عرض مشاركة واحدة
قديم 17 / 02 / 2008, 45 : 01 PM   #1
wafei 
مدير عام المنتديات

 


+ رقم العضوية » 1
+ تاريخ التسجيل » 16 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 37,675
+ معَدل التقييمْ » 10199
شكراً: 265
تم شكره 102 مرة في 99 مشاركة

wafei متواجد حالياً

افتراضي ترى كم ( حيزان) في جيلنا هذا ؟؟؟

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حيزان الفهيدي صاحب أغرب قضية تشهدها محاكم القصيم


الزمان : عصرنا الحاضر لاعصر الصحابة ولا التابعين .. ولا عصر سلفنا الصالح .

المكان : محافظة الاسياح في منطقة القصيم

المشهد : رجل قد انتصر البياض على السواد في لحيته واكتسح اغلب مساحاتها .. احدودب ظهره من جور السنون ..
ورسمت الايام اثارقسوتها على سحنته وتضاريس جبينه ..

يقال له : ( حيزان الفهيدي ) .

يسكن (حيزان ) في منزله بمحافظة الاسياح وحيداً .. فلا زوجة ولا ولد ..
ويشاركه السكنى في ذلك المنزل .. ( امرأة )
طاعنة في السن حد الوهن ..
لايتجاوز وزنها العشرون كيلو غراما ..
و لاتملك من حطام الدنيا سوى خاتم من نحاس .. تزين به خنصر يدها اليمنى ..
وان كانت الشيخوخة قد وشمت صورتها .. على كفيها وبقايا جسمها الذي هدّه الزمان .

تلك هي ( والدة ) الشيخ الطاعن في السن (حيزان ) ..
الذي افنى عمره في خدمتها .. ورعايتها .. وتلبية احتياجاتها ..

لاينشد ( حيزان ) من لحظات السعادة والفرح .. الا تلك الابتسامه التي ترسمها والدته على شفتيها حين تلتقي عيناه بعينيها ..

ولا يشنف مسامعه ويطربها .. الا صوتها المبحوح بوجع السنين وهي تناديه او تلهث له بالدعاء ..

لايرى ( حيزان ) في هذه الدنيا سوى تلك المرأه التي حملته وانجبته وارضعته وغذته وسهرت عليه ..
حين يرى تجاعيد كفيها ..
يتذكر قوتّها يوم ان كانت تعجن وتخبز له القرصان ولا تسلم اناملها من لسعات النار الموقده .





وهناك .. في مدينة أخرى ...
يقبع ( غالب ) شقيق ( حيزان ) حيث يسكن في منزله مع زوجته وابنائه ..
ولديه في فؤاده من المحبة لوالدته .. مايضاهي حب ( حيزان ) ..


ذات يوم ..


تهادت اقدام ( غالب ) مسافراً نحو ( الاسياح ) حيث منزل شقيقه ( حيزان ) ..
وحين استقر به المقام قال لشقيقه :

يا ( حيزان ) إن أمي قد بلغت من الكبر عتياً .. وانت اصابك الكِبر .. ووالدتي بحاجه الى من يرعاها ويقوم على خدمتها ..
واطلب منك ان تسمح لي بأخذها معي الى ( منزلي ) حيث نقوم على رعايتها وراحتها .


اسقط في يد الكهل ( حيزان ) .. وتناوشته الافكار والرؤى ..
كيف سيصبح ويمسي .. دون ان تكتحل مقلتيه بأعظم واجمل أمرأة شاهدها في حياته . ؟
وكيف سيستنشق الهواء في منزل ٍ .. لايعبق الا برائحة انفاسها .. ؟
ومن ذا الذي سيخدمها مثلما يخدمها هو ؟


فكّر ( حيزان ) لبرهة .. ثم اجاب شقيقه قائلاً :

يا ( غالب ) انا لازلت قادراً على خدمة أمي ورعايتها وبرها .. ولم انقص في حقها بشيء
ولن تذهب معك .. بل انها لن تعيش مع احد غيري طالما اني لازلت على قيد الحياة ..

اصر ( غالب ) على أخذ والدته ليشارك هو الاخر في برها والعناية بها ..
وطالب شقيقه بالسماح له بأخذها معه .
وأشتد الخلاف بينهما . حتى وصل الى طريق مسدود ..
مما ادى الى توسط اهل الخير بينهما .. وأصر كل منهما على اخذ والدته لخدمتها ..


[ بيني وبينك حكم االله يا ( غالب ) ]

عبارة اطلقها ( حيزان ) .. ليفتح بها الطريق امام اخيه للجؤ الى القضاء .. فضاً للنزاع الذي بينهما ..

كبر الخلاف بينهما .. واصبحت قضيتهما قضية رأي عام في ( الاسياح ) .. حتى وصلت الى القضاء
وكحلاً للاشكال .. طلب القاضي احضار ( الام ) الى قاعة المحكمه .. لتختار بنفسها من تريد ؟ واين ترغب في العيش ؟

وحين جاء موعد الجلسه ..
حملاها كليهما بين ايديهما .. حتى اقعداها امام القاضي .. والذي وجه اليها السؤال :
ايهما تختارين .. ياام ( حيزان ) ؟

قالت بقلب الام الرؤوم .. وهي تدرك ابعاد اجابتها .. وبعد ان نظرت الى وجهي ابنيها .. :
واشارت الى ( حيزان ) قائلة ( هذا عيني هذي .. وذاك عيني الثانيه ) ..
وحين طالبها القاضي بتحديد احدهما .. قالت : ( ماعندي الا ماقلت ياصاحب الفضيله ) !!

وهنا لابد ان يتدخل القضاء .. بما يضمن مصلحة الام .. فأصدر القاضي حكمه ..



بأنتقال ام ( حيزان ) الى منزل ابنها ( غالب ) تحقيقاً لمصلحتها ولوجود من يقوم عليها ..


وفي قاعة المحكمه ..
عرف ( حيزان ) ولأول مرة معنى ( حرارة الدموع ) .. و الم الفراق ..
وبكى حتى اغتسل بماء مقلتيه ..
وبكى لبكائه شقيقه ( غالب ) وخرجا يتناوبان والدتهما الى السياره ..

.

.

(((( حيزان ))))
يارجل ٌ ايقظ فينا سهاد الغفلة ..
ويارجل علمنا كيف يصبح الرجل رجلا ..

(((( حيزان ))))
يارجل اوسع ظهر العقوق جلداً بالسياط
قد الهبت ظهورنا سياطاً بعظيم برك

(((( حيزان ))))
انا لا اعرفك ولا تعرفني .. ولربما كانت بيني وبينك مسافات ومساحات شاسعه من البعد ..
الا انك وربي .. قد أسلت مدامعي ..
لك الله يا( حيزان ) .. ولك بأذن الله جنة عرضها كعرض السموات والارض ..

ترى كم ( حيزان) في جيلنا هذا ؟؟؟





" منقول بتصرف "

التفاصيل " جريدة الرياض "

  رد مع اقتباس