عرض مشاركة واحدة
قديم 27 / 09 / 2007, 52 : 12 AM   #4
aifo 
وئامي مجتهد

 


+ رقم العضوية » 9787
+ تاريخ التسجيل » 16 / 04 / 2004

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 186
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

aifo غير متواجد حالياً

افتراضي


*المشهد الثالث*


( نفس الخلفية التي كانت في المشهد الأول)

(أبو أسد ينظر للتلفاز ويغير القنوات بجاهز التحكم جالس لوحده في الاستراحة ينتظر أصدقاءه –يطول قليلا هذا المشهد حوالي الدقيقة أو دقيقة ونصف- ثم ينظر للساعة فيدخل أبو صالح وأبو سالم)

أبو صالح: السلام عليكم

(يقف أبو أسد ليسلم عليهم )

أبو أسد: وعليكم السلام ورحمة الله

( فيصافح أبو صالح)

أبو صالح: أعرفك على زميلي وصديقي أبي سالم

أبو أسد ( يصافحه): حياك الله أبو سالم وشرفتنا وأسعدتنا بإتيانك إلينا

أبو سالم: جزاك الله خيرا, أنت أبو أسد أليس كذلك؟

أبو أسد:نعم

أبو سالم: أووه, سمعت عنك الكثير من أبي صالح وغيره

(يلتفت أبو أسد إلى اتجاه أبي صالح) أبو أسد: أتمنى أن يكون ما سمعته خيرا ( يقولها داعبا وهو مبتسم)

أبو سالم: طبعا طبعا.. فالكل يقول أنك رجل شجاع فحقت التسمية "أبو أسد", وأنك شهم وواف لأهلك واخوانك

أبو أسد: جزاك الله خيرا, أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم أجمعين

(صمت قليل فيدخل محمد ويضع الحطب على النار ويقول له أبو سالم: "مويا يا محمد" فيذهب, ثم يأتي أبو سليمان ويقطع الصمت)

أبو سليمان: السلام عليكم

( فيقف أبو صالح وأبو سالم ويصافحهم ثم يعرفه أبو صالح على أبي سالم فيقول له أبي سليمان "حياك الله" ثم يجلس على المركأ)

أبو أسد: فعلت الذي قلت لك؟ ( يقولها له كأنها بخفية وبصوت منخفض لكن مسموع)

أبو سليمان: نعم (يرد عليه بنفس الطريقة)

( يمسك أبو سليمان جهاز التحكم ويغير القنوات)

أبو سليمان: يا شباب هل رأيتم التخفيض لدى مكتب السياحة القريب من هذه الاستراحة؟

أبو أسد: ما اسم المكتب؟

أبو سليمان: أظنها تبدأ بحرف الفاء أو القاف, لا أذكر اسمها لكني أعرف موقعها

أبو سالم: وما التخفيض الذي عندهم؟

أبو سليمان:لديهم عروض وتخفيضات على شرق وجنوب آسيا, عفوا أخي ما اسمك مرة أخرى؟

أبو سالم: نادني بكنيتي "أبي سالم"

أبو سليمان: هل لديك ابن اسمه سالم؟

أبو سالم: لا, وهل لديك ابن اسمه سليمان؟

(أبو سليمان تظهر على وجهه علامات تعجب من تكراره للسؤال لكن بدون أن ينظر إليه)

أبو سليمان: كلنا عزاب, ولكن أبا أسد سيتزوج عن قريب

أبو سالم: ما شاء الله, ومن ستناسب أبا أسد؟

(فيضع أبو أسد يده على كتف أبي صالح)

أبو أسد: أبو صالح, أبا سالم

أبو سالم: ما شاء الله ( يسكت قليلا) منذ متى وأنتم تعرفون بعض؟

أبو أسد: من أول يوم دخلت فيه المدرسة, وماذا عنك وأبي صالح؟

أبو سالم: من أول يوم دخلت فيه الجامعة (يقولها مبتسما وبضحك خفيف لتكراره نفس الأسلوب)

أبو أسد: جيد

(يقاطعهم أبو سليمان ويقول): الصين...

أبو أسد: ماذا؟

أبو سليمان: قررت الديار التي سأذهب إليها... الصين..

أبو سالم: وما هذا القرار الكبير الذي اتخذته في غضون لحظات وبلا مقدمات؟؟!!

أبو سليمان: أراك أخذت راحتك في الكلام معنا أيها الغريب, وتتكلم معي كأنك تعرفني منذ سنين, أنا في نيتي السفر منذ أيم الثانوية

( أبو سالم يلتفت إلى التلفاز ويبقى ساكتا بقية الليلة, وأبو أسد مبتسم ويحاول إخفاء ضحكته)

أبو صالح: هل هذه المشاهد في التلفاز من الصين؟

أبو سليمان: نعم ( يؤشر بإصبعه على التلفاز) هذا المشهد من هونج كونج ( يسكت قليلا وهو رافع إصبعه) وهذا من شانج هاي( يسكت قليلا مرة أخرى) وهذه بيجينج

أبو صالح: وهذه؟

أبو سليمان: لا, هذه من طوكيو

أبو صالح: اها, جيد, وكيف عرفت وميزت بين كل واحده؟

أبو سليمان: غير أني احتفظ بآلاف الصور في جهازي الحاسب لمدن العالم, هذه معالم شهيرة أبا صالح, بل أتعجب أنك لا تعرفها.

أبو صالح: هل تذكر عرضا واحدا من العروض والتخفيضات لدى المكتب السياحي؟

أبو سليمان: لا , لم أرى العروض ولكني قرأت عنها في جريدة, وسأذهب إليهم الآن, ترافقني؟

أبو صالح: سأذهب معك, ربما أرى شيئا يعجبني

أبو سليمان: نراكم فيما بعد يا شباب, فرصة سعيدة أبا سالم

أبو سالم: وأنا أسعد ( يقولها وهو ينظر إلى التلفاز)

( يتجهون أبو سليمان وأبو صالح إلى باب الاستراحة ويصادفون محمد ومعه أربعة كؤوس ماء)

أبو سليمان: أووه.. ممتاز, آب كا بهوت بهوت شكريه ( فيشرب الماء هو وأبو صالح ثم يذهبان)

(وعندما يضع الماء محمد أمام أبي سالم, يقول له أبو سالم أن يأتي بشاي)

(لحظة صمت قليلة.. فيأخذ أبو أسد جهاز التحكم ليرفع صوت التلفاز على رجل يتكلم باللهجة المغربية حتى يقطع الهدوء, ويبقون هكذا صامتين ينظرون للتلفاز حوالي 30 إلى 40 ثانية.. ثم يقطع أبو أسد الصمت بسؤال)

أبو أسد: هذا السائق عندكم؟

أبو سالم: نعم, هو سائق وينظف البيت ويسقي الأشجار وخادم, يقوم بكل شيء, لكن عيبه فيه بطء في الفهم عجيب.

أبو أسد: ما اسمه؟

أبو سالم: اسمه محمد

(صمت قليل)

أبو أسد: هل لديك أخوة أبا سالم؟

أبو سالم: لا, أنا الابن الوحيد

أبو أسد: اها...

(ثم سكوت قليل)

أبو سالم: أين تدرس أبا أسد؟, في أي كلية أقصد؟

أبو أسد: أدرس في كلية الآداب قسم اللغة العربية

أبو سالم: ونعم الدراسة أبا أسد, فليس هناك لغة أعظم من لغة القرآن

أبو أسد: هو قرار اتخذته على عجلة حينما تخرجت من الثانوية, لكني لست نادما على قراري

أبو سالم: ماذا تقصد عن عجلة؟

أبو أسد: أي أني لم أدرس الموضوع بالتفصيل, حيث هذا قد يكون من أكبر القرارات التي اتخذتها في حياتي, فعندما يتخرج الطالب من الثانوية يقرر ماذا يريد أن يعمل لبقية حياته, فإذا اختار الهندسة سيدرس الهندسة وسيشتغل كمهندس بقية عمره, وإذا اختار الطب سيدرس الطب وسيشتغل كطبيب لبقية عمره, فهذا قرار يلحقه ثلاثون إلى أربعون سنة من العمل في هذا المجال إن كتب الله له العمر.

أبو سالم: لكنك تحب دراستك, ولو بني عملك على دراستك ستحب عملك, أليس كذلك؟

أبو أسد: نعم, وبلا شك

(صمت قليل)

أبو سالم: أتعرف رجلا يدرس العربية يكنى بأبي هيثم؟

أبو أسد: لا, لكن أوصفه, فقد أتذكره

أبو سالم: هو شاب فيه حياء وركازه, قليل الكلام, لكنه إذا نطق نطق بالحق وأسكت الكل حينما تكلم

أبو أسد: بل عرفته, هو معي في نفس الشعبة, لنخرج من هنا (يقولها ويؤشر بيده أن يخرجا من المنتزه فيقف ويمشي باتجاه باب الاستراحة على مهل وببطء)

أبو سالم: هو جديد في هذه المدينة ولم يتعرف على أصدقاء, فماذا لو أتى معنا في هذا المنتزه؟

أبو أسد: فكرة جيده, وسيسعدنا أن يتواجد معنا في هذا المنتزه, ونشاركه معنا في حديث شباب الجامعة..

(يطفئ مصباح داخل المنتزه ليعرف المشاهد أن المسرحية انتهت)




.......تغلق الستائر.......


انتهت المسرحية
.
.
.
.











المقصد من بعض المشاهد:
ترتيب أحداث المشاهد هو أن المشهد الثالث حصل قبل الثاني والثاني حصل قبل الأول فالمسرحية تدور أحداثها بالعكس.
استخدام الكنية بدل الاسم مثل "أبو أسد" هو لتوضيح أكبر للمجرور والمرفوع والمنصوب ( أبي وأبو وأبا)
سخرية المشهد عندما يتكلم أبو سالم في المشهد الثالث عن سائقهم أن فهمه بطيء وقد تبين في المشهد الأول أن معه شهادة بكالوريوس رياضيات فهو أسرعهم بديهية
عندما يتكلم أبو أسد عن قراره للتخصص في الجامعة, فهذه رسالة لطلاب الثانوية لو حضر جمهور منهم أن يفكروا جيدا في ما يريدون أن يدرسون في الجامعة
علاقة كلامهم في المشهد الأول عن التقنية والسيارات وما إلى ذلك بالمشهد الثاني حيث يتكلم مع أخيه أن هذه التقنيات جاءت من دراسة وعناء

أبوهيثم

 

  رد مع اقتباس