[B]الحلقة الاولى
[SIZE=4]
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سوف أورد لكم قصتنا مع اليهود وصرع الحق والباطل على هيئة حلقات وهي ستين حلقة في نفس هذه الصفحة وأتحدى من يقراء هذه القصة أن لايشعر بشعور الدهشة والإستمتاع فقرءو القصة إن أعجبتكم أكملوا وإن لم تعجبكم فأنتم أحرار.
كثيرا ما سألت نفسي لماذا تكرر ذكر بني اسرائيل في القرآن مرات كثيرة ؟
و ظل هذا السؤال يلح علي كثيرا دون ان اجد له جوابا شافيا حتى ظهر لي شيئا فشيئا ان بني اسرائيل منذ ان جاءوا الى الدنيا اصبحوا في بؤرة احداث التاريخ البشري و اصبحت قصتهم جزء اساسي من العمود الفقري لقصة الانسانية ( لا ابالغ في ذلك ) .
فعندما خلق الله ادم خلقه و هو يعلم ان له و لابنائه من بعده قصة على هذه الارض . قصة صنعها الله بنفسه و أحكم فصولها . قصة بدأت مع خلق آدم و لن تنتهي الا بقيام الساعة .
فأحداث التاريخ البشري ليست عشوائية متناثرة . و انما هي قصة أحكم مجرى احداثها الحكيم العليم
قصة الصراع بين الحق و الباطل .
ان قصتنا مع اليهود ليست قصة عشرات او مئات السنين انما هي قصة آلاف السنين . هي قصة قديمة و هي حلقة مهمة و حاسمة من قصة بني آدم على الارض .
يسوق فيها اليهود كل امم الارض تحت لواء الباطل لينقضوا علينا و ليطفئوا نور الله الذي اكرمنا الله به . فنور الله و لواء الحق لا تحمله امة في الارض اليوم غيرنا .
و لكن القضية ليست قضيتنا فقط . انما هي قبل ذلك قضية رب السموات و الارض صاحب هذا الدين و منزل النور و الهدى الذي ارتضاه لعباده . ربنا الذي يأبى الا ان يظهر دينه على الدين كله و لو كره الكافرون .
فلنبدأ القصة من البداية . فارجع معي أربعة آلاف من السنين اي في القرن العشرين قبل الميلاد حيث مدينة أور البابلية شرق الفرات التي نشأ فيها ابو الانبياء ابراهيم عليه السلام .
و انت تعرف قصته مع ابيه و قومه ثم هجرته غربا الى بلاد الشام مع زوجته سارة التي كانت عاقرا ثم وصل به الترحال الى مصر حيث رجع منها بهاجر الجارية المصرية التي انجب منها ولده البكر اسماعيل . ثم بشرته الملائكة بولده الثاني اسحق و من ورائه يعقوب ( اسرائيل ) من زوجته سارة .
ثم استجابة لامر الله سافر ابراهيم بهاجر و ابنها جنوبا و اسكنهما بواد غير ذي زرع عند بيت الله المحرم . و تركهما و انصرف عائدا الى الشام حيث يسكن مع زوجته سارة و ابنها اسحق .
و كرم الله ابراهيم و جعله اماما للناس و حصر النبوة من بعده في ذريته استجابة لدعائه .
بذلك اقتضت حكمة الله ان يخرج من صلب ابراهيم فرعين :
اسماعيل و ذريته بمكة و قبلتهم بيت الله الحرام .
و الفرع الثاني اسحق ثم يعقوب ثم بنيه " بني اساثيل " و هم اثنا عشر سبطا و يقيمون بارض الشام و قبلتهم المسجد الاقصى .
و اقتضت حكمته تعالى ألا يخرج من صلب اسماعيل انبياء لقرون طويلة و تظل النبوة و الكتاب في بني اسرائيل طوال هذه القرون يحملون امانة وحي الله و تبيينه للناس و هدايتهم .
وقد استقدمهم سيدنا يوسف الى مصر في عهد الهكسوس و عاشوا مكرمين فيها حينا من الدهر و تناسلوا و تكاثروا حتى اذا خرج الهكسوس من مصر في حوالي القرن السادس عشر قبل الميلاد تغيرت احوالهم و اضطهدهم ملوك الفراعنة المصريين بسبب علاقتهم المتميزة بالهكسوس . حتى اذا جاء فرعون ( يرجح البعض انه هو رمسيس الثاني – ويرجح آخرون انه منفتاح او تحتمس الثالث) و حدثت قصته المعروفة مع موسى عليه السلام . ثم خرج بهم موسى متوجها الى الارض المقدسة ( القدس ) بعد غرق فرعون و جنوده .
الى هنا انتهى الفصل الاول من القصة عرضته عليك باختصار لانك تعلم معظم احداثه . فالقصة طويلة و ان شاء الله ستجدفيها الكثير من الاحداث التي لم تسمع بها من قبل فلا تستعجل و انتظرني في اللقاء القادم ان شاء الله فالقصة مليئة بالاحداث المثيرة التي ستزيد فهمك عمقا و لادراكك شمولا .
و الى اللقاء في الفصل الثاني من القصة باذن الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحلقة الثانية
قبل بداية الحلقة الثانية اريد ان اوضح لك فكرة لابد ان تكون واضحة تماما في عقلك :
ان قضية اليهود ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده و ليست قضية العرب فقط و ليست ايضا قضية المسلمين كلهم فقط و انما هي قضية الجنس البشري كله و كل انسان في العالم معني بها بشكل مباشر مهما كان يسكن في اقصى اطراف العالم .
وذلك ببساطة لان خطط اليهود لا تستهدف فلسطين وحدها ولا حتى من النيل للفرات كما يزعمون و انما اليهود يستهدفون العالم بكامله لا يستثنون قرية واحدة و لا جزيرة نائية . و لابد ان تعلم ايضا ان الشعوب التي تساند اليهود لن تشفع لها مواقفها عندهم بل هم اول من ستسعر بهم نار الانتقام اليهودي .
و اعلم اخي اني اسرد عليك قصتهم سردا تاريخيا لاننا لن نعرف الحاضر الا اذا عرفنا الماضي و لم اجد طريقة توضح لك نفسياتهم و لا عقلياتهم و لا اهدافهم الا من خلال قصتهم التاريخية لان مخططاتهم لم تتكون في لحظة و انما تكونت خلال قرون طويلة فكان يجب ان نتتبع عملية نشأتها و بلورتها عبر مراحلها التاريخية لكي نفهمها جيدا فاصبر معي قليلا و ستجد بغيتك قريبا باذن الله .
اريدك ان تستنبط اخلاق بني اسائيل و طبائعهم من القصص القرآني عنهم و لن احدثك عن ذلك كثيرا لانك تعلمها و تستطيع ان تتبع ذلك بنفسك تأمل مثلا سؤالهم لموسى ان يجعل لهم صنما يعبدوه بعد ان رأو بأعينهم كيف نجاهم الله و اغرق فرعون و جنوده ثم تأمل بعد ذلك عبادتهم للعجل ثم قولهم لموسى " لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة " و غير ذلك الكثير .
ثم جاءهم أمر الله ان يدخلوا الارض المقدسة التى كتب الله لهم ( القدس) و التي خرجوا من مصر أصلا من اجل ان يدخلوها ليقيموا دولة الرب فيها و يحكمون فيها بشريعة الله لتكون نورا و هدى يقودون من خلالها شعوب الارض و يخرجوها من ظلمات الوثنية الى عبادة الله الواحد .
الا ان ردهم كان مخيبا للآمال فيهم فكان ردهم على موسى كما تعلم " اذهب انت و ربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون " .
فكان عقابهم ان حرمها الله عليهم اربعين سنة يتيهون في ارض سيناء . حتى مات موسى عليه السلام بدون ان يحقق بهم وعد الله لهم باقامة دولته في القدس .
و مرت السنين بعد وفاة موسى و تقدم الملأ منهم بطلب الى نبي لهم ( قيل هو الفتى الذي سافر مع موسى الى الخضر – و قيل هو يوشع بن نون ولد يوسف – و قيل غير ذلك) .
ان يبعث لهم ملكا يقاتلون خلفه في سبيل الله . و القصة مذكورة في سورة البقرة ( الآيات 246 : 251 )
فبعد احداث القصة من رفضهم لملك طالوت ثم نزول التابوت ثم ابتلائهم بالنهر ثم اخيرا برز طالوت و القلة المؤمنة معه لجالوت و جنوده فهزموهم بإذن الله و برز رجل من جيش بني اسرائيل قاتل ببسالة حتى انه قتل جالوت و هذا الرجل هو داود عليه السلام و قد تزوج ابنة طالوت في بعض الروايات ثم انتقل اليه الملك بعد وفاة طالوت و آتاه الله النبوة و الحكمة و اسس اول دولة لبني اسرائيل في القدس و ما حولها و كانت دولة صغيرة كما يذكر بعض المؤرخين فلم تتجاوز مائة و عشرين ميلا في الطول و ستين ميلا في العرض .
و حكمها داود بكتاب الله من التوراة و الزبور .
ثم ورث سليمان اباه داود في حكم هذه الدولة و في عهده ازدهرت التجارة و الصناعة و اعمال البناء و كان اهم و اشهر بناء اقامه هو المسجد الاقصى الذي يعرف عند اليهود اليوم باسم هيكل سليمان و قد استعان في بنائه بمهندس من صور يدعى حيرام و قيل هو ملك صور .
و كان هذا المسجد (الهيكل) هو قبلة اليهود ومن بعدهم النصارى و مازال موقعه هو قبلتهم حتى اليوم .[/B][SIZE=4][/SIZE]
منقول[/SIZE]