عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 03 / 2012, 40 : 09 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي الاعتدال مطلب أساسي في حياتنا


نحن في هذه الحياة لا نقيّد مشاعرنا في الغالب . . نحب الشيء فنفرط في الثناء عليه والتعلق به حتى كأنه الحلو الذي لا مرارة فيه،
ونكره غيره فنفرط في النفرة منه والتشهير به حتى لكأنه المر الذي لا حلاوة معه،
نطرح أرآنا فنتعصب لها حتى لكأنها الحق الذي لا يأتيه الباطل،
وننكر أفكار الآخرين فنحمل عليها حتى لكأنها الباطل الذي لا أثر فيه للصدق . . .

ذلك هو الإفراط في الأقوال والأفعال . . والذي يتسبب أحياناً بقلب الحقائق، ومجانبة الصواب، والوقوع في المشاكل، وقطع أواصر الموّدة، وجلب العداوة والبغضاء.

إن كل من يتعمق في أحوالنا الاجتماعية سيجد بأن من أسباب الاضطراب الذي يسود علاقاتنا الاجتماعية على مستوى الأفراد أو على مستوى الجماعات هو بعدنا عن الاعتدال في حبنا وبغضنا، وفي تأييدنا وفي معارضتنا، وفي الإصرار على آرائنا وعدم القبول بعقلانية للرأي الآخر.
إن في الاعتدال الخير للجميع، ولهذا نهى ديننا الحنيف عن المغالاة في كل شيء، وليس أدل على هذا النهي ما تضمنه القرآن الكريم والسنة المطهرة من النصوص الكثيرة التي تدعو إلى الاعتدال، فقد نهانا رسولنا صلى الله عليه وسلم عن الغلو في العبادة والانقطاع عن الحياة وكما يتضح من الحديث النبوي الذي خاطب فيه صلى الله عليه وسلم الصحابي عبدالله بن عمرو بن العاص الذي كان منقطعاً عن أهله في الصوم نهاراً والقيام ليلاً:[ . . . صم وأفطر، وقم ونم، وآت أهلك، فإن لنفسك عليك حقا وإن لجسدك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا] أخرجه البخاري ومسلم.
ونهانا عن الإفراط أو التفريط في الإنفاق والمصروفات، قال تعالى:{ ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً}( الإسراء: 29).
وأُمرنا بالعدل مع الآخرين فلا نميل مع القريب والصديق، ونجور على بعيد أو عدو، قال تعالى:{ ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}( المائدة).
ودعانا إلى الوسطية في الأكل و الشرب حيث قال تعالى {كلوا و اشربوا ولا تسرفوا أنه لا يحب المسرفين}(الأعراف:31 ).

ونصل في نهاية الأمر إلى أن روح الشريعة الإسلامية هي الاعتدال في كل شيء، والتوسط في كل أمر ولهذا سمى الله سبحانه وتعالى الأمة الإسلامية بالأمة الوسط، قال تعالى:{ وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهدا على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً}( البقرة:134).
ولهذا يجب علينا الاعتدال فيما نحب ونكره،
التثبّت مما نقبل ونرفض،
التأني في ردود أفعالنا،
الاستماع إلى آراء الآخرين واحترامها.
لأن هذا هو سبيل الخلق القويم، وهو أسلوب الأمة الواعية التي تأخذ بقدر وتعطي بقدر، تؤيد بقدر وتعارض بقدر.


دمتم سالمين

  رد مع اقتباس