وجه الاف الدنماركيين رسائل اعتذار وصداقة الى العالم الاسلامي عبر شبكة الانترنت, في محاولة لتهدئة الخواطر اثر ازمة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد, وفق ما افاد الخميس المسؤول عن موقع "دنمارك اخرى".


واطلق هذا الموقع الاسبوع الفائت بمبادرة من خمسة طلاب, وهو يحقق نجاحا كبيرا مع 350 الف زائر حتى اليوم من كل انحاء العالم. وقال نيكولاي كاي احد القائمين بهذه المبادرة لوكالة الأنباء الفرنسية ان الموقع يدعو الى توقيع رسالة صادرة من "دنمارك اخرى, دنمارك لا تعادي المسلمين وتدعو الى احترام وتسامح اكثر بين الاديان". واضاف ان "13 الف دنماركي وقعوا حتى اليوم (الخميس) هذه الرسالة الموجهة الى مسلمي العالم".
وقرر كاي بالتعاون مع اربعة طلاب دنماركيين مواجهة تصاعد العنف وعدم التفهم حيال بلاده, و"التحرك وايجاد مساحة للحوار والسلام, حوار بناء بين المجتمعات المدنية".
والرسالة متوافرة حاليا باللغات العربية والفارسية والاردية والتركية والدارية (لغة تستخدمها اقليات في ايران وافغانستان) والاندونيسية, اضافة الى الانكليزية والفرنسية والدنماركية.
واثرى اصحاب المبادرة موقعهم منذ الاربعاء فاتاح الفرصة للمسلمين في الخارج للرد على التحيات الدنماركية. وقال كاي "كثيرون يرحبون بمبادرتنا, وهذا يثلج قلوبنا", ملاحظا ان "الموقع تلقى الف رسالة تشجيع من المملكة السعودية والكويت وبنغلادش وتركيا والولايات المتحدة وعدد من الدول الاوروبية".
وقدمت وكالة اعلان عربية الى المسؤولين عن الموقع عشرة الاف دولار من المساحات الاعلانية على الموقع الالكتروني لمحطة الجزيرة القطرية, حيث يمكن مشاهدة رسالتهم بالعربية والدنماركية "احترام, تسامح, دنمارك اخرى".
واستقبل موقع اخر عنوانه "مصالحة الان" اطلقه الطالب الدنماركي هانس هوتل اكثر من 55 الف توقيع، ويطالب الموقع ب"انهاء تصاعد النزاع" ويدعو الى المصالحة مع العالم الاسلامي.



وبعيدا عن الاعتذارات الشعبية الدنماركية تواصلت المظاهر الاحتجاجية في أنحاء من العالم الإسلامي، وتحت ضغط المظاهرات، اضطرت باكستان اليوم إلى استدعاء سفيرها في الدنمارك للتشاور، كما أعلن عن إغلاق السفارة الدنماركية في اسلام اباد لأجل غير مسمى بسبب المخاوف الأمنية إلا أنه أعلن أن السفير ومرافقيه لن يغادروا البلاد.
وقد اعلنت وزارة الخارجية الباكستانية اليوم الجمعة انها استدعت سفير باكستان في الدنمارك الى اسلام اباد "للتشاور" في وقت تتواصل الاحتجاجات في باكستان على نشر الرسوم الكاريكاتورية عن النبي محمد.
واوضحت الوزارة في بيان انه "تم استدعاء سفير باكستان في كوبنهاغن جواد ا. قريشي للتشاور", بدون اضافة اي تفاصيل. واوضحت المتحدثة باسم الوزارة تسنيم اسلام لوكالة الأنباء الفرنسية انه تم استدعاء الدبلوماسي على علاقة برسوم النبي محمد التي نشرت للمرة الاولى في سبتمبر/ ايلول في صحيفة يلاندس بوستن الدنماركية واثارت تظاهرات شعبية في باكستان اسفرت عن مقتل خمسة اشخاص هذا الاسبوع.
وفي المقابل اغلقت الدنمارك سفارتها في اسلام اباد "موقتا حتى اشعار آخر"، ولكن مصدرا رسميا دنماركيا قال ان السفير الدنماركي وفريقه باقون في باكستان اثر اعلان الاغلاق الموقت اليوم الجمعة بسبب ازمة الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد.
وقال لارس توسن رئيس خلية الازمة في وزارة الخارجية الدنماركية لوكالة الأنباء الفرنسية ان "السفير وفريقه باقون في البلاد ولكن ليس في مقر السفارة"، واضاف "قررنا اليوم اغلاق سفارتنا لدواع امنية لاننا اعتبرنا ان ابقاءها مفتوحة في الوقت الراهن ليس تدبيرا مسؤولا". واوضح توسن انه "لم يتم قطع العلاقات الدبلوماسية, نحن نراقب الوضع يوما بيوم وسنتخذ موقفا الاثنين حول احتمال معاودة فتح السفارة".
وتشهد باكستان توترا بعد نشر 12 رسما كاريكاتوريا للنبي محمد في صحيفة دنماركية في سبتمبر/ ايلول الفائت ثم في صحف اوروبية اخرى.
وقتل خمسة اشخاص هذا الاسبوع في البلاد خلال تظاهرات احتجاج على تلك الرسوم المهينة للاسلام.
وكانت كوبنهاغن اقفلت موقتا ثلاث سفارات في طهران ودمشق وجاكرتا وقنصليتين عامتين في بيروت وتونس اثر اعمال عنف تعرضت لها. وانشئت خلية الازمة التي يتراسها توسن اثر الاحتجاجات على الرسوم
الكاريكاتورية في العالم.



وقد اعتقلت الشرطة الباكستانية زعيما اسلاميا هو حافظ محمد سعيد مؤسس جماعة عسكر طيبة التي تحارب الحكم الهندي في كشمير في منزله في مدينة لاهور بشرق باكستان قبل احتجاجات على الرسوم المسيئة للرسول كان من المزمع تنظيمها بعد صلاة الجمعة.
وقال مسؤول كبير بالشرطة لوكالة رويترز للأنباء "وضع رهن التحفظ المنزلي لتجنب وقوع اي حادث غير مؤات خلال الاحتجاج".
وقتل ثلاثة اشخاص في مظاهرات عنيفة وقعت في لاهور خلال الاسبوع الحالي وخرج نحو 50 الف مسلم في مدينة كراتشي بجنوب باكستان امس الخميس لحضور اجتماع حاشد يندد بتلك الرسوم.
وكان من المقرر ان يلقي سعيد خطبة في احد مساجد لاهور قبل التوجه لالقاء كلمة امام تجمع جماهيري ضد تلك الرسوم في مدينة فيصل اباد بوسط باكستان.
وشهدت باكستان مظاهرات شبه يومية هذا الشهر منذ ان اعادت صحف اوروبية نشر تلك الرسوم المسيئة للنبي والتي ظهرت لاول مرة في الدنمرك في سبتمبر ايلول.
وأسس سعيد جمعية خيرية تحت اسم جماعة الدعوة بعد ان حظرت باكستان جماعة عسكر طيبة في يناير كانون الثاني عام 2002 . ويقول سعيد ان جماعة عسكر طيبة لا تعمل الان الا داخل المناطق التي تسيطر عليها الهند بكشمير على الرغم من تأكيد الهند ان هذه الجماعة مازالت تتخذ من باكستان مقرا لها وان هذه الجمعية الخيرية ليست سوى واجهة فقط.
ووصف متحدث باسم جماعة الدعوة اعتقال سعيد بانه انتهاك "لحقوق الانسان الاساسية".