منتديات الوئام - عرض مشاركة واحدة

26 / 04 / 2012, 21 : 09 AM

في الغالب لا يستطيع أي منّا من أن يعيش بمعزل عن الآخرين في كافة مراحل الحياة، فنجد أنه تتكون لنا علاقات قوية مع أقاربنا وخاصة مع من تتقارب أعمارهم مع أعمارنا، وكذلك تنشأ علاقة صداقة مع زملائنا في الدراسة، ومع من تجمعنا بهم ظروف الحياة في أي زمان.
وتستمر بعض تلك العلاقات لفترات طويلة يمتد البعض منها لسنوات عديدة، وينتج عن بعض تلك الصداقات الفردية أن تتعرف عائلات كاملة على عائلات أخرى وذلك بسبب تعارف طفلين أو طفلتين في المرحلة الابتدائية، وقد يصل الأمر إلى زواج أحد أفراد هذه العائلة من تلك العائلة.

وقد يحدث لبعض حالات الصداقة فتور بسبب خطأ من أحد الطرفين، أو لوجود سوء فهم فيما بينهما، أو لأي سبب آخر فينتج عن ذلك تباعد أقارب وأصدقاء عن بعضهم البعض، وقد يحدث الهجر الذي نهى عنه سيد البشر في الحديث الذي رواه أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا و يعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام" رواه البخاري و مسلم .
ولهذا يجب أن نتسامى عن كل ما قد يكون سبباً للخلاف ما دمنا نقدّر ونعّز بعضنا بعضا، وان نحاول نسيان الجروح القديمة، وأن لا نجعل تلك المواقف تعكر علينا صفو حياتنا، وأن لا نسمح لأي ذكريات مؤلمة أن تشوّش علينا علاقاتنا بمن نحب.
إن العودة للآخرين تجعلهم يشعرون بأنهم يهموننا، وبأننا نعزهم، واننا نريد ان نكون قريبين منهم،

فلنبدأ صفحات جديدة مليئة بالثقة بالنفس، مليئة بالتسامح، كلها صفاء وحب مع من افتقدناهم لأي سبب كان، ففي ذلك الخير والسعادة.

ولعلي أختم بهذه الأبيات المختارة من قصيدة جميلة للشاعرة ليلى سعد الحربي، تقول فيها:

يا ليتك تعود وأضمك بالأحضان .... أضمك لصدري واقبّـــل أياديــك

يا ليتك تعود ترى القلـب ندمـان .... وده يسوق المعـــذرة ثـم يراضيـك

تماكن الدنيا وواصـل بالإحسان .... قبل النــدم يطويك والهـــم يبريـك

ونهاية المشوار ما غيـر الأكفان .... ويبقى مع السارين ذكرك وطاريك

دمتم سالمين.