عرض مشاركة واحدة
قديم 31 / 03 / 2012, 02 : 09 PM   #7
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مغامرات عضو على جزيرة مهجوره


تدور أحداث هذه القصة حول رحلة إلى جزيرة ليست مأهولة ببني البشر، ولكنها مسكونة بالحيوانات والطيور، كما تتوزع فيها الأشجار ونباتات مختلفة كثيرة.
بدأت القصة عندما اتصل بي ولد خالي وقال لي ابغاك في موضوع مهم، وعلشان كذا ودي نتقابل في مكان خارج البيت حتى نتفاهم بحرية أكثر، قلت له أبشر: فرصة أننا نروح لواحد من الأسواق المركزية بعد ما سمحوا للشباب يدخلون إلى المراكز التجارية لحالهم وبدون عوائل.
تقابلنا في مقهى في "الصيرفي مول" وطلبنا قهوة تركي وقهوة أمريكي (نقلد غيرنا)، وطلع موضوع ولد خالي المهم اللي يتكلم عنه هو أنه متقدم للزواج من عائلة تعرفها أخته، وطلبوا منه أهل البنت المهر، ومع المهر غزالة أنثى عيونها زرق ولونها "تركواز"، وقال لي أنه سأل عن مكان هالغزالة فقالوا له أنها في جزيرة مهجورة بأقصى المحيط الهندي تُسمى "جزيرة الغزلان التركوازية"، وقال لي ولد خالي أنه ما يقدر يسافر يجيبها من هناك لأنه عسكري وصعب يعطونه إجازة.
قلت له: ازهل الموضوع، واعتبر هالغزالة هديتي لك بمناسبة زواجك.

بدأت في السؤال عن الجزيرة، ورتبت أموري على السفر، وكان أكثر شيء مزعج هو عملية الوصول إلى تلك الجزيرة لأن اقرب مطار لها هو مطار (أنتاناناريفو) عاصمة مدغشقر اللي يبعد عن الجزيرة مسافة 3462 كم، والسفن الكبيرة لا تمر بالقرب منها بسبب ضيق المسارات البحرية حولها، ولهذا قال لي قبطان السفينة اللي نويت اسافر عليها وهو برتغالي الجنسية: " حنّا نقربك إلى الجزيرة حتى مسافة 80 كم وبعدين أنت تدبّر نفسك".
قلت له: " يعني يا كابتن ما فيه أي طريقه تقدروا توصلوني فيها إلى الجزيرة . . وأزودكم عشر ريال؟"
قال لي باليوناني: " تعرف يا أخ عبدالله (خلو بالكم من يا أخ عبدالله) . . لو كان يمدينا ما نقصر معاك"
قلت له: " خلاص اتفقنا"

أبحرت السفينة باتجاه المحيط الهندي، وقبل الوصول إلى الجزيرة بحوالي (80) كيلو متر وكان الوقت ظهراً، هدأت السفينة من سرعتها إلى أن توقفت تماماً في وسط البحر، ثم جاء الكابتن عندي فوق سطح السفينة ووراني اتجاه الجزيرة وودعني وقال لي: " أنزل على مهلك، وانتبه لنفسك من المطبات وأنت تسبح، وإذا حبيت ترجع معنا وحنا راجعين . . أنتظرنا في نفس المكان ونفس الوقت بالضبط بعد خمسة ايام نكون رجعنا من الميناء اللي حنا رايحين له".
ودعته وودعت كل البحارة، وبعدين ربطت شنطتي البلاستيك وراء ظهري، ونزلت عن طريق الحبال إلى البحر وبدأت السباحة باتجاه الجزيرة.

بعد شوي وأنا أسبح شفت سلحفاة كبيرة تسبح قريب مني (يمكن لأنها شافت الشنطة على ظهري، فظنت أني سلحفاة مثلهم بس من بلد ثاني)،
بعدين مديت يدي إلى الشنطة اللي وراء ظهري وطلّعت منها شوية "خس" وناولته للسلحفاة اللي كانت تسبح جنبي، ابتسمت السلحفاة وقربّت عندي وأشرت لي بأن أطلع على ظهرها (ما تحسّون أني مسختها).

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
صديقتي السحلفاة (فيوري) في صورة لها على الشاطيء

المهم طلعت على ظهرها، وأنطلقت السلحفاة "فيوري" باتجاه الجزيرة وأنا جالس "ألهدها" بالخس إلى أن وصلنا الجزيرة قبل غروب الشمس( 80 كيلو متر تقطعها السلحفاة في حوالي 3 ساعات . . واسعة شوي . . بس مشوّها).


تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
منظر الجزيرة من على ظهر السلحفاة

ارتاحت السلحفاة على الشاطيء نصف ساعة، وحاولت أقنعها أنها تجلس في الجزيرة وبعدين ترجعني لكنها قالت إن عندها التزامات، ولكنها وعدت أنها ترجع لي بعد خمسة أيام بس صباحاً وأعطتني رقم جوالها من أجل التواصل.

بعد ان راحت السلحفاة نشّفت ثيابي، ومن حظي أن ذيك الليلة كانت "قمرا"(المخرج عايز كذا) على الجزيرة، وبعد ما ارتحت شوي، غيّرت ملابسي . . لبست البيجامه، وسويت لي سندوتش، وبعدين تغطيت ونمت.( خلي بالك من البيجامة والسندوتش اللي ما أدري كيف وصلت الجزيرة !!!)

في الصباح بدأت أستكشف الجزيرة، وكانت فيها مناظر طبيعية رائعة، وفيها برضه بعض الأشجار الكبيرة جداً اللي تعيش على الأمطار، الشيء الجميل في هذي الجزيرة هو وجود شجر وثمر البابايا بكثرة.

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
ثمرة البابايا

بعد الظهر بدأت أشاهد بعض الحيوانات مثل القرود والزرافة، ولكن لما شفت حيوان غريب نصفه أسد ونصفه نمر نقص وزني (4) كجم، مش بسبب الخوف . . بس مدري ليش.
طبعاً، أندسيت (تخفيت) في مكاني، وبعد ما راح الأسد المهجن، اخذت لي شوية بابايا ورجعت إلى المكان اللي كنت فيه الليلة الماضية بدون ما اشوف أي غزال أو بقرة.
وصلت إلى المكان نفسه واعددت مائدة الغداء والعشاء (المزدوجة)، ثم نمت بعد أن جلست أهوجس لمدة كم ساعة.

في صباح اليوم الثاني توغلت في الجزيرة أكثر، وبدات اشاهد أنواع أخرى من الحيوانات، وأخيراً شاهدت غزالين بألوان مختلفة ولكن ما كان فيهم لون التركواز، وبرضه شفت الأسد المهجن مرة ثانية

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
الأسد المهجن

استمريت في البحث حتى اقترب النهار من نهايته، وبعدين رجعت إلى مكاني السابق بعد أن أخذت لي شوية بابايا اللي صار هو الفطور والغداء والعشاء، حيث تكرر سيناريوم الغداء والعشاء لليوم السابق.

في صباح اليوم الرابع من وجودي في الجزيرة، فوجئت بزجاجة القاها البحرعلى الشاطئ، اقتربت من تلك الزجاجة، ووجدت بداخلها ورقة، فتحت الزجاجة، وفردت الورقة لقيتها رسالة، وإذا بي أفاجا بأن مرسل الرسالة هو "ولد خالي" وموجهه ليّ (هذا المقطع ملطوش من الأفلام الهندية
وكان مكتوب فيها أنه قد غيّر رائه في موضوع الزواج من تلك الفتاة، وما عاد فيه لزوم للغزالة اللي عيونها زرق ولونها تركواز، ويطلب مني أني أرجع إلى جدة.


تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
الزجاجة اللي كان بداخلها رسالة ولد خالي

الصراحة، أنا فرحت لأن اليوم التالي كان موعد مرور السفينة في وسط البحر، وجلست انتظر السلحفاة على الشاطيء حتى وصلت قبل غروب الشمس.

جلست السلحفاة (فيوري) وانا نتكلم وهي تأكل "خس" وأنا أكل بابايا حتى طلوع الشمس، وبعدين تحركنا مباشرة إلى عرض البحر بنفس الطريقة اللي جينا فيها.
على بعد 80 كم (على عداد السلحفاة) وقفنا وجلسنا ننتظر السفينة حسب الموعد مع الكابتن.

بعد ربع ساعة لمحنا السفينة جاية من بعيد (وش هالدقة) ، فوقفت على ظهر (فيوري) ومعي "منديل كلينكس" ابيض ألوّح فيه للسفينة علشان يشوفوننا.
وبعد ما شافونا هدو من سرعتهم وبعدين وقفوا قبل مكاننا بمسافة واحد كيلو متر حتى لا تؤثر عليّ الأمواج التي تسببها السفينة أثناء إبحارها، وبعدين نزلّوا الحبال وودعت السلحفاة، وسحبوني إلى سطح السفينة، وهناك لقيت الكابتن اللي رحب فيني، وقال لي باليوناني: " بشّر عساك نجحت في مهمتك؟"، قلت له: "بعدين أقو لك . . لا تصجوني . . لو سمحتوا أبي مكان مريح أنام فيه حتى نوصل الميناء"،
قال لي: "هذي غرفتي على حسابك . . نام فيها إلى أن يطيح اللي برأسك".

نمت في غرفة الكابتن مدة يومين تقريباً حتى وصلنا، ثم ودعت الكابتن وحاسبته على المشوار، وبعدين تحركت مباشرة إلى المطار.
من حظي الطيب أني لقيت طيارة فيها معتمرين على وشك الإقلاع إلى جدة، وسافرت معهم.


هذه باختصار قصة زيارة "جزيرة الغزلان التركوازية"، والتي ليس فيها أي شيء من الحقيقة، وإنما هي خيال في خيال،

آمل أن تعذروني على القصور في التأليف لأني على قد حالي، ولأني أخاف من البحر.


مرة أخرى، اشكر أختي المتميزة رحيل لتشريفي باختيارها لي لأكون أول ضيف على الجزيرة المهجورة.

دمتم سالمين.

  رد مع اقتباس