عرض مشاركة واحدة
قديم 05 / 08 / 2009, 56 : 09 AM   #48
wafei 
مدير عام المنتديات

 


+ رقم العضوية » 1
+ تاريخ التسجيل » 16 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 37,671
+ معَدل التقييمْ » 10199
شكراً: 265
تم شكره 102 مرة في 99 مشاركة

wafei غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...

/


مذكرات مغتربة في الأفلاج (24)
وحدي أواجه الطوفان

في ليلة زواج صديقتي ليلى حاولنا نسيان الغربة والألم إلا أن طعم المرارة كان قابعا في قلوبنا نتذوقه بين كل ضحكة وأخرى، احتفت بي أخوات ليلى كثيرا وفي كل مرة يعرفنني على واحدة يأتين على سيرة الأفلاج لذلك كانت الأفلاج حاضرة بقوة في تلك الليلة.. هذه شيخة صديقة ليلى وزميلتها بالأفلاج.
تختلف ردود الفعل بين كل سيدة وأخرى إحداهن تجاملنا ماشاء الله وأخرى: الأفلاج؟ (وينها عن الدوادمي؟) مسقط رأسها على ما يبدو.
وأخرى: ويعطونكم بدل سكن مثل المصريات ولا يلعبون عليكم ويقولون وين مارحتو وطنكم؟ فأمشي دون أن أعقب.
في تلك الليلة.. ذقنا طعم السعادة الحقيقية التي لم نعرفها منذ زمن بعيد، رقصنا، تبادلنا الضحكات، قلت لها وأنا أرش لها بخات العطر الأخيرة قبل دخولها إلى مسرح صالة الحفلات (طول عمرنا صديقات يا ليلى ونقسم كل شي بينا صح؟ ردت طبعا صح قلت طيب ليش ما أصير ضرتك يعني نقسم الرجّال بينا) لم أتم كلمتي إلا وقد هوت بحقيبتها فوق رأسي (ياقليلة الخاتمة ما أعرفك خلصنا بلا صداقة بلا هم).. لم نضحك من قبل كما ضحكنا في تلك الليلة. في داخلي كنت خائفة من شيء ما لكنه حدث.
التفتت ليلى إلي ونحن على وشك الولوج من الباب الداخلي للصالة احتضنتي فجأة قالت باكية خلاص تعبت وأنا أكابر، افتقد أبوي ياشيخة، كان دايم يدعي (الله يبلّغني عرسك)... أنا سريعة البكاء عادة إلا أن هذا ليس وقته، لم أحتضنها،، بل أبعدتها عني مازحة وأنا أخاطبها (آسفة ياختي بتبكين ابكي الحالك أنا دافعة الشي الفلاني في مكياجي ومابي يخرب وبعدين بتبدينها نكد كذا؟؟) كأنها خرجت من حالة الشجن نظرت إلي بغضب (هين أوريك) همست لاحقا في أذنها لو كان عمي أبو إبراهيم يرحمه الله حيا لأغضبه بكاؤك في ليلة زواجك، كوني سعيدة من أجله.
رن هاتفي.. صرخت وااااااو إنها زهرة، اختطفت ليلى الهاتف من يدي وكلمتها (وين وعدك؟ ماقلتي بتزفيني؟ لحظه قبل كل شي الولد شلونه طمنينا عليه) سكتت ليلى قليلا وبدت كمن تبحث عن شيء (وين؟ ماشوفك؟ من جدك ولا تمزحين) تبعثرت نظراتنا في أرجاء القاعة نعم إنها زهرة.. لم نصدق أعيننا، احتضنتنا أنا وليلى سألت عنا قالت قدمت من الأردن اليوم عصرا كنت أبحث عن استشارة طبية لابني، الماكياج لم يستطع إخفاء شحوب زهرة طمأنتنا على ابنها ولم تسهب قالت سأخبركم لاحقا بكل شيء دعونا نعيش الفرحة.. زُفّت ليلى ونحن نخلط دموع الفرح بالابتسامة.
عدت إلى البيت وبحجم فرحتي لليلى كنت حزينة، اليوم فقط أصبحت وحيدة لن تكون ليلى معي كما كانت.. نمت متوترة.
صحوت صباحا وما زال ذاك الشعور يلازمني، شعور الفقد، خسرت ليلى وشيئا فشيئا سوف تنساني وتبتعد بها حياتها الجديدة، رن هاتفي.. تناولته بتململ، كانت رسالة قصيرة من ليلى، لكنها كانت كافية لتبعث بي الحياة من جديد وتمنحني طاقة خارقة لن تنفد، كانت تقول مباشرة وبدون مقدمات (من يوم عرفتك وانتي هبلا، ترى كل اللي فكرتي فيه مارح يصير ومارح يفرق بينا شي أبد.تطمني، وحتى شهر العسل هو يبي يروح ماليزيا وأنا مصرة على الأفلاج) نعم هذه هي ليلى، صديقتي البارعة في اجتثاث الحزن.
أمر آخر بدأ يشغل تفكيري كلما قاربت الإجازة على النهاية، خاصة أن أخي بدأ يزورنا على فترات متباعدة وفي كل مرة يأتي يذكرني بأن سيرة الأفلاج انتهت للأبد.هل أنا موافقة فعلا؟؟ أن أنهي مشواري الطويل باستقالة؟
كنت وبتأثير ما حدث قررت ألا أعود إلى هناك مجددا أما الآن. فأنا لا أرغب في ترك وظيفتي، لعل الفرج قريب فماذا بعد الأربع سنوات؟
أتعبني التفكير في هذا الأمر. وذات يوم وبعد أن صببت لأبي فنجانين من القهوة.. أبي لدي ما يشغلني ولا أرغب في إخفائه عنك أكثر من ذلك؟ رفع رأسه ما هو يا بنتي؟ هل تعدني ألا تغضب مني؟؟ صمت أبي لثوان ثم مرر يده على لحيته لا أعدك بعدم الغضب إن كان هناك ما يستدعي أم أنك تشكين في أن أباك يشعر ويتفاعل، ما أعدك به هو أن أتفهم موقفك ولا أظلمك ولا أجور عليك مهما حدث. وقصصت عليه ما كان من أمر سائق الباص وتصرف أخي وموقفه وأنني لا أرغب في الاستقالة وأريد أن أعود لوظيفتي.
وضع أبي عينيه في الأرض وأطرق طويلا حتى ظننت أنه قرر تجاهلي ولن يرد علي. لكنني كنت أنتظر.
سألني وماذا تتوقعين مني؟؟


/

  رد مع اقتباس