عرض مشاركة واحدة
قديم 17 / 07 / 2007, 02 : 06 AM   #2
wafei 
مدير عام المنتديات

 


+ رقم العضوية » 1
+ تاريخ التسجيل » 16 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 37,682
+ معَدل التقييمْ » 10199
شكراً: 265
تم شكره 102 مرة في 99 مشاركة

wafei غير متواجد حالياً

افتراضي

وفي مثل هذه الشبكة، اي "شبكة السيمانتك"، فان نوفا سبيفاك على سبيل المثال ليس مجرد اسم من الاسماء التي ترد على صفحات الشبكة عندما تبحث عنه عن طريق "غوغل"، بل هو موضوع كامل باوصاف كاملة محددة مثل تاريخ الميلاد، واللقب الذي يحمله في العمل الذي يمارسه، وعنوان منزله وهواياته المحددة، وهو قبل كل شيء وبالتحديد حفيد المفكر الاداري الاسطوري بيتر دركر.

والاشخاص على "شبكة السيمانتك" لهم اتصالات واضحة بالأمكنة التي يعملون فيها، والناس الذين لهم علاقات معهم، واصدقائهم، وجداول اعمالهم (أجنداتهم)، وهواياتهم والاشياء التي يفضلونها. والقدرة على وصل هذه جميعها وخصائصها باساليب مكشوفة وغير مكشوفة، هو ما يعطي "شبكة السيمانتك" قوتها.

وللمزيد من الشرح والايضاح لنأخذ هذا السيناريو بالاعتبار: لنفترض انك ترغب في هذه الايام في ترتيب مأدبة عشاء في احد المؤتمرات، لتلجأ الى اختيار المدعوين بواسطة البريد الالكتروني لمعرفة من هم الذين سيحضرون، ومن هم الذين سيتخلفون، ثم تقوم بمراسلتهم مقترحا المكان والتاريخ لتتفقوا بعدها على الموعد والمكان وعدد الحضور قبل حجز المكان. اي ان الامر يتطلب مراسلات واتصالات عديدة بين الافراد جميعهم.

لكن في "شبكة السيمانتك" فان عميل البرنامج "يدرك" من تلقاء ذاته ما تنطوي عليه عادة عملية ترتيب مثل هذا العشاء الجماعي، فبدلا من ارسال مجموعة كبيرة من الرسائل الالكترونية وتلقي ردودها، فان بمقدور عميل البرنامج من تلقاء ذاته تحضير لائحة بالمدعوين المناسبين. وقد ينظر ايضا في دفتر العناوين ليرى من هم من اصدقائك يعيش في المدينة التي يقام فيها المؤتمر. وحال الموافقة من قبلك على القائمة المحتملة للمدعوين يقوم عميل البرنامج بالتفاوض مع الجميع في ما يتعلق بموعد الحفل وفقا لأجندة محددة، واختيار مطعم متوفر يتسع لهذا العدد، بالاستفادة من قاعدة معلومات اخرى، هذا بعد ان يحظى بموافقتك وحسب تفضيلاتك الشخصية. بعد كل ذلك يقوم بعملية الحجز وارسال توجيهات تشير الى مكان المطعم وعنوانه مع الاستعانة ان لزم بالنظام العالمي الشامل لتحديد المواقع "جي بي إس".

وبالطبع لقد مضت ست سنوات على رؤية بيرنرس - لي من دون تحقيق اي شيء من هذا القبيل بعد. وبعض الخدمات، كخدمة "فليكر" مثلا تقدم صورة خامة منها على شكل نسخة "ويب 2.0". و"غوغل بايس" هو محاولة اخرى لجلب تقنيات "سيمانتك" الى الشبكة الواسعة كمكان يمكن لأي شخص ان يبحث فيه عن المعلومات، من دون استخدام اسلوب "سيمانتك" من البداية حتى النهاية.

وحتى يتحقق هذا الحلم بمقدور البعض القيام باشياء تلفت النظر على الشبكة، منها على سبيل المثال شركات الصيدلة الكبيرة مثل "إلي ليلي" التي تجرب اضافة طبقة من "السيمانتك" على المعلومات الخاصة بعقاقيرها التي تساعد العلماء على ايجاد الرابط بين الاجزاء التي يتكون منها العقار والأمراض التي يعالجها.

كذلك تسعى "أمازون. كوم" الى استخدام تقنيات وبطاقات "سيمانتك" لمساعدة زبائنها على البحث في قاعدة معلوماتها، وكذلك "كوداك" لمساعدة المصورين على تنظيم صورهم والبوماتهم على الشبكة. وتقوم وكالة الاستخبارات الاميركية (سي آي ايه) بتعزيز قواعد معلوماتها بارقام الهواتف خارج الولايات المتحدة بالاسلوب ذاته لتسهيل البحث عن الاتصالات الجارية بين الاشخاص والامكنة والحوادث، املا في تحديد مصادر التهديدات الارهابية قبل وقوعها. ومن الجهات والدوائر المهتمة بـ"شبكة سيمانتك" ايضا الصناعات الفضائية وقطاعات الطاقات البديلة ودوائر الفيزياء.

* تطور الويب

* لا توجد حدود رسمية لما يتعارف عليه الخبراء بدرجات تطور الويب من مراحله الاولى في التسعينات حتى الآن، فقد تطورت برمجيات وتطبيقات الويب منذ منتصف التسعينات حينما اعتبر "الويب 1.0" هو السائد في منتصف التسعينات. وكانت شبكة الانترنت آنذاك تشتمل على خزين من البيانات ومحتوياتها "الساكنة".

وخلال اعوام من ذلك تحولت كميات هائلة من البيانات الى معلومات ديناميكية متحركة توفر للمستخدمين ما يريدونه. وبنهاية القرن الماضي تحول الويب الى شبكة تفاعلية واطلق عليه اسم "الويب 1.5"، الذي اتاح للمستخدمين اللعب ومتابعة الملفات الصوتية والمصورة والتحكم بعرضها او توقيفها.

ثم جاء عصر "الويب 2.0" الذي ادى الى قفزة في الخدمات التفاعلية وظهور شبكة مليئة بالملفات الصوتية والمرئية (الفيديوية)، وفجر ثورة معلوماتية بالصورة والصوت ادت الى ظهور الشبكات الاجتماعية على الانترنت التي يساهم فيها الملايين بشرائطهم واغانيهم وافكارهم.. وظهور المدونات الالكترونية الشخصية.

ويمتاز "الويب 2.0" بوجود توجهين رئيسيين، الاول ظهور "المحتوى المنتج من قبل المستخدمين" و"العمل على كومبيوترات لا تثقل بالبرامج الالكترونية".

وتعكس الشبكات الاجتماعية مثل "ماي سبايس" MySpace و"فريندستر" Friendster وموقع "يوتيوب" YouTube لتبادل الشرائط المرئية وعرضها ،والمدونات ومواقع "ويكي" ، والتعليقات التي تعزز الاخبار الالكترونية، هذا التوجه.

اما التوجه الثاني فيتمثل في "اجلاء" البرامج والتطبيقات من الكومبيوتر الشخصي للمستخدمين، وتحويلها الى خادمات الانترنت في المواقع والبوابات الالكترونية الكبرى لتسهيل عمليات البحث وتنفيذ الاعمال عليها عبر الانترنت.

* مغامرات الإنترنت .. ورحلات الفضاء

* الرحلات الفضائية ربما اضحت احدى متطلبات "اصحاب الانترنت" في ايامنا هذه، للدخول في مغامرات بهدف سبر اغوارها ايضا! وكان نوفا سبيفاك قد حصل على شهادة اضافية من جامعة الفضاء الدولية، وهي مؤسسة تمولها وكالة الفضاء الاميركية تهدف لتدريب الخريجين. وقد قاده الاهتمام بالفضاء الى السفر في رحلة سياحية عام 1999 الى حافة الفضاء مع شركة "سبايس أدفنتشر"، وانطلق في رحلة صعودا وهبوطا في طائرة روسية لتحقيق ظروف انعدام الجاذبية.

وقد خضع عام 1999 لتجارب في التحليق في اعالي السماء. ولم يكن حتى الطيارون الروس الذين دربوه متأكدين عما ستسفر عنه مثل هذه الرحلات. وبينما جرى توثيق سبيفاك بالاحزمة على مقعده في الطائرة المقاتلة "ميغ - 25" وتحضيره لرحلته بسرعة ثلاثة اضعاف سرعة الصوت الى ارتفاع 20 ميلا في السماء، حول نظره الى الزر، أو العتلة التي تشغل مقعد القذف في حال ساءت الامور. لكن مثل هذا الزر لم يكن موجودا.

ويقول سبيفاك: "بادرني الطيار فورا بقوله لا تبالي، ولا تدع هذا الامر يكدرك، ففي سرعة بمثل هذه التي تكون فيها، فانه حتى لو تسنى لك الانقذاف من مقعدك، فان جسدك سينفجر متحولا الى بخار، ليتجمد البخار هذا بعد ذلك، متحولا الى بلورات ثلجية، لتحترق بعد ذلك لدى دخولها الى جو الارض".

ومع هذه الكلمات المشجعة درجت الطائرة لتنطلق بسرعة الى حافة الفضاء.

وعاد سبيفاك قطعة واحدة سليما الى الارض مستعدا لاطلاق مشاريع اخرى. لكن صورة جسده وهو ينفجر الى بلورات ثلجية منتشرة في طبقة الستراتوسفير لم تبارحه. وفي الواقع ان هذا الوصف لم يكن سيئا على ضوء مشروعه الجديد، وما يحاول تحقيقه.


( الشرق الأوسط )

  رد مع اقتباس