عرض مشاركة واحدة
قديم 27 / 04 / 2011, 39 : 10 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي خيارات التعامل مع الآخرين


يصعب علينا في حياتنا الخاصة أن نعيش بمعزل عن الآخرين، وأن نكوّن لنا عالماً خاصاً بنا مستقلاً بذاته دون أن يشاركنا فيه احد من العالم، حيث أن محاولة الاستغناء عن الغير ستؤدي إلى العزلة والانطوائية.
ولهذا فإن لمشاركة الحياة مع الآخرين مزاياها وفوائدها، خاصة وأنها في النهاية تمثل المدار الذي نعيش فيه نتأثر بغيرنا ونؤثر فيهم.
وما دمنا سنشارك غيرنا في مراحل حياتنا، فإن هذا يعني بأننا سنتعامل معهم باستمرار، وهنا نطرح سؤال مهماً نوجهه إلى كل منّا وهو: كيف تحب أن تعامل الآخرين؟
هل ستعاملهم بما يعاملونك به؟
أم أنك ستعاملهم كما تحب أن يعاملوك به؟

إذا كان جوابنا هو الاختيار الأول وهو أننا سنعاملهم كما يعاملوننا، فإن هذا يعني أن رد فعلنا يجب أن يتطابق مع فعل غيرنا. . ويكون تعاملنا لونا من التبادل الفعلي بكل ما فيه من حسنات ومساوئ . . ومن وفاء ونقيصة . .
وفي هذه الحالة لن يكون لنا دور في اختيار نوع التعامل . .
ولن يكون لتقدير الضمير أي دور في إملاء المسلك الذي نتعامل به مع الغير. .
وبالتالي فإن تعاملنا سيكون مرتبطاً بتعامل غيرنا معنا، وهذا يعني بأن المبادرة ستكون غالباً بيد الغير بينما ستكون ردود أفعالنا تبعاً لما يراه غيرنا والذي قد لا يكون صحيحاً في أغلب الأحوال.

وعندما يكون جوابنا هو الاختيار الثاني وهو أننا نعاملهم كما نريدهم أن يعاملونا، فإن وجه التعامل ينطلق من إطار السلوك العقلاني الذي يُبصر بعين مفتوحة، ويتحرك بأقدام مرسومة الخطى بعيدة عن قيد المواجهة النفسية الواقعة تحت تأثير الذات. .
حيث لا يخضع الفعل لرد الفعل . .
ولا يكون الرد حصيلة انفعال عصبي . .
بل نتيجة لسلوك ومنطق وتوجه يهدف إلى أن تكون تصرفاتنا بناءة تخدم الجميع.
ولو أن تعاملنا مع أنفسنا ومع الآخرين كان عقلانياً فلن توجد بأذن الله صراعات أو خصومات . . حتى وإن وجدت فإن ضوابط التعامل معها كفيلة بحلها . .

إن ما نشكو منه هو أننا في الغالب نتعامل مع بعضنا البعض تحت شعار " أعامله كما يعاملني"، فإن أساء إلى أسأت إليه، ، وإن غدر بي غدرت به . . نطبق مبدأ الجزاء من جنس العمل . .
ومن هنا تضيع ضوابط المسلك العقلاني. . ولا يبقى إلا الفعل ورد الفعل . . الصراخ والشكوى . . وصدى الانفعال بالصراخ والشكوى . .
كم أتمنى أن يكون تعاملنا مع غيرنا تعاملاً مثالياً يعكس التعامل الجيد الذي نتمناه من غيرنا معنا، ففي هذا السلوك كل العدل والرقي الذي ننشده لنا جميعاً، وفيه غرس للمفاهيم السليمة لأبنائنا.


  رد مع اقتباس