الموضوع: أنّـات أسير..
عرض مشاركة واحدة
قديم 07 / 06 / 2006, 58 : 08 AM   #1
hedaya 
وئامي مبدع

 


+ رقم العضوية » 7018
+ تاريخ التسجيل » 16 / 06 / 2003

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 427
+ معَدل التقييمْ » 496
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

hedaya غير متواجد حالياً

افتراضي أنّـات أسير..





أنّـات أسير..




في ذاك اليوم كنت مسهبًا أجول بخاطري وأقلّب بعقلي صورة المدن التي مررت بها أثناء رحلتي إلى مدينتي.

لم يكن ليوقظني من نشوة التفكير تلك إلا صوت أنين كاد أن يختلج صدري من الألم والمرارة التي ينبئ عنها ذاك الصوت, أتراه أنين جريح تتعالى أصوات أوجاعه بين قمم الجبال لتلاقي أصداؤها قلوب الأحرار وتحرك فيها بعض الشهامة, أم تراه صوت طفل فقد أهله وبات وحيدا في هذه الدنيا لا يدرك ما ينتظره من قرصات الزمن الموجعة, أم تراه أنين عذراء دُنّس شرفها تستصرخ وامعتصماه فلا تسمع إلا صدى صوتها يواسيها في ألمها ومصابها..


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


تمنّيت في تلك اللحظة لو أتسلق أعمدة الزمان أو أقطع مسافات البعد لأطل بناظري على صاحب ذاك الصوت فأخفف عنه بعض ألمه وأوجاعه.. ولكن سحقًا لذاك السور اللعين الذي يطبق على تلك الناحية كما لو كان أفعىً تلفّ فريستها فلا تسمح حتى للشمس أن تداعب أشعتها صاحب الصوت فتحيل آلامه آمال, بل إنه يمنع نسمات الهواء أن تتراقص حوله لتؤنس وحدته.. تبًا لذاك السور سور الظلم والعدوان.. السور الذي طوقوا به مدينة القدس.. مدينة الطهر والإيمان.. تلك المدينة التي تحتضن جبالها بقعة من أطهر بقاع الأرض بل هي أرض الأنبياء والرسل.. ومالكة قلوب أعظم قادة التاريخ.. إنها تحتضن المسجد الأقصى المبارك..

المسجد الأقصى الذي يلاقي أسوأ وأشرس أساليب الهتك والتنكيل منذ احتلاله في السابع من يوليو عام 1967 ولم يجد من يقتلعه من بين مخالب الكفر والطغيان أو يزيل عنه ما خيّم عليه من الظلم والاحتلال.

المسجد الأقصى الذي لو بتّ أسرد مضمون اسمه لما كفاني عمري لذلك.. مسرى الرسول وقبلة الأنبياء من قبل.. الأرض التي بارك الله حولها.. إن تاريخ أمة الإسلام محفور في كل حجر من حجارته.. الصلاة فيه مضاعفة الأجر وهو ثالث مسجدٍ تشد إليه الرحال..


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


المسجد الأقصى جزء من عقيدة كل مسلم..كل حبة من ثراه وكل زيتونة فيه توحي بقدسيته وطهارته.. بل ران على قلوب من سَلوه وظنوا أن أمرهم خير ومسجدهم تدوسه أقدام أنجاس البشر يعيثون فيه الفساد ويمنعون عنه أحبائه وعشاق ترابه الطاهر..

أما آن لهذه الأمة أن تفيق من سباتها وتنقذ مسجدها.. أما سُمع الأنين يا أمة الإسلام.. أو يطيب العيش والمسرى ينادي المسلمين؟؟؟!!!!



hedaya



  رد مع اقتباس