عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 02 / 2002, 38 : 08 PM   #1
ســــــعيد 
ينتظر تأكيد البريد

 


+ رقم العضوية » 2046
+ تاريخ التسجيل » 04 / 02 / 2002

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 50
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

ســــــعيد غير متواجد حالياً

افتراضي قبل أن يفضحك المطر

قصة اعجبتني لما فيها من عظة لكل انسان نقلتها لكم من احد المنتديات بأسم الأخ مشعل البراق الذي تلقاها من كاتب القصة شخصيا .. القاص المبدع أحمد علي النخيفي .. انقلها لكم بمدخلها الذي سطرة في بداية الصفحة الأخ مشعل .. آمل أن تستمتعوا بقراءتها وتنال اعجابكم ..

**************************************************

مدخل......
ماأمر أن نكذب على أنفسنا ونرفض واقع العمر ..نعاند الزمن حين يطوينا النسيان نجيب نداء الحنين الى الماضي فنحتضن صور قديمة ونعيد بدايات أنتهت وأرتسمت ملامحها على وجوهنا وأظهر كفوفنا نهرول خلف القطار فنتوارى عن أعين الناس بين دخانة فنصبغ الاماني بألوان الوهم ليغسلها المطر ....

هناك حيث بذرت زهور الحياة وتنفست أوراقها اطلالة الفجر .يرتدي أفق النظر ثوبة الذهبي المنسوج من أشراقة الشمس .وتخالط الانفاس روائح الفل هناك حيث شموخ بيوت الطين المحاطة بسعف النخل والعريش المرصوص سقفة بجريد شجر المظ والاثل ترك فأسة في وسط حقلة ليقرر الرحيل الى المدينة ........

تتصاعد أنفاسة في اللحظات الاولى حين بدت لة وقف مشدوهاص أمام أضوائها يختلط ويذوب في صخبها أبن العشرين ربيعاً ليبدأ حياة جديدة وبيئة مختلفة عن تلك التي نشأ فيها .بدأ مشوار المدينة موظفاً بسيطاً
في احدى الشركات غاص في عمق العمل عمل ليل نهار أخلص وأجتهد فتترجم ذلك الاخلاص ثقةً في تدرج في مراتب وظيفتة حتى أصبح مديراً لتلك الشركة أخذ يتنقل بحكم عملة بين المدن الكبرى بل الى دول أخرى يعقد الصفقات ويرسم نجاحات الشركة يمضي أشهراً يعود لينتقل الى مكان آخر كانت سنين عمرة تهرول خلسةص دون أن يشعر .ترتسم ملامح الزمن على وجهة وكنجوم الليل يفرق الشيب سواد شاربة صحا متأخراً أسرع في الاستحمام فلدية العديد من المواعيد وبينما كان يعتني بهندامة أمام ألمرآءة وقف للحظة يتأمل بياض شاربة وأدرك أن شياً قد ذهب دون أن يشعر .وصل الى مكتبة وقبل أن يجلس .وقع نظرة على الفاكس المطروح على مكتبة أخذة وجلس على كرسية ليقرأة أو ليقرا أمر تقاعدة وبينما عيناة تحتقن الدمع ينصت لمعزوفات الحزن يستدير بمقعدة الى الخلف ليلقي نظرات الاتهام لتلك الاوراق المبروزة والمعلقة خلفة .وكأنة يقول أيها النجاح لقد سرقت العمر مني .نهض دون أن يأخذ شيئ غادر الكان متوجعاً باحثاً عن ذاتة المفقود مرت علية أيام تكاد تخنقة الوحدة والفراغ الذي لم يعرفة .أحس بجوع العاطفة ماذا بقي من العمر بعد أن وصل الى الستون .ولكن الامل في الحياة لم ينقطع صبغ رأسة ألابيض وذقنة وقصرهما وحسن وجهة فبدى كشاب في الثلاثين من عمرة ملا فظائات نفسة بأماني الصبا عاد الى الحياة من نافذة التغيير خرج في يوم ممطر بللة المطر وأغتسل شعرة فبدت جذورة بيضاء صادفة أحد الاصدقاء حاول أن لا يراة ولكنة أستوقفة من أنت لم أكن لاعرفك ولكن فضحك المطر .أحس بظرورة العودة الى الجذور الى من بقي من الاقرباء الى القرية التي هجرها أربعون عاماً عاد وذكريات طفولتة تزفة الى تلك القرية الراكنة لحضن الجبل عاد وأن لم يصبغ رأسة فالحياة هناك قطعة من الماضي .ما زال الفجر بأطلالتة واليل بسكونة فقط يتخلل ذلك السكون عواء الكلاب وصياح الديكة وصل الى مشارف القرية وقف يتأمل غروب الشمس .فلم تكن قد تغيرت ملامحها كثيراً كل ما هو جديد غرف شعبية متفرقة وبيوت الطين أصبحت مهجورة يسأل المارة أين بيت فلان يجيب أحدهم لقد مات قبل عشرة أعوام وفلان أنة هناك ولكنة أعمى وطاعن في السن أتجة نحو عريشة فوجدة قد أصبح كومة من القش أكلت عيدانة دابة الارض وفي اليوم التالي ذهب الى حقلة ليجدة هو أيضاً عبارعن مجموعة أشجار يابسة متفرقة وترابة يسكنة الجفاف وقف في وسطة يملأ كفة بالتراب ويقول ارحل أيها الجفاف قبل أن يفضحك المطر . عادت الحياة الى بستانة فأصبح مخضراً وبعد أن تعرف على أقربائة زوجوة بأرملة رزق منها بولد .أحس بأنة لن يعيش حتى يبلغ ابنة العشرين ..فكتب لة في مذكراتة ...ولدي أن العمر الذي يمضي لا يعود والجفاف اذا رحل عن أرض فأنة قد يعود ولدي حين نكبر تتغير ملا محنا ...ولكن نبقى من الداخل كيوم ولدنا ....نأمل أن تطول بنا الحياة ....حتى وأن تجاوزنا الستين ....لم نشيب من الداخل لا تنسى جذورك ...وأعلم بأن الارض هي ملاذك وأن هزمتك السنين ....استدار الى الخلف أستلقى على فراشة أغمض عينية ...وتكوم جثة هامدة ....بعد أن أشار تاريخ يومة بلوغة السبعين .......

تحياتي للجميع

  رد مع اقتباس