أختي المتميزة رحيل:
أشكرك بداية لطرحك هذا الموضوع المهم عن "المزاح الغير مقنن" الذي يتسبب في الغالب بردود أفعال قد تؤدي إلى سلبيات عديدة.
السؤال . . مآهي حدود المزح؟؟
حقيقة، بناء على ما تفضلتِ بذكره عن التجربة التي مررتِ بها من المزاح الغير محبب.
اسمحي لي بأن اذكر بأنه على الرغم من أهمية الترويح عن النفوس بأي شكل من أشكال الترفيه ومنها المزاح المناسب، إلا أن ذلك لابد وأن يكون ضمن حدود أو ضوابط،
اعتقد بأن الضابط الرئيسي للمزاح هو أن نُراعي بإن لكل شخص منّا له مشاعره وأحاسيسه التي يجب المحافظة عليها وعدم جرحها بالمزح أو خلافه وخاصة أمام الآخرين،
من ضوابط المزح أن تتم مراعاة الوقت المناسب وكذلك الحالة النفسية لمن نمازحه،
البعد عن الفاحش من الألفاظ التي يتم استخدامها حتى ولو كانت متداولة بين الناس،
البعد عن السخرية والاستهزاء بمن نمازحه، وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بعاهة خلقية،
ومن المهم أيضاً أن نبتعد عن المزح باليد أو ما قد يسبب الضرر الجسدي لأي طرف.
وقد ذكرني موضوعك المهم ببعض الحلقات التي اعتقد بأنها تافهة لبرنامج "الكاميرا الخفية" وإن اختلفت مسمياته، وخاصة تلك التي كان يتم تصويرها للتلفزيون السعودي، وكانت تُقدم خلال شهر رمضان منذُ سنوات، حيث كان من يقدموا تلك الحلقات من "المهرجين" في نظري، لأنهم كانوا يحاولون إضحاك المشاهدين بطرق "سمجة" تعتمد على نرفزتهم لمن يمكن أن نسميهم "بضحايا" البرنامج بأسلوب "شوارعي سخيف"، فتكون النتيجة –في الغالب- تماسك بالأيدي بين الطرفين،
الشيء الأكثر إزعاجاً هو أنه كان يتم عرض تلك الحلقات دون مراعاة لمشاعر الضحايا، وبدون استئذان منهم كما قال لي أحد الضحايا.
نحن بحاجة إلى المزح للترويح عن النفوس ولكن بعقل وبدون الإضرار بأحد، وليس كما نشاهده أحياناً في بعض الأماكن العامة بين بعض الشباب من أفعال أو نسمعه من ألفاظ وأصوات مزعجة لا تُراعي مشاعر المستمعين ولا الذوق العام.
هل ستشآرك صآحب المزحه الثقيله ضحكآته.. وتنسىــى الأمر ..!!؟
بالتأكيد لا أشارك صاحب المزحة الثقيلة ضحكاته،
يعتمد تصرفي معه حسب علاقتي معه، فلو كانت العلاقة معه قوية، سوف أطلب منه أن يخفف من مزحه مع الآخرين، وان هذا يجرح مشاعرهم، وقد لا يكون من باب الأدب.
وإن كانت علاقتي معه بسيطة، فسوف أستأذن وأترك له المكان حتى يفهم بأن تصرفه لم يكن مناسباً.
أختي رحيل:
متميزة كعادتك في طرح المواضيع المهمة التي استفيد منها، ولعل هذا من أكثرها أهمية،
كما آمل قبول عذري بسبب طول مداخلتي التي أرجو أن لا تكون مملة.
دمتِ بحفظ الله ورعايته بأحسن صحة وأسعد حال.