الموضوع: الحظ
عرض مشاركة واحدة
قديم 21 / 10 / 2011, 04 : 10 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي الحظ

طرحت أختي الكريمة شموع قبل أيام موضوعاً رائعاً بعنوان " وما أدراك إنه حظ عاثر"، تضمن العديد من الدروس والفوائد التي يجب أن نتعلمها للتعامل الصحيح مع ما قد يواجهنا من أحداث.
وقد وجدت نفسي أكتب هذا الموضوع عن كلمة "الحظ" التي وردت في العنوان السابق، وهي من الكلمات التي يتكرر سماعنا لها في حياتنا الخاصة والعامة، مثل أن يتمنى أحدنا لغيره "حظاً سعيدا"، أو عندما يشكوا أخر من سوء الحظ فيقول: " لقد كان حظي سيئاً"، أو أن يُقال " هزمونا بالحظ". وإلى غير ذلك من العبارات التي تجعلنا نتساءل: هل الحظ هو كل شيء؟.
من تعريفات الحظ أنه النصيب والقدر من الخير والفضل الذي يحصل عليه الإنسان، ففي القرآن الكريم نجد الآية: {وما يُلقاها إلا الذين صبروا، وما يُلقاها إلا ذو حظ عظيم}(فصلت:35)، وفي اللغة يُقال فلانًا على حظ من القوة والعزيمة، وفلانة ذات حظ من الجمال، وكلها تعني النصيب والقدر.
وكثيراً ما يقيّم الناس ما يحصل لهم خلال أمور حياتهم ويرجعونه إلى الحظ السعيد أو الحظ السيئ، فيشتهر فيما بينهم بأن فلاناً سعيد الحظ، بينماً شخصُ آخر نجده على العكس تماماً، فيعتقد بأنه سيئ الحظ دائماً فيشتهر بينهم بهذه الصفة التي ترتبط به بينما لا دخل له بها سوى أنه المتضرر الرئيسي مما يحدث له.
ولا يخلو الأدب العربي من ذكر للحظ وتأثيره، حيث يصف أحد الشعراء حظه السيئ في هذين البيتين من الشعر فيقول:
وحظي كقمح ٍ فوقَ الشـوكِ نثــروه * * * * * فقالوا لحُفــــاةٍ يوم ريح ٍ اجمعـــوه
صعب الأمر عليهم ثم قالوا اتركوه * * * * * إن من أشقاه ربي كيف انتم تسعدوه

ومعنى هذين البيتين كما أفهمهما هو أن الشاعر يشبّه حظه مثل حال ناس حُفاة في يوم كان شديد الريح طُلب منهم أن يجمعوا قمح كان قد نُثر في منطقة كلها أشواك. طبعاً لم يتمكن هؤلاء الناس من جمع ذلك الدقيق لعدة أسباب منها أنهم حفاة لا يستطيعون المشي فوق الأشواك، إضافة إلى أن الريح قد ساعدت في بعثرة وتطاير ذلك الدقيق، ولهذا قال الشاعر عن نفسه في الشطر الأخير أن من كان حظه سيئاً وأشقاه ربي لا يمكن أن تتغلبوا على حظه السيئ.
كما يتحدث شاعر أخر بهذا البيت من الشعر النبطي عن تعاسة حظه فيقول:
"كل ما دقيت في أرض وتد ...... من رداة الحظ وافتني حصاة".

وتمر على البعض منّا أوقات أو أيام نجد بأن أمورنا لا تسير كما نحب، مثل تتابع الأحداث الغير مريحة للشخص في يوم واحد إلى درجة أنه يجد نفسه لا يدري ماذا يفعل، ولعلي أذكر ما حدث لزميل لي استيقظ قبل عدة أيام متأخراً عن عمله، وبعد أن ارتدى ملابسه على عجل وخرج من منزله وجد أن أحد إطارات سيارته بحاجة إلى إصلاح، وخوفاً من تأخره أكثر عن عمله أوقف سيارة أجرة لتأخذه إلى العمل، وفي الطريق تنبه إلى أنه قد نسي محفظته في المنزل، فلم يجد أمامه إلا أن يتصل بأحد زملائه في العمل ليقابله أمام مقر عملهم ليدفع لسائق سيارة الأجرة أجرته، وبعد أو وصل إلى مكتبه ووبخه مديره في العمل اتصلت به زوجته لتخبره بأن الكهرباء قد انقطعت فجأة في منزلهم، فتذكر عندها أنه قد تأخر في تسديد فاتورة شركة الكهرباء.
ولو تمعنّا فيما حدث لزميلي فسنجد بأن الحظ لا علاقة له بما حدث، وإن كافة الأحداث كانت بإرادة الله أولاً، ثم أنها نتيجة لتأخره في الاستيقاظ، ولعدم أخذه المحفظة عند خروجه، وللتراخي في تسديد فاتورة الكهرباء، ولهذا فإن كل ما حدث كان نتائج لأخطاء متراكبة.
بعيدا عن موضوع الحظ فإنني على يقين بأن المسألة ليست إلا توفيقاً من الله عز وجل، ففي مقابل ذلك اليوم المزعج تمر علينا جميعاً أياماً عديدة فيها من الخير والسعادة الشيء الكثير. ولذا فإن علينا أن تتفاءل ونحسن الظن بالرب جل وعلا.. ونشكره في السراء والضراء.. يقيناً منّا أن كلاً منهما ابتلاء واختبار.
والأولى هو التوكل على الله والإيمان بالقضاء والقدر.
أخيراً، هل صادفتم أحبتي أياماً تكون أموركم فيها "مش ولا بد"؟ وكيف تعاملتم معها؟
دمتم بهناء وصفاء
ء.

  رد مع اقتباس