عرض مشاركة واحدة
قديم 02 / 08 / 2003, 16 : 10 AM   #1
عاشقة الليل 
وئامي مميز

 


+ رقم العضوية » 6777
+ تاريخ التسجيل » 31 / 05 / 2003

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 348
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

عاشقة الليل غير متواجد حالياً

افتراضي الممحاة التي تمحي الماضي..

تدب على أديم هذه الأرض عمراً وأنت تعتقد أن والديك ، أحدهما أو كلاهما لم يمنحانك ما أردته أو احتجت اليه من الحب والحنان والمتطلبات المادية وغير المادية عندما كنت طفلاً وربما بعدما شببت على الطوق ، وأحياناً حتى بعد أن جاوزت بدايات العمر الأولى ، وتشعر جراء ذلك أنك لا يمكن أن تسامحهم على ما تعتقده تقصيرهم تجاه مطالبك ..

وينتابك غير قليل من الألم في بعض الأحيان عندما تتذكر الاهانات التي حصلت لك جراء التعامل مع حبيب أو صديق أو قريب أو زميل أو معلم أو رئيس أو مرؤوس ، وتنشغل دواخلك طويلاً بحوارات داخلية لها اول وليس لها آخر تدافع خلالها عن نفسك ، وتلقي بالتهم والأحكام الحقة والجزافية ضد أولئك الآخرين ادانة لهم على ما تعتقد أنهم اقترفوه في حقك من أخطاء وآثام وما تسببوا فيه لك من آلام ، عندما تتذكر الاهانات الجسدية والنفسية التي منيت بها من أشخاص كانوا يعتقدون في الأغلب الأعم أن دافعهم لفعلها حب الخير والنصح لك ، وتبقى في نفسك علائم محفورة خلفتها تلك الاهانات وتحسب نها غدت كالوشم يستحيل محوه ..

وتشعر بألم شديد عندما يطيف بك طائف أشياء قام بها آخرون ممن تعرف وسببت لك آلام وجلروح وأتعاب تعتقد انهم لن يستطيعوا مهما بذلوا من جهود ارضاءك ولا مد جسور علاقات أفضل عبر شريانات قلبك ..

وبسبب نشوة الحماس الزائد والطموح الجامح قد يبدر من أحدهم من التصرفات ما يؤذي مشاعر زميل عمل أو جار منزل أو صديق أو حبيب فيخبو حب ذلك الشخص ويحل محل الحب مشاعر الاستياء والكره الذي لا تصدق قدرتك على محوه ذات يوم ..

وتستاء دواخل الوالد المحب لولده والحالم له بمستقبل مشرق عندما لا يعبأ هذا الولد بنصح أبيه ولا بحكمته ولا بتوجيهاته وارشاداته ، بل يضرب بها عرض الحائط وبكل صلف وغرور واتعاب للقلب يجري خلف صديق ينقصه الرأي السديد والحكمة الموفقة ولا يروم الخير له ..

وتستاء الأم الرؤوم من احجام ابنتها عن اعلان بروق الحب عليها ، لا لشئ الا لأنها تعيب عليها كثرة النوم والتقزز من عمل المطبخ والضجرمن تعليم أخواتها بالأسلوب الذي ترتأيه تلك الأم ، وينجم عن هذه العلاقة غير قليل من الغضب لدرجةاعلان البنت صراحة وعلى رؤوس الأشهاد وفي كل مناسبة تجمعها بالقاصي والداني عدم حب أمها ..

وتستاء ابنة أخرى من انشغال أباها عنها لهثاً وراء تأمين لقمة عيش رغدة لها ولأخواتها واخوتها واشباعاً لملذاته ورغباته وشغلاً لاهتماماته الخاصة وتقديم كل ذلكعلى حاجاتها النفسية والعاطفية لقربه وحبه والاستفادة من خبراته وتجاربه وتوجيهاته في فترة حرجة من عمرها ، وينجم عن هذا الاستياء تمني الابنة لو كان لها أبا آخر يهتم بحضورها ويحتفي بمشاعرها ويحتضن أفراحها ويلملم جراحات قلبها ويثري روحهاووجدانها الشفيف بكلمه الطيب ويصقل تجربتها الانسانية بخبرته وحنكته ودربته في تنفيذ الأشياء ..

وتستمر الأنفس في تشاحن وخصام وعدم توافق بين الأخ وأخيه او الأخت واختها أو أخيها بسبب رغبة أحدهم في الاستئثار بحصة وافرة ليست له من ارث أو شراكة أو ما شابه ذلك ، وتصل الأمور بهم الى حد القطيعة لأشهر أو سنوات ، وقد يموت أحدهم دون التمكن من تصفية النفوس والقلوب وارجاع المياه الى مجاريها الطبيعية كما يقال ليخلف ذلك حسرة لا تنتهي وندامة لا تنقطع ـ تستأثر كثيرا بقلب من له قلب من الأحياء أو ألقى السمع وهو شهيد ..

وتغضب الزوجة حد الوجع من قيام زوجها بالزواج عليها بعد أن بذلت الغالي والنفيس خلال الأيام الصعبة والبدايات الممهورة بقلة الامكانات المادية وضعف الموارد والفاقة وقلة ذات اليد ، في الوقت الذي كانت تحسب أنه قد آن الأوان للاستمتاع معه بقطف ثمرة الصبر ، ثم ينطوي قلبها على لوم لا مثيل له لصدقها في الأيام الخوالي وعلى وعد غير مقطوع بان لا تنسى الاساءة وأن لا يكف الجرح ، جرح قلبها عن النزف مهما بذل الحبيب من بوادر الندم محاولة منه لالاح الخطأ الذي لا يغتفر ..

أشياء ، وأمور ، وأحداث ، من هذا القبيل ، وأفعال سيئة يقوم بها الأقارب أو الغرباء في حق الانسان ويحسب أنها لا يمكن أن تنسى ولا تغتفر وأنها غير قابلة للتسامح بسبب ما أحدثته من جروح وما خلفته من آلام واشقاء للنفس ..

لكن في طريق البحث الدؤوب عن السعادة المنشودة يتساءل الانسان عن الاكسير الذي يبطل مفعول هذه المنغصات ويمحوها محواً ، ما هو ؟!! .. ثم يجده في كلمة واحدة قوامها سبعة أحرف هي " أ ل ت س ا م ح " ..

فلنجعله الصوت الذي يشغل دواخلنا ، ولنجعله قوام وجودنا ، ولنعلن بروقه الأخاذة على من أخطأوا في حقنا حتى يتسنى نسيان الماضي بكل احباطاته وآلامه وجراحلته ..

لنحارب الأنا والخوف اللذين يسكنانا ويعطلان هذه الأداة الفاعلة عن القيام بدورها لاسعادنا ، ولنكف عن مقاومة الحب والتسامح ، ولنبذلهما بغير شروط ، ولنجعل معاونة بعضنا البعض على محو الأفكار السيئة من أولى أولوياتنا ، وليكن ذلك من خلال توظيف القدرات الهائلة التي تنطوي عليها منظومة الحب والتسامح ، التي بامكانها جلب المرح للانسان بدل الحزن ، والسلام بدلاً عن القلق والغضب ، والسعادة بدل الشقاء ، والاحساس بالحرية الشخصية الحقيقية والتفاؤل والأمل والتحرر من الماضي المؤلم والعيش في الحاضر الزاهر الجميل بكل جوارحنا .. حتى يتيح لنا كل ذلك فرصة التوقف عن استحضار الغضب واللوم ، وحتى تخمد معاركنا الداخلية التي لا تتوقف مع أنفسنا ، وحتى نتعرف على حقيقة أنفسنا وعلى ما يساعدنا على ممارسة الحب الحقيقي غير المشروط ، وبهذا نغير من الطريقة التي نرى من خلالها العالم والناس ..

ولنحافظ من خلال ذلك على أجسادنا من أن تصاب بقرحة المعدة أو ضغط الدم أو السرطان ، وعلى انفسنا وقلوبنا وعقولنا وأرواحنا من أن يصيبها الخوف والتوتر والقلق ولهم والحزن والاكتئاب ..

لنتخيل الوئام والسلام اللذان يمكن أن يعما كوكبنا الجميل هذا ان نحن سامحنا الآخرين وكففنا عن لومهم واصدار الأحكام عليهم والشكوى منهم ..

فهل نفعل ؟
-------------------------------------
منقول
-------------------------------------
أختكم في الله عاشقـــــــة الليـــــــــل...

  رد مع اقتباس