300 ألف أميركي يعالجون منه سنوياً

أثبتت مواد معينة مضادة للأكسدة فعاليتها في علاج بعض الوظائف العصبية الضعيفة التي يعاني منها المرضى المصابون بقصور كلوي مزمن. وأوضحت الدراسة -التي أجراها العلماء في كلية إيرفين الطبية التابعة لجامعة كاليفورنيا الأميركية على مجموعة من الفئران- لأول مرة كيف تساهم مجموعة من الجزيئات المعروفة بالشوارد أو الراديكالات الحرة التي تتفاعل مع جزيء آخر هو أكسيد النيتريك, في إحداث المشكلات العصبية المصاحبة للقصور الكلوي.

وأوضح الخبراء في الدراسة التي نشرتها مجلة الجمعية الأميركية لعلوم الكلى أن القصور الكلوي يعتبر أحد أخطر الاضطرابات المزمنة في الولايات المتحدة, ويخضع أكثر من 300 ألف شخص للعلاج سنويا, وقد تضاعف هذا الرقم كثيرا منذ عام 1989 وفقا لمسوحات معلومات الكلى الأميركية التابع لخدمات الصحة العامة في الولايات المتحدة.

وينجم هذا المرض غالبا عن مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والتهابات الكلى والإصابات والاضطرابات الوراثية, ولا يوجد علاج شاف له حاليا عدا غسيل الكلى المستمر أو عمليات زراعة الكلى التي تستخدم لإطالة حياة المرضى.

وبالرغم من أن 200 ألف مريض يخضعون لعمليات غسيل الكلى وحوالي 87 ألف شخص يخضعون لعمليات الزراعة الجراحية كل سنة, فإن هذه العلاجات لم تحسن المضاعفات العصبية المصاحبة للقصور الكلوي التي لم تتضح أسبابها بعد.

ويرى الدكتور نيك فازيري أستاذ الطب ورئيس الباحثين أن هذه الدراسة توضح الكيفية التي تتفاعل بها الشوارد الحرة مع أكسيد النيتريك لإنتاج التوتر التأكسدي المسؤول عن اختلال الوظائف العصبية, بل وتقدم أيضا طريقة فعالة لمعالجة هذه الاضطرابات.

فقد لاحظ الباحثون وجود مستويات أعلى من المادة الكيميائية الدالة على زيادة نسبة الشوارد الحرة عند الفئران التي أزيلت معظم أعضائها الكلوية لتشبه في ذلك المرضى المصابين بقصور الكلى, مشيرين إلى أن هذه الجزيئات معروفة بضررها على الخلايا من خلال عملية التوتر التأكسدي وخاصة في مناطق القشرة الدماغية, ويمكن تقليلها أو إضعاف نشاطها بمضادات أكسدة قوية عالية الفعالية.

ووجد فريق البحث أن أكسيد النيتريك الذي يساعد في إبقاء ضغط الدم ضمن حدوده الطبيعية ويعمل كمؤشر مهم للرسائل المتبادلة بين الخلايا وداخلها, يتفاعل مع جزيئات الأكسجين النشطة التي تعرف بالراديكالات الحرة لتسبب تلف الخلايا الدماغية المصاحب لقصور الكلى.

وبمعالجة الفئران المصابة بالقصور الكلوي بمضادات الأكسدة المعروفة باسم "ديس ميثل تايريلازاد" اكتشف الباحثون وجود مستويات أقل بكثير من الجزيئات المؤذية المسببة للتوتر التأكسدي والتلف الدماغي.

وتشمل الاضطرابات العصبية التي يصاب بها مرضى القصور الكلوي بطء عمليات التفكير والتعب والإرهاق وعدم الاستقرار العاطفي والنفسي واضطرابات النوم, وعدم التوازن الهرموني في الجسم, إضافة إلى النسيان والتهيّج والعصبية وفتور الشعور واللامبالاة, وفي الحالات الشديدة قد يصاب المرضى بالهلوسة والغيبوبة والتشنج والهذيان.

ويرى الباحثون إمكانية ربط هذه النتائج باضطرابات مشابهة تصيب الجهاز العصبي في أمراض أخرى مثل مرض هانتنجتون والزهايمر وإصابات الدماغ والتسمم بغاز أول أكسيد الكربون.

المصدر :قدس برس