عرض مشاركة واحدة
قديم 11 / 07 / 2002, 06 : 07 PM   #2
الحارث 
عضو شرف

 


+ رقم العضوية » 783
+ تاريخ التسجيل » 04 / 08 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 752
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

الحارث غير متواجد حالياً

تعقيب

كثف الأخوة الرماية بالبيكا والآر بي جي على الجنود الأمريكان أصابوا منهم عدداً مما اضطر البقية منهم للهروب الى الجهة الأخرى من الجبل حيث وجدوا أنفسهم في كماشة كمين نصبها لهم المجاهدون بقيادة مولوي جواد سيب تحت الجبل ، وعندما فتح المجاهدون نيرانهم على الجنود بكثافة وتركيز كنا نرى قتلى الأمريكان يتساقطووعندما ن من القمة حتى يصلوا تحت أرجلنا ، وقد أبيدوا بكاملهم في هذا الكمين ، كما استشهد في هذه المعركة مولوي جواد سيب ولكن بالقصف فالجنود أجبن من أن يواجهوا النار بالنار فما كان لطرفهم أن يرتد إليهم أثناء المعركة وأفئدتهم هواء.

بقينا طوال خمسة أيام على هذه الشاكلة ، أينما سمعنا إنزالاً طرنا إليه لنصيب منهم ما كتب الله خاصة أننالم نر إلا جنوداً متشبثين بالحياة متمسكين بخيوطها وكأنهم لم يعلموا أنهم قادمون لمعركة وهنا لا أتحدث عن شعور خاص تجاههم بل هو شعور سائد لدى كل من باشرهم بالقتال ، وفي هذا الصدد تحضرني قصة متعلقة بإحدى المعارك التي دارت بيننا وبينهم أحب أن أرويها :

حدث ذلك عندما طلب منا الأخوة في داخل القرية إسنادا خلفيا لفك الحصار عنهم ، فتقدمنا لتنفيذ تلك المهمة وأخذنا معنا ما يتناسب من الأسلحة والقذائف وصعدنا إحدى القمم الصغيرة ، وبعد إعداد القذائف واختيار موقع جيد للآر بي جي أخبرت الأخوة أننا جاهزون ، وبدأنا الرماية في وقت واحد حيث فوجأ العدو بذلك فطلبوا مباشرة دعم الطائرات لهم وما هو إلا وقت وجيز حتى أتت الطائرات وبدأت القصف والذي كان عشوائيا وكثيفاً حيث أصيب بسببه عدد من الجنود الأمريكان ، وقد اضطرتنا كثافة النيران للانسحاب المستعجل والسريع ، وبعد مغادرتي للموقع بأكثر من 100 -150 متراً تذكرت أنني نسيت غرضاً لي مهماً فقررت الرجوع مع الحاح الأخوة الذين معي بأن المكان صار خطراًَ ، وبعد أخذ ورد رأيت لزوم الرجوع ومنعت أي أخ من الذهاب معي خاصة وأن الغرض كان شخصياً ، وبعد اتخاذ اجراءات الأمان لسلاح الكلاكوف وضعته على عاتقي وراء ظهري ثم رجعت إلى مكان الكمين وما إن وصلت إلى ذلك الموضع حتى فوجئت بثلاثة من الأمريكان بيني وبينهم قرابة 70 متراً ، وشخصت ببصري تجاههم وتعطلت جوارحي أنتظر رصاصهم خاصة أن سلاحي يصعب التعامل معه لبعده عن يدي ، وما هي إلا لحظات وإذا بهم لا يتحركون من شدة الخوف الذي أصابهم ، فأسرعت بأخذ سلاحي ونزعه من عنقي وقمت بسحب الأقسام وأطلقت النار على ثلاثتهم فأرديتهم قتلى والحمد لله ، وما رمى عليّ منهم أحد مع أني كنت معهم وجها لوجه فسبحان من شل أركانهم وعطل جوراحهم وقذف في قلوبهم الرعب ، والعجيب أنه عندما التحق بي الأخوة خرجت مجموعات من الجنود الأمريكان كانوا مختبئين وراء الصخور فولوا الأدبار هاربين لا يلوون على شئ مع أن سلاحهم أكثر من سلاحنا وعدتهم أشد تطورا من عدتنا وأعدادهم تفوق عددنا [فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين] والحمد لله وحده ..

والأحداث والوقائع التي تحكي جبن قوات التحالف كثيرة ومتنوعة ، فقد حدث مرة أن الأخوة كانوا متجهين لتجهيز أحد الكمائن ، وكان هذا بعد أحداث شاي كوت وذلك قرابة السابعة صباحاً ففوجئوا بست سيارات لقوات التحالف تتحرك في المنطقة قال الأخوة الأفغان بعد ذلك إنها تابعة للقوات البريطانية وكانت قريبة من الحدود الباكستانية الأفغانية لعمل كمائن المجاهدين ولاتخاذ بعض القواعد الثابتة لهم ، ويبدوا أنهم كانوا نائمين داخل السيارات فانسحب الأخوة عنهم الى مكان قريب محصن بالجبال ثم تشاوروا في الأمر وهل يقاتلون الموجودين في السيارات ونظراً لأن عدد المجاهدين كان قليلاً لما يتطلبه طبيعة المهمة التي يقومون بها في المنطقة ، فطلبوا مددا من مراكزهم الخلفية وبعد قرابة الساعة جاءت الأمدادات وشن الأخوة هجوماً عاماً وكاسحا على جميع السيارات .

ولأن الأخوة لم يجدوا أبدا مقاومة تذكر فإن بعضهم شك هل يوجد أحد من الجنود في تلك السيارات أم لا ، ولكن حتما السيارات ليست لوحدها ولم تكن فارغة.

هذا ما شهدناه وعشناه طوال مدة قتالنا واشتباكنا مع الأمريكان وأبداً لم يكن لهم شند وقوة يتكأون عليها في مواجهاتهم معنا سوى الطائرات ، خاصة وأنهم كسروا ساتر الليل فجعلونا في حالة تخف شديد نحترز كثيرا من القصف الجوي الشديد والمركز ، حيث لم يكن لدينا من الأسلحة الدفاعية المتطورة التي تستطيع أن تتعامل مع الطيران غير أننا وبفضل الله تعالى أدركنا أن بعض الأسلحة مع بساطتها وقدمها إلا أنها مجدية إلى حد كبير في التعامل مع الطائرات ولعل صولتها ستكون في المعارك القادمة بإذن الله تعالى .

جلست مع المولوي سيف الرحمن منصور ومع قارئ محمد طاهر جان نتدارس الوضع بعد أسبوع من بداية القتال واشتداد الأمر على المجاهدين فقرر الأخوة سحب المجاهدين من القرية الى الخطوط الخلفية والبدء في سحب الجرحى خارج المنطقة ، وطلب مني عمل التفاف على المركز الخلفي للأمريكان "مركز درويش" والذين كنا نسميه مركز "أبو هريرة" فقمت بتجهيز أخوة لهذا الأمر وإعداد ما يلزم ثم تحركنا من الخطوط الخلفية وبعض الأمكان الأخرى ، وبعد سير يوم كامل تقريبا وصلنا الى القمم التي تحيط بمركز درويش وعندما نظرت الى قلة وجود الأمريكان في المركز طلبت من الأخوة الاختباء وانتظار رجوع القوات الأمريكية الى المركز حتى نننقض على صيد ثمين ، وفي أثناء تفهيم الأخ المترجم حتى يوصل الكلام لبقية المجاهدين إذا بصيحات التكبير حيث تعجل بعض المجاهدين الأفغان وتقدموا للاقتحام مسرعين فلم نجد بُداً من الإسراع بالنزول لاستدراك الأمر فمررنا بجنديين فقتلناهما وكان المركز مليئا بالغرف ولم نجد بها إلا المتاع والعتاد إلا في غرفة كبيرة وجدنا قرابة 16 جندياً فطلبت من الأخوة حراستهم حتى نجرهم أسرى ونكمل تفتيش باقي المكان غير أن الهيلوكبتر عاجلتنا مما اضطرنا رش الغرفة التي كان فيها الأسرى وقتل كل من فيها والإسراع بالانسحاب من المكان وقد قتل أربعة من الأخوة أثناء الانسحاب بعد أن ادركهم الطيران .

ثم بعد كل هذا قرر الأخوة الانسحاب العام والشامل والتوزع في عدة أماكن آمنة لعدم استطاعة مواصلة القتال الجبهوي الذي بدأ في شاي كوت ومع توزع الأخوة كل ذهب الى اتجاه .

تحركت مع 10 من الأخوة العرب ولأجل تجاوز القوات المحاصرة للمكان وكذلك المسارات الجوية الثابتة للعدو اضطررنا للمسير ثلاثة أيام بلياليها في ظروف كانت جدُّ قاسية لم يكن معنا من الأكل إلا كيس من الشاي الأخضر وأبريق لتسخين الثلج .

وبعد هذه الطريق الطويلة من مكافحة البرد والثلج والسير فوق القمم وفي الأودية نزلنا على إحدى القرى التي استقبلتنا استقبالا عظيما حتى أنها أذهبت عنا كل ما وجدناه من معاناة ورهق .. والحمد لله .

نحن الآن نحسب أننا أقوى حالا مما كانا عليه ودخلنا مرحلة جديدة في قتال العصابات الاستنزافية وقد عرفنا الأمريكان وعرفونا ورأيناهم ورؤنا وإلى إخواننا المجاهدين خاصة من عرفناهم وكانوا معنا أبشروا فالخير قادم ويا قوات التحالف والعمالة لمثل ملاحم شاي كوت استعدوا ليس ثمة إلا اثنان إما النصر والتمكين أو الشهادة والجنان ، وإن كان - والعياذ بالله - الأسر فقد سبقنا إليه خيار كرام .

نقلاً عن موقع الإمارة الإسلامية ...


صبراً يا أقصى لن أنساك ...
ميعاد العزة في مسراك ...

 

  رد مع اقتباس