أشكرك أختي شموع لاختيارك الرائع حول القبول بالقضاء والقدر.
حقيقة، القبول بما يصيبنا يعتمد كثيراُ على قوة إيماننا بالله سبحانه وتعالى، وأفضل تأكيد على ذلك هو تفاعلنا العملي الأولي وقت الحدث، فلو أخذنا مثلاً خبراً محزناً مثل " وفاة شخص عزيز"، فسنجد بأن هناك من لا يُصدق ذلك الخبر، وسنجد من يُصدقه ويتماسك ويحتسب، ونجد من يجزع، . . وهكذا.
ولهذا فنحن نجد بأن الأكثر إيماناً بالله هم الأكثر تماسكاً وقبولاً للأحداث، فهم يعلمون بأن جميع أمورنا إلى خير متى ما صبرنا واحتسبنا، ومتى ما قنعنا بأن ما أصابنا أو ما نحن فيه هو خير لنا، ولعل أوضح مثال على ذلك هو قصة قارون التي وردت في القرآن الكريم، حينما خرج على قومه بزينته فتمنى بعض قومه بأن يكون لديهم مثلما أوتي قارون، فكان جواب المؤمنون بالله لأولئك البعض بأن ثواب الله خير من زينة قارون.
ولما تدخلت القدرة الإلهية وخسف الله سبحانه وتعالى بقارون وبداره، قال من كانوا يتمنون ما كان عند قارون: الحمد لله أن منّ علينا فحفظنا من الخسف والعذاب الأليم. إنا تبنا إليك سبحانك، فلك الحمد في الأولى والآخرة.
من الخطأ الكبير أن نربط الأحداث والنتائج بحساباتنا البشرية وننسى بأن هناك حسابات وحِكم إلاهية لا يعلمها إلا الله جل وعلى.
مرة أخرى تقبلي شكري أختي شموع لحسن اختيارك لهذا الموضوع الرائع.
دمتِ برعاية الله وحفظه.