ويصر أن يُعرض عن تعاليمه ، ليتعلق بأذيال الشيطان وجنوده .. ! [/c]

[c] .. (( يــا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسوّاك فعدلك .؟!)) [/c]

[c] (( قُتٍل الإنسان ما أكفره ! من أي شيء خلقه ؟ من نطفة خلقه فقدره ، ثم السبيل يسره )) [/c]

[c] وخرجت من صلاتي وأنا أهتز بحالة روحية حتى الذروة ، فلم أملك إلا أن أحمد الله وأشكره وعيناي لا زالتا ممتلئتين بالدموع ، غير أني أحسبها دموع فرح ، ممتزجة بدموع خوف .. ! [/c]

[c] قال الشيخ : : قلت لصاحبي وأنا أحاوره : [/c]

[c]الآن فقـط أحسب أني أدركت معنى قول الحق تبارك وتعالى : [/c]

[c] (( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )) .. [/c]

[c] وقوله عز وجل : (( ولذكر الله أكبر ))
[/c]

[c]فوالله لو أن الإنسان أقبل على صلاته بهذه الكيفية ، وذاق هذه اللذة الروحية ، وانصبت في قلبه هذه المعاني السماوية لأصبحت شهوات الدنيا _ مهما زخرفها الشياطين _ أحقر من أن يكلف نفسه الالتفات إليها ، فضلاً عن الإعجاب بها والتسقّط عند أعتابها ، والركض وراء سرابها..وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم .. [/c]

[c] ثم سكت الشيخ لحظة وحدق في وجوهنا ثم قال : [/c]

[c] ما على الإنسان إلاّ أن يُعرّض نفسه لنفحات الله عز وجل كل حين ، وأن يجاهد نفسه في ذلك ولا ييأس حتى يتيسر له الطريق ، وما ذلك على الله بعزيز .. [/c]

[c] (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )) [/c]

[c] كفى جزاء على الطاعة ، ما الله مورده على قلوب المقبلين عليه من أنوار وأمداد ولذاذات روحية لا يعرفها إلاّ أهلها [/c]

[c] من مقالات ابو عبد الرحمن جزاه الله الفردوس وبارك فيه ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/c]

  رد مع اقتباس