مراحب جميعاااا

أحببت الحياة فلم أجد من أحب.
أحببت التفاؤل فلم أجد الأمل..
رغبت الحياة فلم أرى شيئاً فيها أحبه..
وحدقت بالصدق فلم أجد من يصدق.. شعرت بالأمان فلم أجد من أرتاح له.. أحببت السهر فإذا النوم يقلقني..
أردت الليل فإذا النهار قد ظهر.. انتظرت اللقاء فإذا الفراق قد أتى.. أحببت الراحة فلم أجد من أستريح له.
. جلست أنتظر فلم يأت أحد.. أعطيت بسمة فلم أجد من يردها.. تمنيت الموت فأرادت الأقدار لي الحياة.....

........... علمتني الحياة أن أحنو على الغيمة لأنها تنتظر.
وعلى القمر لأنه ’مهمل. وعلى الوردة لأنها تتألم .
وعلى الشجرة لأن كل الأشجار وحيدة.

علمتني الحياة أن الدموع أعمق من الكلمات
وأن الحضور رحيل دائم وأن الضوء بلا قلب و أن الظلام
هي أجساد العتمة التي فيها وحدها تنبض أحلامنا وتتلاشى.
علمتني الحياة أن البيوت ملاذات خيالية
وأن الحرية في الخارج وأن النوم مأهول بالوجوه الكاذبة ومثله اليقظة وأن السعادة طيف هارب لا يعرف سوى السير باتجاه المغيب.
علمتني الحياة أن العصافير تبكي
أول المساء وأن النافذة خدعة يصدقها الجميع وأن الغياب وهم نضعه لنبرر تعاستنا وأن الأمل منفى والشوق منفى ولا مفر من الوجع حين يسقط القناع.
علمتني الحياة وحشة الأرض وصقيع الجدران وضجر الطريق وتعب الصباح. علمتني أن أخاف أن أختنق.
أن أغادر. أن لا أترك أثراً. وعلمتني أن أقرع الباب وأهرب.....
أبعد مما أرى, أبعد مما أستطيع, حتى أضيع.
علمتني الحياة أن أصمت لأؤنس أوراقي البيضاء,
أن أحول الكلام مطراً وعناقاً. وأن أحب العالم,
رغم كل ما سبق, لكي أنسى أن خلف الباب كآبة مخيفة
تنتظرني منذ الأزل....