وقيل انه سراج عمر


أكد الموسيقار سراج عمر أنه رمى مكتبته الموسيقية في صندوق النفايات بالقرب من منزله، واعتزل التلحين نهائياً. وقال عمر لـ "الوطن" إنه لم يتبق لديه إلا 30 ملفاً صحفياً عنه إلى جانب 1500 صورة شخصية له ولفنانين آخرين وتسجيلات خاصة سيقوم بطبعها وتقديمها لمنظمة اليونيسكو هدية منه لأطفال فلسطين.
وأوضح عمر الذي خدم الموسيقى والغناء السعودي على مدى 50 عاماً أنه ضاق ذرعاً بمكتبته وكان يجب أن يتخلص منها. وأضاف: كنت أفكر بإهدائها إلى جهة رسمية ولكن راجعت نفسي ووجدت أن صناديق البلدية هي مكانها النهائي.
ونفى عمر أن يكون اعتزاله وتخليه عن مكتبته ناتجا عن دوافع دينية، موضحا: أنا ملتزم دينياً منذ صباي، ولم تمنعني الموسيقى من أداء واجباتي الدينية، ولا أعتقد بحرمة الموسيقى، إلا إذا صاحبها ما هو حرام.. نحن كمسلمين نعرف ما هو حرام وما هو حلال، لكني بصراحة أقول إنني لم أعد أنسجم مع الأجواء المصاحبة للجلسات والحفلات الموسيقية، وصار لزاماً علي أن أعتزل.
كما نفى أن يكون اعتزاله احتجاجاً على حالة النكران التي واجهها، متسائلاً: أي نكران وممن؟ ليس هناك في الساحة الفنية من يستحق أن أشعر تجاهه بالنكران.
وأكد عمر بأنه سيبقى في عمله بفرع جمعية الثقافة والفنون بجدة، حيث يرأس لجنة الموسيقى، وينفذ برنامجاً لمساعدة الموهوبين، قائلا: سأبقى في عملي حتى آخر يوم في حياتي، وسأدرب الشبان الموهوبين، فهؤلاء أمانة عندي لن أتخلى عنها.
وعن تاريخه الفني قال عمر: إنني أعتز بما قمت به ولست نادماً على شيء مما فعلت، فأنا لم أفعل إلا ما يقتضيه واجبي الوطني ومسؤوليتي كفنان، وكل هذا لا يتنافى مع معتقداتي الإسلامية، لذلك فإن ما يقال حول الندم والتوبة كما لو أنني كنت في معصية، كله غير صحيح، كل ما في الأمر أني (سئمت وأحبطت من العمل الفني).
وقال مقربون من الفنان وعلى صلة مباشرة به، إنه يعاني من إحباط شديد، بسبب ما واجهه من جحود أصدقائه ومعارفه ومحبيه، وأن أوضاعه المادية ليست جيدة، وأن ما هو فيه حالة نفسية ستمر ويعود الفنان إلى تألقه مرة أخرى.
وتلقي قضية سراج عمر الضوء على مصائر الفنانين السعوديين بعد استهلاك طاقتهم وإمكانياتهم، حيث يجدون أنفسهم مهملين ومن دون موارد مادية كافية يحافظون بها على مكانتهم الاجتماعية.
وكانت "الوطن" طرحت هذه القضية على خلفية وفاة الفنان عمر كدرس ومرض ووفاة الشاعر عبدالله باهيثم والحالة الصعبة التي يمر بها الشاعر الغنائي يوسف رجب.
ويعد سراج عمر من نجوم الصف الأول في الموسيقى الخليجية والعربية، ولحن لعدد كبير من الفنانين منهم طلال مداح ومحمد عبده وعبد المجيد عبد الله، كما قدم لحناً للفنان عبدالحليم حافظ قبل وفاته ولم يسعفه العمر لغنائه، وقدم سراج عمر ما يزيد على 60 أغنية للفنان طلال مداح من أشهرها "مقادير" و"أغراب" و"لا تقول" و"الموعد الثاني" التي لا تزال تحتل مساحة واسعة من ذاكرة الجمهور ، كما لحن 4 أغان للفنان محمد عبده وأكثر من 20 أغنية لعبد المجيد عبد الله. كما أنه صاحب "بلادي منار الهدى" إحدى أشهر الأغنيات الوطنية في تاريخ الموسيقى السعودية والتي لحنها وأداها بصوته في السبعينات الميلادية.
وبدأ سراج عمر الذي ولد في جدة عام 1946 ميلادية واسمه الحقيقي عمر بن عبدالقادر العمودي، حياته الفنية، كعازف على الكمان، منذ عام 1965ورافق الفنان محمد عبده في بعض أغانيه المبكرة، وبدأ بتلحين الأغاني القصيرة حتى التقى بالفنان طلال مداح وبدأ معه رحلة التلحين منذ عام 1972.
وهو عضو مؤسس في اتحاد الفنانين العرب وعضو جمعية المؤلفين والملحين في باريس، عضو في المجمع الموسيقي العربي، ومنحه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ميدالية الاستحقاق من الدرجة الأولى تقديراً لمساهمته في تجديد النشيد الوطني السعودي.

" الوطن "