الموضوع: مجمع خلف الطبي
عرض مشاركة واحدة
قديم 26 / 07 / 2011, 34 : 10 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي مجمع خلف الطبي


استمراراً للنجاحات التي يحققها رجل الأعمال خلف الجابري، وبعد التوسعات الكبيرة في البقالات والتي تحولت إلى هايبرات (جمع هايبر)، فقد قرر الأستاذ خلف إنشاء مستوصف في حي شعبي من أحياء جدة ويكون معظم نشاطه يتركز في معالجة المرضى الذين ليست لديهم إقامات (يعني مخالفين) والذين لا يستطيعون الذهاب إلى المستشفيات والمستوصفات "العِدلة / المحترمة"، ويكون بقية نشاط المستوصف مرتكزاً على إجراء التحاليل "الصورية" المطلوبة لتجديد الإقامات،
ولهذا اختار أحد الأحياء بجنوب جدة التي يقطنها المتخلفين، واستأجر عمارة الله يعلم بحالتها وخصص الدور الأرضي لإدارة المستوصف والدور الأول للعيادات والمختبر ، وجعل سكن الطاقم الطبي في السطح.

بعد أن تحدد المكان، أختار الأستاذ خلف أسم " مستوصف الصدق والإخلاص" ليكون اسم مستوصفه الجديد.

وكان أخر ما فكر فيه الأستاذ خلف هو الطاقم الطبي اللازم لتشغيل المستوصف بكل كفاءة، ولهذا أتصل رجل الأعمال خلف بصديق قديم له عنده ورشه في المنطقة الصناعية بجدة، وبعد أن عرض عليه حاجته لطاقم طبي، قال له صاحبه: لا تشيل هم . . اعتبر الموضوع منتهي.
خلف: كيف منتهي يا أبو وليد؟ كيف تجيب الأطباء والممرضات؟
أبو وليد: يا خلف، الأيام هذي الشغل قليل في الورشة عندي، ونفس الشيء في ورشة أخوي .. وعلشان كذا نويت أعطيك بعض الصنايعية اللي عندي واللي عند أخوي دبر نفسك معهم، ولا تخاف عليهم . . تراهم متعودين على النصب عندي في الورشة.
خلف: يعني أطمئن؟
أبو وليد: قلت لك لا تشيل هم، عطني عنوان المستوصف، وأنا أرسلهم لك علشان تشوفهم وتشتري لهم شوية بنطلونات وشوية قمصان من الحراج، ولا تنسى "الروب" اللي يلبسوه الدكاترة.
الأستاذ خلف: اتفقنا . . وإذا مشيت الأمور تمام ترسل لي عمال ورشة أخوك بعد شهرين على أنهم أطباء زائرين.
أبو وليد: أبشر يالحبيب.

بعد ان تم الاتفاق، قام الأستاذ خلف برحلات مكوكية بين المنطقة الصناعية وسوق الحراج استطاع خلالها تأمين بقية الطاقم الطبي ومن ضمنهم خياط، بينما تم تأمين طاقم التمريض من العاملات المنزليات" الهاربات من كفلائهن.

تم افتتاح المستوصف بعد أن تم الانتهاء من كافة الاستعدادات اللازمة للافتتاح ومن ضمنها الهدايا لتعريف الناس بالمستوصف. وكانت الهدية الوحيدة الموجودة هي "علبة بيبسي" مثلجة مجانية ليشربها من يمر بالقرب من المستوصف، وكان الهدف من ذلك هو أن تلتهب "اللوّز" لدى من يشربون البيبسي فيضطرون لمراجعة المستوصف.

بدأ حجم العمل يتزايد خاصة بعد أن علم معظم العمالة المصابون بأمراض خطيرة بأنه يمكنهم أن يحصلوا على فحص طبي لتجديد إقاماتهم نتيجته "سليم" بدون أن يحضروا إلى المستوصف ( يا عيني على الصدق والإخلاص).

في خامس يوم بعد الافتتاح أحضرت السيدة غزالة الجنوب عاملتها المنزلية للمستوصف لإجراء كشف طبي للعاملة. وبعد أن دفعت الرسوم توجهت إلى عيادة طبيب الباطنة، حيث فوجئت بعد دخولها العيادة بأن الطبيب لم يكن سوى "الخياط سليم" الذي لديه مشغل بالقرب من منزلها. وعلى الرغم من هذه المفاجأة إلا أن السيدة غزالة لم تتكلم، وبعد ذلك طلب الخياط أقصد الدكتور سليم إجراء بعض التحاليل الطبية للعاملة، فتوجهتا إلى المختبر. وهناك كاد أن يُغمي على السيدة غزالة بعد أن شاهدت بأن المسئول عن المختبر هو سائق عمها الهارب، ولكن لأن السيدة غزالة مشهود لها بالحكمة فقد خرجت من المستوصف بهدوء للإبلاغ عن مستوصف النصابين.

وصل الأستاذ وافي مع أبنه لمراجعة طبيب العظام، وبعد الانتظار دخلا إلى عيادة الطبيب تمهيداً للكشف على الابن، وهناك انعقد لسان الأستاذ وافي عندما تبين له أن طبيب العظام الذي يلبس البالطو هو الميكانيكي "إقبال" الذي يعمل في الورشة التي أصلح فيها وافي سيارته قبل أسبوعين. وما هي إلا ثواني فقط قبل أن يُشاهد الجميع الأستاذ وافي يطارد الميكانيكي إقبال في أزقة الحارة التي يقع فيه المستوصف.

وقبل نهاية دوام ذلك اليوم حضرت السيدة ملكة الاحساس وأختها للحصول على تطعيم ضد الحمى الشوكية، وبعد أن دفعتا قيمة التطعيم، وذهبتا إلى قسم الطوارئ لأخذ التطعيم المطلوب أخبرتهما الممرضة (سوراتي) أنها ستطعمهما ضد شلل الأطفال لأن هذا هو التطعيم الوحيد الموجود عندهم في المستوصف، ومنتهي الصلاحية (منتهى الصدق والإخلاص). وهنا ثارت ثائرتهما وقامتا بمحاولة ضرب سوراتي إلا أنها "فركت منهما" وتكرر نفس مشهد الأستاذ وافي مع إقبال، حيث أنطلقت سوراتي تجري في الشارع ومن خلفها ملكة الاحساس وأختها، حيث كان منظرهما "بالعبايات" يشبه منظر الوطواط في أفلام الكرتون.

وهكذا تعوّد سكان حارة هذا المستوصف على المطاردات بين المرضى والطاقم الطبي والتمريضي على مدار الساعة.


(خوش مستوصف).

  رد مع اقتباس