عرض مشاركة واحدة
قديم 10 / 04 / 2012, 41 : 08 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي أين ذهبت البسمة؟

طرحت أختي المتميزة رحيل قبل أيام موضوعاً رائعاً في المنتدى العام بعنوان "كنّا . . وصرنا" تطرقت فيه إلى التغيّرات التي طرأت علينا كأفراد أو مجتمعات خلال عقود بسيطة من الزمن، وختمت المتميزة موضوعها بأن السبب فينا وليس في الزمن، وكما ورد في بيت الشعر المشهور.

نعيب زماننا والعيب فينا٭٭٭ وما لزمانناعيب سوانا
وهذه حقيقة مؤكدة، فليس العيب في زماننا، ولا في رغد العيش الذي نعيشه، ولكن العيب هو في بعض الناس الذين تغيرت طباعهم وانطباعاتهم عن غيرهم،
وتبدلت نظرتهم إلى الآخرين، وعلى أنفسهم أيضاً.
وظنوا – وهم مخطئون بذلك- إن إحاطتهم لأنفسهم بأسوار من التعقيد هو الذي يسعدهم ويُعلي مكانتهم،
وما علموا بأنهم كلما كانوا أكثر تواضعاً، وأقرب إلى الناس كلما كانوا أكثرسعادة.
هذه المقدمة هي توطئة لقصيدة جميلة للشاعر الأستاذ/ محمدسعيد البريكي بعنوان" الفقر والسعادة" قرأتها وأعجبتني، ورغبت أن تسمح أوقاتكم لقرأتها معي.
تقول القصيدة وهي من الشعرالحر:


عندما كنت صغيراً
كان إفشاء السلام
لجميع الناس في أرض المحبة

لم أكن انظر ما تحوي الضمائر
بل تركت الأمر للرحمن علام السرائر
كان في الشارع بسمة

ينتقل بعد ذلك إلى صورة أخرى من الماضي الجميل تصف جزء من حياتهم وبساطتها ومحدودية إمكانياتها،فيقول:

حينما يبتسم الفجر
يحلوالدعاء
وفي الصباح

كان يكفيني أن أكل تمرة
أن أذوق التوت
أن ألثم زهرة
أن أعب الماء من كوز وجرة
وكنت استلقي إذا جاء المساء تحت برد الطل
والأنجم فوقي في السماء
كنت استأنس بالبدر
وأستوحي المساء
كنت أحلم
أنني يوماً سأرقي
سوف أبني

من شعاع البدر للمجد سلالم

ثم أنتقل يرسم صورة عن الحاضر، والتي نلاحظ بأنها صورة باهتة الألوان على الرغم من رغد العيش الذي نعيشه، حيث يتضمن هذا الجزء بعض الوصف لتغيّر صفات بعض الناس في زمننا الذي نعيش فيه حيث يقول:

ثم جاء الخير وانهال العطاء
وجعلنا الأرض كالجنة إشراقاً
وزهواً ونماء

لم تعد أطفالنا
تُهدى إلى الموت
على نعش الوباء
لم نعد نمشي حفاة في الظهيرة
لم نعد نركض
إذ نبصر تمرة
لم يعد كسب رغيف الخبز محنة
لم يعد مصدر حيرة
غير أننا لم ندرك بأننا سعداء
وتعلمنا الجفاء
وتعلمنا أن نفحص وجه المرء
من قبل السلام

لم تعد تبدو على الأوجه بسمة

نحن جميعاً نتساءل مع الشاعر : {أين اختفت بسمة الناس؟؟؟؟}
قد تكون غابت في مدارات المادة، وتغيّر النفوس.

دمتم سالمين.

  رد مع اقتباس