عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 12 / 2007, 58 : 11 PM   #1
BLAZE 
عضو شرف

 


+ رقم العضوية » 22757
+ تاريخ التسجيل » 28 / 02 / 2006

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 4,627
+ معَدل التقييمْ » 1290
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 2 مشاركة

BLAZE غير متواجد حالياً

افتراضي هل سأكون مثله عندما أصل الى مستواه ؟





ولد بين أحضان والدان دافئان

في بيت ملئ تقى وزهد وبساطة عيش

فتح عينيه ليجد نفسه محظوظا بهذا العيش

الأم و الأب قد ربياه ليكون خيرا منهما دينا وخلقا و قدرا بين الناس

فقد ذاقا من المر من هذه الدنيا ، تلاطمت بهما أيام البئس

ليتخرجا منها برضا و حياة بسيطة ، لم يحصلا لا ذاك المركز الاجتماعي

ولا تلك الشهادات ، بل كانا أميان ، لا يقرآ ولا يكتبان

آرادا لابنهما أن يحصل ما لم يستطيعا الوصول اليه

حاولا ألا يمر بما مرا بهما من صروف الدهر ونكده

ربياه ، كبراه ، ألبساه ، علماه ، أدخلاه دور تحفيظ القرآن

نشأ بطفولة نابغة ، أعجب به جميع من عرفه

لدرجة أن أبواه خافا عليه من أعين الحساد

ابتدائية ، فمتوسطة ، فثانوية ، فجامعه بأفضل علامات التفوق

كان ابواه قد تعبا ليصل الى تلك المرحلة ، لكن تعبهما بدأ يتلاشى

مع كل لحظة يريان فيها ابنهما بفرح نجاح ، بقبلة ، بدعوة منه لهما

بدأ ذاك الابن يخطط للسفر خارج بلده ليكمل دراسته ، وحان وقت الرحيل ..0!

كان ذلك بالنسبة لهما كنزع قلبوهما الف مرة وبشدة ؟

بكيا وحضنا ابنهما البار التقي وقلوبهم تبكي بخفقات شهقت منها الأم والاب

وأنزلت الدموع من تلك الأعين الساكنة بين ملامح ذاك الوجه الشاحب من زمان الشقاء

ذهب الابن ؟

بدأ بدرجة الماجستير ، وأخذها بعد ثلاث سنوات من غربة وعناء وغياب

طويل عن الوطن

ازداد ذلك الابن فهما للحياة ، وكان ذاك الفهم دافعا له للدكتوراه

بدأ وحاول وتعب وجد واجتهد ليحصل عليها وبدرجة عالية

في هذه السنين التي مرت ، عانى والداه لفقده ..؟

وكان نبأ العودة للبلاد بالنسبة لهما كحياة جديدة

عندما قدم ذاك الدكتور لبلاده ، لذاك البيت البسيط المليء بتلك الذكريات الجميلة

كانا أبواه بانتظاره

وقف ذاك الرجل متكئا على عصاه بوجه محي ، ازداد نورا بشيبه ووقارا

وتلك الأم بجانبه

عاد بهما هذا المشهد الى أيام طفولته ، يوم أن كان يأتي من مدرسته

ضاما أبواه مقبلا اياهما..؟ انه لمشهد جميل

سقطت دمعات طاهرة منهما

دخل ذاك الابن البيت بتلك الهيئة النظيفة ووجه ملئ هيبة

كانا أبواه بانتظار تلك الضمة ، بانتظار تلك القبلات الحلوة

لكن هذا لم يحصل

بل دخل البيت رافعا ثوبه لألى يتسخ

مصافحا أباه بطرف اصابعه وبنظرة ،، أعجز عن وصف تلك النظرات

صدم الابوان


لم يتوقف الأمر

بل أصبح كل شيء قد مر به

أمور قديمة ، حلقات تحفيظ القرآن ، أمور دينيه كثيرة قد أصبحت بالنسبة له جهلا


أصبح وزيرا

أطلق عنان قلمه داعيا الى تحرير المرأة

يدعو الى الحرية


يدعو الى مخالطة المرأة بالرجال

أصبح الحجاب عنده تعقيدا

أصبحت أمور كثيرة جهل وسبب لتأخرنا عن التقدم والتحضر

لم يعلم أن هذه الأمور هي التي حفظته من الضياع وكانت سبب للوصول الى ما هو عليه

لو لم يكن هناك أبوان يأمرانه بالصلاة ويحفظانه قرأن كريم

ودين يحمي المرأة ، ويحفظها من الفتن ، لانجرف معها ولم يصل لما هو عليه

لم يعلم أن تلك الأمور كانت سلما له للوصول لما هو عليه

هل تعتقدون أنه يرى خطأه هذا ؟ لا !

صحيح أنه أصبح عالما فيلسوفا وحصل على أعلى الشهادت والمناصب

لكنه جهل ما سبب وصوله لذاك المستوى من التفكير والمنزلة

لتنتهي الحكاية

بأن مدرسة الحياة كانت أجدى بالعاقبة ( بالنظر لأبويه )

لكني أقف للحظة....!

وأسئل نفسي سؤالا ؟

هل سأصبح مثله عندما أصل الى مستواه ؟؟؟

أترك لكم عنان أقلامكم للتعبير عن هذا الموضوع

لا يستطيع أحد العودة إلى الماضي والبدء من جديد
لكن يستطيع كل واحد أن يبدأ من
الآن
ويصنع نهاية جديدة

 

  رد مع اقتباس