عرض مشاركة واحدة
قديم 01 / 07 / 2002, 14 : 06 PM   #2
إشراقة أمل 
عضو شرف

 


+ رقم العضوية » 1074
+ تاريخ التسجيل » 16 / 09 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 617
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

إشراقة أمل غير متواجد حالياً

افتراضي

[c]... تفسير سورة البقرة من آية (1- 16) وهي مدنية ...

مــن آيـة { 1 - 5 }

( الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الين يؤمنون بالغيب

ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أنزل إليك وماأنزل من قبلك

وبالآخرة هم يوقنون * أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون )


في قوله تعالى : ( الم )

حروف مقطعة في اوائل السور والاسلم فيها السكوت عن التعرض

لمعناهامع الجزم بأن الله تعالى لم ينزلها عبثا بل لحكمة لا نعلمها ...


وقوله : ( ذلك الكتاب )

أي : هذا الكتاب العظيم الذي هو الكتاب على الحقيقةالمشتمل على ...

مالم تشتمل عليه كتب المتقدمين والمتاخرين من العلم العظيم والحق المبين ...


فـ ( لا ريب فيه )

ولا شك بوجه من الوجوه ونفي الريب عنه يستلزم ضده ...

إذ ضد الريب والشك اليقين المزيل للشك والريب ...

وهذه قاعدة مفيدة أن النفي المقصود به المدح لابد ان يكون متضمنا لضده وهو الكمال ...

لان النفي عدم والعدم المحض لا مدح فيه ...


فلما اشتمل على اليقين وكانت الهداية لا تحصل الا باليقين قال :

( هدى للمتقين )


والهدى : ماتحصل به الهداية من الضلالة والشبه ...

ومابه الهداية الى سلوك الطرق النافعة ...

وقال ( هدى ) وحذف المعمول , فلم يقل هدى للمصلحة الفلانية ولا للشيء الفلاني ...

لإرادة العموم وأنه هدى لجميع مصالح الدارين فهو مرشد للعباد ...

في المسائل الاصولية والفروعيه ومبين للحق من الباطل والصحيح من الضعيف ...

ومبين لهم كيف يسلكون الطرق النافعة لهم في دنياهم واخراهم ...

وقال في موضع آخر : ( هدى للناس )

فعمم وفي هذا الموضع وغير ( هدى للمتقين ) لانه في نفسه هدى لجميع الخالق...

فالاشقياء لم يرفعوا به راسا ولم يقبلوا هدى الله فقامت عليهم به الحجة ولم ينتفعوا به لشقائهم ...

وأما المتقون الذين أتوا بالسبب الاكبر لحصول الهداية وهو التقوى ...

التي حقيقتها : اتخاذ مايقي سخط الله وعذابه بامتثال اوامره واجتناب نواهيه ...

فاهتدوا به وانتفعوا غاية الانتفاع ... قال تعالى :

( ياايها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ) ...

فالمتقون هم المنتفعون بالايات القرآنية والآيات الكونية ...

ولأن الهداية نوعان :

هداية البيان وهداية التوفيق ....

فالمتقون حصلت لهم الهدايتان ...

وغيرهم لم تحصل لهم هداية التوفيق وهداية البيان بدون توفيق للعمل بها ...

ليست هداية حقيقية { تامة } ...


ثم وصف المتقين بالعقائد والاعمال الباطنة والاعمال الظاهرة ...

لتضمن التقوى لذلك فقال :

( الذين يؤمنون بالغيب )


حقيقة الايمان : هو التصديق التام بما اخبرت به الرسل ...

المتضمن لانقياد الجوارح وليس الشأن في الايمان بالاشياء المشاهدة بالحس ...

فانه لا يتميز بها المؤمن من الكافر إنما الشأن في الايمان بالغيب الذي لم نره ولم نشاهده ...

وإنما نؤمن به لخبر الله وخبر رسوله فهذا الايمان الذي يميز به المؤمن من الكافر ...

لانه تصديق مجرد لله ورسوله فالمؤمن يؤمن بكل مااخبر الله به او اخبر به رسوله ...

سواء شاهده او لم يشاهده وسواء فهمه وعقله اولم يهتد اليه عقله وفهمه ...

بخلاف الزنادقة المكذبين للامور الغيبية لان عقولهم القاصرة المقصرة لم تهتد اليها ...

فكذبوا بمالم يحيطوا بعلمه ففسدت عقولهم ومرجت احلامهم ...

وزكت عقول المؤمنين المصدقين المهتدين بهدى الله ...

ويدخل في الايمان بالغيب الايمان بجميع مااخبر الله به من الغيوب الماضية والمستقبلة ...

واحوال الاخرة وحقائق اوصاف الله وكيفيتها ( ومااخبرت به الرسل من ذلك ) ...

فيؤمنون بصفات الله ووجودها ويتيقنونها وان لم يفهموا كيفيتها ...


ثم قال : ( ويقيمون الصلاة )

لم يقل : يفعلون الصلاة او يأتون بالصلاة ...

لانه لا يكفي فيها مجرد الاتيان بصورتها الظاهرة ...

فإقامة الصلاة إقامتها ظاهرا باتمام اركانها وواجباتها وشروطها ...

واقامتها باطنا باقامة روحها وهو حظور القلب فيها وتدبر مايقوله ويفعله منها ...

فهذه الصلاة هي التي قال الله فيها : ( ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) ...

وهي التي يترتب عليها الثواب فلا ثواب للانسان من صلاته الا ماعقل منها ...

ويدخل في الصلاة فرائضها ونوافله ...


ثم قـال : ( وممارزقناهم ينفقون )

يدخل فيه النفقات الواجبة كالزكاة والنفقة على الزوجات والاقارب

والمماليك ونحو ذلك والنفقات المستحبة لجميع طرق الخير ...

ولم يذكر المنفق عليه لكثرة اسبابه وتنوع اهله ولان النفقة من حيث هي قربة الى الله ...


وفي قوله : ( رزقناهم )

اشار الى ان هذه الاموال التي بين ايديكم ليست حاصلة بقوتكم وملككم

وانما هي رزق الله الذي خولكم وانعم به عليكم ...

فكما انعم عليكم وفضلكم على كثير من عباده فاشكروه ...

باخراج بعض ماانعم به عليكم وواسوا اخوانكم المعدمين ...

وكثيرا مايجمع تعالى بين الصلاة والزكاة في القران ...

لان الصلاة متضمنة للاخلاص للمعبود والزكاة والنفقة متضمنه للاحسان على عبيده ...

فعنوان سعادة العبد اخلاصه للمعبود وسعيه في نفع الخلق ...

كما ان عنوان شقاوة العبد عدم هذين الامرين منه فلا اخلاص ولا احسان ...


ثم قـال : ( والذين يؤمنون بما انزل اليك )

وهو القران والسنة ... قال تعالى :

( و انزل الله عليك الكتاب والحكمة ) ...

فالمتقون يؤمنون بجميع ماجاء به الرسل ولا يفرقون بين بعض ماانزل اليه ...

فيؤمنون ببعضه ولا يؤمنون ببعضه إما بجحده او تأويله الى غير مراد الله ورسوله ...

كما يفعل ذلك من يفعله من المبتدعه الذين يؤولون النصوص الدالة على خلاف قولهم ...

بما حاصله عدم التصديق بمعناه وان صدقوا بلفظها فلم يؤمنوا بها ايمانا حقيقيا ...


وقولــه : ( وما أنزل من قبلك )

يشمل الايمان بالكتب السابقة ...

ويتضمن الايمان بالكتب و الايمان بالرسل وبما اشتملت عليه خصوصا التوراة والانجيل والزبور

وهذه خاصية المؤمنين يؤمنون بجميع الكتب السماوية وبجميع الرسل ...

فلا يفرقون بين احد منهم ...


ثم قــال : ( وبالآخرة هم يوقنون )

و " الآخرة " : اسم لما يكون بعد الموت وخصه { بالذكر} بعد العموم

1-لان الايمان باليوم الاخر احد اركان الايمان ...

2-ولأنه أعظم باعث على الرغبة والرهبة والعمل ...

و " اليقين " : هو العلم التام الذي ليس فيه ادنى شك الموجب للعمل ...


( اولئك ) أي الموصوف بتلك الصفات الحميدة ( على هدى من رهم )

أي : على هدى عظيم لان التنكير للتعظيم ...

واي هداية اعظم من تلك الصفات المذكورة المتضمنه للعقيدة الصحيحة والاعمال المستقيمة ...

وهل الهداية " الحقيقية " الا هدايتهم وما سواها " مماخالفها " فهو ضلالة ...

وأتى بـ " على " في هذا الموضع الدالة على الاستعلاء ...

وفي الضلالة يأتي بـ " في " كما في قوله تعالى :

( وإنا أو إياكم لعلى هدى او في ضلال مبين ) ...

لان صاحب الهدى مستعل بالهدى مرتفع به وصاحب الضلال منغمس فيه محتقر ...


ثم قــال تعالى : ( وأولئك هم المفلحون )

والفلاح هو الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب ...

حصر الفلاح فيهم لانه لا سبيل الى الفلاح إلا بسلوك سبيلهم ...

وماعدا تلك السبيل الا سبل الشقاء والهلاك والخسار التي تفضي بصاحبها الى الهلاك ...

فلهذا لما ذكر صفات المؤمنين حقا ذكر صفات الكفار المظهرين لكفرهم المعاندين للرسول ...


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[/c]

  رد مع اقتباس