زوار يطلعون على معرض للسيارات القديمة في أم رقيبة. واس
بشير الزويمل من أم رقيبة
يمثل مهرجان مزاين الإبل في أم رقيبة حراكا اقتصاديا كبيرا يعاود نشاطه بشكل سنوي لمدة أربعة أشهر متتالية، حيث يدر عوائد كبيرة على المواطنين السعودي والخليجي، إذ قدرت مجموع الصفقات التي تم تداولها في سوق أم رقيبة بما يتجاوز مليار ريال.
وتنال العمالة الأجنبية نصيبها الأكبر من هذا الحراك الاقتصادي الكبير، الذي تحتضنه صحراء أم رقيبة في الشمال الشرقي من المملكة العربية السعودية، حيث تقام فعاليات مهرجان مزايين الإبل الموسمي على المستوى المحلي فتدب الحركة الاقتصادية في هذه الصحراء القاحلة التي تتحول لمدينة تجارية مهمة تدر مداخيل مالية تتجاوز مئات الملايين بعد أن يقصد هذا التجمع مئات المستثمرين والباعة المتجولين من داخل المملكة وخارجها سواء في السوق الشعبي الذي يحوي سنويا أكثر من 500 محل تجاري متنوع جمع بين المطاعم والمطابخ والوجبات السريعة ومغاسل الملابس والتموينات الغذائية ومحال بيع الملابس الشتوية بأنواعها ومحال بيع الأواني المنزلية ومحال مخصصة لبيع الحطب إضافة لمحال التسجيلات الصوتية الفنية والإسلامية، كما يضم السوق صوالين حلاقة مجهزة تجهيزا صحيا ومتكاملا وكذلك ملاحم لبيع اللحوم الطازجة بأنواعها وورشا متنقلة لصيانة بعض أنواع السيارات، وحوى هذا السوق الشعبي الكبير محال متخصصة لبيع المقتنيات القديمة والأثرية ومقرا مخصصا لتأجير المخيمات والتي تعد الأكثر إقبالا في السوق الشعبي، حيث تتوافر كميات كبيرة من المخيمات المنصوبة والمجهزة للسكن مزودة بالفرش والإنارة ودورات المياه وتأجيرها على الزوار بمبلغ يتفاوت بين 100 - 200 ريال يوميا.
وكان لسوق الأغنام في هذا المكان نصيبه الأوفر من البيع والشراء من قبل زوار أم رقيبة سنويا، فالطلب يزداد بشكل مستمر على الذبائح لزوار المهرجان رغم ارتفاع أسعار الأغنام بشكل كبير وفاحش لم يسبق له مثيل، فالأسعار تتضاعف في هذا السوق بنسبة تصل 100 في المائة وزاد الطلب في السوق أكثر من المعروض خاصة في أيام العطلة الأسبوعية والتي تشهد كثافة كبيرة من الزوار، وتزين السوق الشعبي في أم رقيبة بالمنتجات الشعبية القديمة مثل السدو والحياكة القديمة المصنوعة من الصوف الطبيعي، حيث يعمل به عدد كبير من النساء اللاتي يتواجدن مبكرا بغرض عرض منتجاتهن الشعبية في هذه الفعاليات فاجتهدن في صناعة آلاف من القطع الصوفية الخاصة بالإبل كزينة لها مثل (الخروج والسفايف والشملة والشداد الخشبي وغيرها من المنتجات اليدوية الشعبية) والتي كانت محط أنظار الكثير من الزوار والمهتمين بالتراث والموروث الشعبي.
.. وكميات من السلع معروضة في أم رقيبة.
باعة وبائعات يعرضون بضائعهم في موقع المهرجان. واس
وشهدت محال بيع الحطب والملابس الشتوية والفري حركة اقتصادية كبيرة وكثر الطلب عليها خاصة خلال الأسبوعين الأخيرين بسبب موجة البرد التي دهمت المملكة، حيث كشف عدد من الباعة الشاميين الذين قدموا لأم رقيبة منذ عدة أشهر لعرض الكثير من الصناعات اليدوية والفري بأن هذا الموسم موسم مميز عن بقية المواسم بسبب التوافد الكبير من الزوار على أم رقيبة، مؤكدين أن مبيعاتهم تجاوزت قيمتها 400 ألف ريال لثمانية محال تجارية خلال الفترة الماضية، وكان لسوق الإبل وهو المقصد الأساس في هذا المكان النصيب الأكبر من هذه الحركة المالية بعد أن احتضن الكثير من صفقات بيع الإبل حيث توقع عدد من تجار الإبل والمهتمين بهذا الشأن بأن صفقات الإبل التي عقدت في هذا الكرنفال الذي اقتربت نهايته بمبالغ كبيرة جميعها تتصف بمواصفات الإبل الجميلة التي تؤهل المشتري للمشاركة فيها في مسابقة مزاين الإبل والمنافسة على جائزة النخبة السنوية وقدر أحد تجار الإبل والمهتمين والمتابعين للسوق مجموع الصفقات التي تم تداولها في سوق أم رقيبة استعداد المنافسة على جائزة النخبة على شرف الأمير مشعل بن عبد العزيز بأكثر من مليار ريال طيلة الأشهر الثلاثة الماضية حسب الصفقات الظاهرة له والمعلنة وأخبارها المتداولة بين ملاك الإبل ووسط السوق في أم رقيبة الذي يعد الأبرز على مستوى الخليج حتى الآن.
.
. أعداد كبيرة من الزوار يترددون على المهرجان سنوياً.